المنظومة الصاروخية وسلاح الجو المسير.. ضربات قاصمة وقاتلة في العمق السعودي لربما إن من أقوى الانجازات العسكرية والإستراتيجية التي صدرتها المؤسسة الدفاعية اليمنية خلال مواجهة الحرب العدوانية التي يشنها التحالف الأمريكي السعودي والإماراتي على اليمن منذ أكثر من 5 سنوات،، هو “الانجاز التقني” الذي تمثل في قدرة اليمن بعون الله تعالى وبالجهود الوطنية على تطوير وإنتاج أسلحة نوعية متطورة وتكنولوجيا حديثة من المنظومات الباليستية والطائرات المسيرة القادرة على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الحديثة وتحقيق الأهداف البعيدة المدى بدقة وبفاعلية متناهية. زين العابدين عثمان* فقد استطاع اليمن وبتوفيق الله عبر منظوماته الصاروخية وطائراته دون طيار المصنعة محليا أن يسدد ضربات قاصمة وقاتلة على العمق الاستراتيجي السعودي وان يخترق ويطيح بأحد أقوى واحدث التقنيات الدفاعية الأمريكية المتمثلة قي“قبة الدفاع الصاروخي باتريوت باك 2٫3” والذي صممت لتكون احد المنظومات الإستراتيجية في حماية الأمن القومي الأمريكي وحماية حلفائها في أوروبا وغيرها كالسعودية والإمارات. حيث أكدت الأحداث العسكرية ومسرح العمليات الهجومية نحو عمق العاصمة الرياض خصوصا منذ مطلع عام 2019 إلى آخر عملية حصلت يوم الأحد الماضي التي قصفت أهدافا بالرياض ،مستوى التطور التقني الملحوظ التي أصبحت عليها الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار وقدراتها الفائقة على تجاوز أنظمة الباتريوت وشبكة الرادارات العملاقة الحديثة المنتشرة في جميع نواحي المملكة، حيث لم تستطع هذه الرادارات أن تكتشف صواريخ ذو الفقار الباليستية الا بعد أن وصلت فوق أجواء الرياض كما أنها لم تستطع أن ترصد طائرات صماد3 التي قطعت نحو 1300 كم وجابت سماء الرياض وحققت أهدافها بدقة. ما هو الباتريوت وماذا يعني فشله أمام التقنية العسكرية اليمنية؟ الحديث عن نظام الباتريوت هو حديث عن سلاح أمريكي متطور يعود في أبعاده وتفاصيله التكنولوجية والحربية إلى أسلحة الجيل الرابع الذي تعتبره أمريكا مفخرة صناعاتها الدفاعية المتقدمة وأكثرها أهمية بعد “منظومات الدرع الصاروخية ثاد THAAD “واحد أسلحتها الدفاعية الأساسية الذي تعتمده في حماية مشاريعها وقواعدها وحلفائها بالمنطقة والشرق الأوسط من الأخطار والتحديات الإستراتيجية المختلفة المتمثلة قي الصواريخ الباليستية والصواريخ الجوالة وطائرات الدرون والطائرات القتالية الحديثة . *فشل الباتريوت لعل قضية فشل نظام الباتريوت في حماية السعودية من صواريخ اليمن وطائراته هي المعضلة والصدمة الأكثر تعقيدا التي يحاول كبار الخبراء والمهندسين الأمريكيين تقييمها ومعالجتها باستمرار فمع كل هجوم يمني على العمق السعودي تتضح مؤكدات جديدة لفشل الباتريوت الفضائحي في مضمار مهامه العملياتية وتفوق تكنولوجيا الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية. لا مبالغة بالقول اليوم إن أنظمة الباتريوت رغم ما تتمتع به من خصائص تقنية متطورة وخصوصا نظام “باتريوت باك- 3 “الجيل الأحدث والذي يصل سعر الصاروخ الواحد مابين 2 الى3 مليون دولار لم تستطع ان تعطي نسبة انجازات ترقى لمستوى قدراتها والمهام العملياتية المنوطه بها، كونها احد الخطوط الدفاعية الرئيسية لأمريكا ولحلفائها، فالواقع اثبت أنها فشلت تماما امام تكنولوجيا الصواريخ والطائرات المسيرة لليمن, ولم تقدم اي فارق عملياتي يرقى لدورها الوظيفي. معظم المؤشرات تؤكد أن أمريكا كثيرا ماتبالغ في الترويج لقدرات منظومة الباتريوت وهو ما يعني أن كل ما قيل عن هذه المنظومة من ميزات وأرقام وقدرات كان للاستهلاك الإعلامي والتجاري أكثر من كونه واقع فعلي، فأمريكا أثبتت أنها تصنع السلاح ولكن ليس بالكفاءة والتقنية الناضجة والمفترضة التي تغطي وظائفها العملياتية ،،فهناك أسلحة كثيرة غير الباتريوت أثبتت فشلها كأسطول دبابات الابرامز M1A1 التي لاتزال ضعيفة جدا أمام مضادات الدروع التقليدية كذلك مقاتلات 35 F الشبح التي اتضح مؤخرا أنها تعاني من عيوب وأخطاء كبيرة في غطاء الشبح وتصميمها الهيكلي والتكنولوجي.. مايجب قوله: أن مسألة فشل الباتريوت مسألة واضحة فسواء كانت نتيجة عيوب وخلل فني في تصميمها او نتيجة تفوق تقنية السلاح اليمني فكلا الحالتين تعد مصيبة كارثية على التكنولوجيا الأمريكية ومستقبلها ومستقبل سمعة الأسلحة التي تصنعها ، فإذا كانت منظومة الباتريوت فشلت نتيجة أخطاء فنية فهذا يعني أن أمريكا تصنع أسلحة ضعيفة مليئة بالأخطاء ولاتلبي الطموحات الإستراتيجية وإذا كان فشلها نتيجة تفوق تقنية السلاح اليمني "وهذا هو الأمر الأكيد" فهذا سيجعل أمريكا ملزمة بإعادة الحسابات كثيرا في مسألة قوة وفاعلية أسلحتها التي تصنعها لمواجهة تهديدات دول كبرى كروسيا وإيران وكوريا الشمالية.. فاليوم أطاحت التقنية الصاروخية والطائرات المسيرة اليمنية فاعلية نظام الباتريوت وغدا قد يكون نظام ثاد أيضا مشكوكاً في أمره وقد يصبح النظام الدفاعي الأمريكي الذي يظهر فشله في معركة التكنولوجيا المحتتمة في هذه الظروف .