لا تتوقف سيطرة الإمارات على أغلب المواقع الاقتصادية في اليمن من مطارات وموانئ ومنشآت إنتاج وتصدير النفط والغاز، بل امتد الأمر إلى السطو على مواقع ومناجم استخراج الذهب في حضرموت (جنوب شرق) ومناطق أخرى في جنوب البلاد. وفي الوقت الذي لا يزال فيه مصير 16 موقعاً لاستكشاف واستخراج الذهب غامضاً في اليمن، أكدت مصادر محلية لصحيفة “العربي الجديد” الصادرة من لندن، قيام شركات إماراتية بتهريب كميات كبيرة من الأحجار، خلال الفترة الأخيرة، من مديرية “حجر” في ساحل حضرموت عبر ميناء خاص بها بين الريان وضبه إلى أبوظبي. وحسب المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، فإن هذه الأحجار عبارة عن كميات هائلة من الذهب الذي يتم استخراجه من مناجم خاصة في المنطقة تهيمن عليها شركات إماراتية ومحلية مرتبطة بها. واعتبر مراقبون ذلك بمثابة نهب لمناجم الذهب في مناطق مختلفة بمحافظة حضرموت التي يخضع جزء كبير منها لسيطرة القوات الإماراتية أو قوات محلية كونتها وتديرها، والمعروفة باسم “النخبة الحضرمية”. هكذا تبدو صورة بلد شوهته الحرب، وغمرته بالفوضى والعبث والتدخلات الخارجية وتجار الحروب من كل صنف ولون، يعيثون بمقدرات وثروات وطن يبدو ممزقاً ومدمراً بعد خمس سنوات من الصراع المسلح، والذي لا تلوح في الأفق نهاية له.