بين البدايات والنهايات في عمر الحضارات والأمم نجد قروناً مطوية في ذاكرة التاريخ, وفي حياة الشعوب والمجتمعات تمر عشرات السنين وتتعاقب الأجيال دون ان يكون هناك ثمة تحول في مسار الإنسانية, غير أن الحديث عن يوم السابع عشر من يوليو 1978م والسنوات التي تلته حتى اليوم وما تمثله في وجدان أبناء اليمن‘ اقرب إلى الحديث عن عصور التميز التي شكل فيها ظهور العباقرة والعظماء منعطفات تاريخية في حياة البشرية وعلامة مضيئة تتفاضل بها الأمم والحضارات..وباستعراضنا تاريخ حضارة اليمن بمراحله المختلفة منذ أن شكلت مهداً لحضارات أخرى, وإذا ما قيمنا بحياد تام أوضاع اليمن أرضاً وإنساناً‘ دون الالتفات لأسماء الأشخاص‘ سنجد فترات زمنية محددة ومتباعدة في تاريخنا الطويل مثلت أبهى فترات المجد والقوة والرخاء للإنسان اليمني‘ وفيما عداها سادت الاضطرابات والقلاقل والانقسامات مخلفة البؤس والشقاء والتشرد, وبمقارنتها بالأسماء سنجد أن فترات القوة اقترنت بأبرز الشخصيات التاريخية التي حكمت اليمن وذاع صيتها وأخبرت عنها النقوش والأثار والكتب السماوية‘ ولا شك أن السمات المشتركة بين تلك الفترات والفترة التي عاشها شعبنا خلال ال26عاماً الماضية تؤكد أن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية احد ابرز أولئك العظام الذين قادوا اليمن إلى بر الأمان وكرسوا حياتهم نضالاً وتضحية من اجل حياة كريمة للشعب وبناء وطن آمن ومستقر وموحد, ولعل اهم ما يميز علي عبدالله صالح عن غيره انه لم يسع للحكم بقدر ما اجمع عليه الامناء على مستقبل البلاد بعيداً عن المؤامرات الانقلابية وبتوفيق من الله وحنكته استطاع ان يصنع مجداً عظيماً لهذا الوطن وأن يترجم أهداف الثورة اليمنية المباركة انطلاقاً من قدرته الصائبة على قراءة الواقع والسير نحو آفاق المستقبل بخطى ثابتة وقلب كبير وعزيمة لا تلين مكنته من إعادة تحقيق وحدة البلاد وصياغة تاريخ اليمن الحديث ليصبح بذلك واحداً من أبرز النماذج المتميزة في تأريخ القيادات العربية عصية النسيان. وزير الإتصالات وتقنية المعلومات