يبدو الجيش الإسرائيلي متخبطا في الحرب التي يخوضها في لبنان، ففي الوقت الذي يدعو فيه البعض إلى وقف الحرب البرية على إثر الخسائر في بنت جبيل يدعو آخرون من قادة الجيش إلى ضرب أهداف حكومية واستراتيجية تابعة للدولة اللبنانية ردا على ما تكبده الجيش من خسائر في المعارك الضارية التي حدثت في بنت اجبيل مع حزب الله والتي قتل خلالها تسعة صهاينة "حسب الاعتراف الإسرائيلي" بينما تحدثت أنباء أخرى عن أن عدد القتلى بلغ 17. دعا مسئول في الجيش الإسرائيلي إلى "محو القرى اللبنانية التي يقصف حزب الله منها الكاتيوشا منها باتجاه اسرائيل". وذكرت الإذاعة الاسرائيلية العامة صباح اليوم الخميس أنَّ وزيرًا اسرائيليًا طالب بتوغل قوات كبيرة للجيش الاسرائيلي في بلدات الجنوب اللبناني من وتدمير ما أسماه ب"قواعد اطلاق الكاتيوشا".وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم الخميس أنَّ المسئولين الإسرائيليين في الجيش والحكومة طالبوا بالأمس بتصعيد حدة الرد على حزب الله وعلى القرى التي يتم القصف على اسرائيل منها. وقال المسئول في الجيش: "القرية التي يتم منها القصف يجب تدميرها عن طريق القصف المدفعي والجوي."وذكر المراسل العسكري للصحيفة أن الجيش الاسرائيلي يقترح في هذه المرحلة ضرب "أهداف استراتيجية تابعة للدولة اللبنانية". واضافت الصحيفة أن الجيش امتنع في السابق من هذه الخطوة من أجل "الحفاظ على حكومة السنيورة".وقالت الصحيفة على لسان مراسلها العسكري إن اسرائيل امتنعت من هذه الخطوة في السابق لكنّها اليوم تزن الامور بشكل ثان فمن شأن مثل هذه الخطوة أن تشعل شمعة في الأماكن الصحيحة. وبدأت الحركة تشهد تزعزعا في المواقف داخل إسرائيل في أعقاب العدوان الاسرائيلي على لبنان، أعلنت مجموعة إسرائيلية عن تشكيل حركة مناهضة للحرب على لبنان في هذه الآونة تحديدًا. ويقف في صلب هذه الحركة، ناشطون قدماء في حركة "أربع أمهات" التي تشكلت في أعقاب اجتياح لبنان في العام 1982، وكان للحركة تأثير كبير خاصة بعدما تكبَّد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة في حينه في لبنان. وقام الناشطون في هذه الحركة ويقدر عددهم ب 15 بالتجول في شوارع كفار سابا في مركز البلاد وعلقوا مئات الملصقات على الجدران تنادي بعدم احتلال لبنان ووقف الحملة العسكرية. وعبرت الشعارات عن احتجاج شديد لما يقوم به الجيش الاسرائيلي هناك. ويقول النشطاء في هذه الآونة إنهم ينوون أيضًا المضي قدمًا في كل مدن المركز.وأكد أعضاء الحركة أن نشاطهم سينال التفاتًا كبيرًا خلال الأيام المقبلة.وقالت احدى الناشطات في الحركة، تدعى راحيل: "لم اصدق يومًا أن ندخل مرة أخرى إلى لبنان. لأنًّ الانسحاب من لبنان كان الشيء الأفضل الذي مرَّ على اسرائيل منذ وقت طويل."واضافت: "رأينا انه بعد اسبوعين من دخول لبنان لم تتشكل أي حركة في أعقاب الحملة العسكرية وهذا أمر رهيب وغريب. وتوقعنا ان يرفع أحد هذه الراية لكن من دون جدوى. وقررنا اقامة هذه الحركة. رأينا انه لا مناص من تشكيل هذه الحركة."وقالت مشاركة أخرى التي كانت هي ناشطة أيضًا في حركة "أربع امهات"، والتي قتل بعض من أصدقائها في لبنان: "في كل يوم ننتظره، سندفع ثمنًا باهظًا في لبنان. والإنسحاب من لبنان يجب أن يتم الآن من دون انتظار. من قال لنفسه ان نجد أنفسنا بهذه السرعة مرةً أخرى في لبنان". وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت احرونوت": "فكرة تنظيم الحركة بدات من القلب. من شعور أنَّ ما يجري عليه أن يتغير فورًا. وأحداث اليوم تقوي موقفنا هذا"، في إشارة الى أحداث بنت جبيل بالأمس.وسيقوم الناشطون في الحركة بنشر ملصقات احتجاجية ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت ووزير الأمن عمير بيرت موضحين ان هذه المرة أيضًا أن اسرائيل الم تفهم المغزى إطلاقًا. إلى ذلك بدا قادة إسرائيل متورطون في الحرب ومتورطون في قضايا أخرى فقد شهدت ظاهرة التحرش الجنسي من قبل المسؤولين والوزراء الصهاينة بالفتيات العاملات في مكاتبهم تناميا ملحوظا. فبعد أن أيام من الكشف عن شبهات بعملية تحرش جنسي قام بها الرئيس الصهيوني موشيه كتساف بحق إحدى العاملات في مكتبه شرعت الشرطة الإسرائيلية بعملية تحقيق جديدة مع وزير القضاء الاسرائيلي حاييم رامون بنسف شبهات التحرش الجنسي. وقد فتحت وحدة التحقيقات القطرية في قضايا الغش والاحتيال في الشرطة الاسرائيلية تحقيقا بهذا الشأن. وتدور الشبهات حول قيام رامون بالتحرش جنسيا بإحدى الفتيات العاملات في احد المكاتب الحكومية الإسرائيلية خلال احتفال بمدينة تل أبيب. ويأتي التحقيق بعد شكوى تقدمت بها الفتاة ضد الوزير رامون. ومما جاء في شكواها "ان رامون حاول تقبيلها دون رضاها عن ذلك وأنه حاول ذلك بصورة غير أخلاقية"ويرفض رامون هذه التهم وقال أنه بريء وأن التحقيقات سوف تثبت ذلك.