قد يتساءل البعض عما هو الدافع وما هو السر الذي جعل هؤلاء الشهداء يتسابقون إلى ميادين القتال ، تاركين كل متاع الدنيا وحب العيش وراء ظهورهم من أجل دينهم وحريتهم وكرامة شعبهم والوقوف ببسالة ضد أعداء الله والمنافقين في ميادين الشرف والكرامة والكل يعلم أن ما ينتظرهم هناك هو الموت، فكيف تغلبوا على خوفهم تركوا كل ملذات الحياة؟ ومن أين اكتسبوا كل هذه الشجاعة والبسالة ؟ هذة التساؤلات قد تخطر على بال أي شخص لايعرف الخطر الذي يحيط به وأن أعداء الله يتربصون به وبأمته ودينه ووطنه من كل جانب، ولو علموا ذلك الخطر الكبير لعرفوا مقدار تلك التضحية التي قدم الشهداء أرواحهم فداء لها مؤمنين برسالتهم النبيلة وقضيتهم العادلة وقيمهم ومبادئهم السامية ووطنهم الغالي الكبير. فبدمائهم الزكية الطاهرة تعيش أجيال وأجيال من بعدهم في عزة وكرامة وأمنٍ وسلام سائرةً على نهجهم متمسكين بقضيتهم وبرسالتهم مؤمنين بالله وحده لايخافون في الله لومة لائم. هؤلاء الشهداء هم نبراس الحياة نقتدي بهم ونعمل بوصاياهم نحيي ذكراهم ونحكي قصصهم وبطولاتهم جيلاً بعد جيل. هؤلاء الشهداء فارقونا بأجسادهم لكنهم أحياء عند ربهم يرزقون، فقد اصطفاهم الله عز وجل وأكرمهم بالشهادة وأبقى أثرهم في قلوبنا وكأنهم يعيشون بيننا ونرى أعمالهم وتضحياتهم التي أبقاها الله خالدة في أرضه بعد أن ارتقوا منابر الشهداء. فالرجال هم الذين يستطيعون بتوفيق الله لهم أن يقفوا ببسالة مع مبادئهم وقيمهم مع قضيتهم الإيمانية، وهذه تستحق أن يقف الناس في رجولة وكبرياء في سبيلها مهما كانت التضحيات. فالمعركة ضارية بين الحق والباطل في كل مجتمع ودولة وهنا لايقف مع الحق إلا من يؤمن بالله ويتقيه ومؤمناً برسالة نبيه محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم. هؤلاء الشهداء منهم من عرفنا ومنهم من أُكرم بالشهادة قبل أن نراه ونسمعه، لكنه ترك لنا أثراً طيباً عَلِمنَا مبادئه وقضيته. فقد لايسمع الناس دائماً أصوات الأبطال لكنهم قد كسبوا رضاء الله ثم هدوء ضمائرهم وهما أثمن ما يحرص المسلم عليه ويسعى لتحقيقه، قال تعالى ( إنما يتقبل الله من المتقين ) فيا أيها الشهداء نحن أخوانكم الذين لم يلحقوا بكم مؤمنين بالله موحدين له سنبقى على نهج نبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم سائرين على خطاه وخطى آل بيته الأخيار نعمل بوصاياهم مستعينين بالله متوكلين عليه... فهيهات منا الذلة هيهات منا الذلة و الحمدلله رب العالمين