يعد عيد الفطر المبارك موسما آخر لتواصل مسلسل الانفاق الاستهلاكي لدى ا لأسر اليمنية، ولكن يضاف إلى جانب المتطلبات الاستهلاكية عادات موسمية اعتاد عليها الناس في مثل هذه المناسبات وتتمثل في السياحة الداخلية والذهاب إلى المحافظات الساحلية التي تشهد إقبالاً - في الأعياد - منقطع النظير فيما يكتفي البعض وخاصة أصحاب الدخل المحدود بالذهاب والتنزه مع أسرهم في الحدائق والمتنزهات الموجودة في المحافظات التي يسكنونها، وهناك صنف ثالث من الناس يفضل قضاء إجازة العيد بين الأهل والأصدقاء في الأرياف التي ينتمون إليها مما يتطلب من هؤلاء اعتماد ميزانية تقدرمسبقاً وكلا حسب دخله. ويقدر خبراء الاقتصاد إنفاق الأسر اليمنية خلال عيد الفطر المبارك بنحو 15 مليار ريال. ويؤكد سالم هاشم أن الانفاق في عيد الفطر المبارك يتضاعف مقارنة بغيره من الشهور، ويرجع السبب في ذلك إلى أن عيد الفطر المبارك يعد مناسبة للم شمل الأسر التي تتزاور في ما بينها وبالتالي يستوجب على البيت أن يكون مستعداً لاستقبال الضيوف في أي يوم. ويعترف سالم بأن النفقات تكون مرتفعة خلال عيد الفطر المبارك وخاصة في الثلاثة الأيام الأولى لكنه يرجع ذلك إلى العادات المتعارف عليها في مثل هذه المناسبات وما يتم فيها من دعوة الأرحام والأهل والأصدقاء للتزاور. عادات ومن العادات التي اعتاد عليها اليمنيون في مثل هذه المناسبات عند تبادل الزيارات بين الأهل والأقارب (العسب) والذي هو عبارة عن مبلغ من المال يتم إعطاؤه من قبل الأهل لأقاربهم من النساء والأولاد وهو يمثل عبئاً إضافياً على ذوي الدخل المحدود خاصة إذا كان لدى البعض من الأرحام والأقارب أعداد كبيرة فهو يحتاج إلى مبالغ كبيرة تفوق دخله الشهري. حراك اقتصادي ويقول الأخ أحمد صغير أن اقتران الأعياد الدينية عند الغالبية من الناس بالسفر وتفضيلهم قضاء هذه المناسبة في المحافظات الساحلية والأرياف التي ينتمون إليها يمثل عبئاً إقتصادياً يتحمله أرباب الأسر مما يؤثر سلبا على ميزانية الأسرة لعدة شهور، لكنه في الوقت نفسه يمثل نشاطا اقتصاديا كبيرا وذلك من خلال تنشيط حركة السياحة الداخلية بين المحافظات وما يرافق ذلك من حركة تجارية نشطة في الفنادق والمطاعم والمتنزهات التي تكون أكثر المستفيدين في مثل هذه الأيام. معضلة لافتا إلى أن قلة عدد الفنادق في المحافظات الساحلية أمام العدد الهائل من الزائرين القادمين من المحافظات اليمنية الأخرى يشكل معضلة أمام السياح المحليين تؤرقهم كل عام نتيجة لارتفاع أسعار الفنادق أضعافا مضاعفة في هذه الأيام مقارنة بالأيام الأخرى. استثمار وإذا كان عيدا الفطر والأضحى يشكلان موسما مربحا لأصحاب الحدائق والمتنزهات التي تكون مكتظه بالمرتادين فهذا يعطي حافزاً قوياً للقطاع الخاص لتوسيع استثماراته في هذا المجال. ويتمسك اليمنيون في الأعياد الدينية بالكثير من العادات وانماط الاستهلاك وإقامتهم للكثير من الولائم التي تكون على شرف الأهل والأقارب الذين يتم دعوتهم وما يستوجب ذلك من نفقات مكلفة تثقل كاهل رب الأسرة. ومن المعروف أن اللحوم تكون أكثر السلع طلبا في مثل هذه المناسبات، فمعظم الأسر لا تتناولها معظم الأيام إلا أنها تحرص في الأعياد أن تكون من الوجبات الأساسية. سخرية وسخر حسن راجح من تخفيضات المطاعم والمحال التجارية التي تكتب على لافتات كبيرة "تخفيضات تتجاوز 50% بمناسبة عيد الفطر المبارك" قائلا: إذا فكر أحد التجار في البيع بهذه النسبة فحتما سيخسر أمواله والعجيب في الأمر أن أحداً منهم لا يخسر بدليل استمرارهم في أنشطتهم، واعتقد أن الخاسر الوحيد هو المتسوق الذي يقع ضحية الوهم والخداع، ويُعد راجح واحدا من مستهلكين كثر فقدوا الثقة بمصداقية تخفيضات المحلات التجارية التي تشغل مثل هذه المناسبات. عامل رئيسي اقتصاديا يؤكد خبراء الاقتصاد أن عيدي الفطر والأضحى المباركين يعدان أحد العوامل الرئيسية في تنشيط السياحة الداخلية التي تشكل رقما مقبولا في الناتج القومي وعاملا هاما في تنشيط حركة الاستثمار في المجال السياحي. مشيرين إلى أن الأعداد الهائلة من المواطنين التي تتدفق على الحدائق والمتنزهات بأعداد كبيرة تجعل فكرة الاستثمار في هذا المجال ذات ربحية مضمونة، وعلى الحكومة والقطاع الخاص التعاون لإقامة مشروعات مشتركة في هذا المجال. *الثورة