قتل مهاجم انتحاري 22 شخصا جنوبي بغداد يوم الاحد بعد أن جمع حشدا من العمال الشيعة الفقراء حول حافلته الصغيرة بزعم توفير فرصة عمل باليومية لهم ثم فجر الحافلة الملغومة. وفي داخل العاصمة وقعت ثلاثة تفجيرات شبه متزامنة منهما اثنان على الاقل بسيارات ملغومة مما أسفر عن مقتل ستة واصابة 30 عند محطة للحافلات في شرق بغداد التي تسكنها أغلبية شيعية. وقال متحدث باسم الشرطة في مدينة الحلة التي تقطنها اغلبية من الشيعة وتقع على بعد مئة كيلومتر جنوبي بغداد ان 49 شخصا اخرين اصيبوا في الانفجار الذي وقع في ساعة مبكرة من الصباح عندما تطايرت الشظايا وسط الحشد لدى اقتراب العمال من الحافلة. وهذا الاسلوب اتبعه من قبل مسلحون سنة على صلة بتنظيم القاعدة في الاماكن التي يتجمع بها الاشخاص على امل الحصول على عمل باليومية. وكثيرا ما تعرضت الحلة لهجمات منها الهجوم الذي راح ضحيته 125 شخصا في فبراير شباط 2005 واعتبر الاكثر دموية منذ الغزو الامريكي للبلاد. وقال علي محمد لرويترز وهو يرقد في المستشفى المحلي حيث وضع فخذه الايسر في ضمادة "كنت اقف مع عمال اخرين حين جاءت الحافلة وطلب سائقها عمالا. فجرى الجميع باتجاهه ثم فجر سيارته." وانقذ حياته على الارجح تحركه ببطء نحو السيارة اذ كان يقف في مؤخرة الحشد حين انفجرت. واضاف "رأيت النار ثم سقطت على الارض." ولم يتسن الحصول على الكثير من التفاصيل عن التفجيرات المتزامنة في مرأب الحافلات بحي المشتل في بغداد ولكن مصدرا في وزارة الداخلية قال ان عدد القتلى من الممكن أن يزيد عن الستة الذين أعلن عنهم في باديء الامر. وفي الحلة كان يقف الكثير من الجرحى بعيدا جدا عن مكان الانفجار. وقال سجاد كاظم الذي يمتلك متجرا بالقرب من موقع الانفجار بينما كان الاطباء يضعون ضمادة حول رأسه للعلاج من اثار الشظايا "نحن فقراء. لم نرتكب اي اخطاء." وأضاف "شاهدت العمال يحتشدون ثم انفجرت السيارة." ويأتي الانفجار مع استمرار اعمال العنف الطائفية بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنة والتي اسفرت عن مقتل الاف العراقيين واثارت مخاوف من ان البلاد قد تنزلق الى حرب أهلية شاملة. وتقع الحلة قرب مدينة بابل التاريخية وتحيط بها مناطق ريفية سنية تعد ملاذا للمهاجمين الانتحاريين المنتمين للقاعدة. وفي اغسطس اب انفجرت قنبلة تركت على دراجة متوقفة على ما يبدو وسط حشد من الشبان أمام مكتب لمتطوعي الجيش مما اسفر عن مقتل 12. ويأتي انفجار اليوم عقب مقتل سياسي شيعي بارز يوم السبت فيما يبدو انها جريمة اغتيال طائفية. وقتل علي العضاض عضو المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وزوجته بالرصاص بينما كانا يستقلان سيارتهما في غرب بغداد الذي يغلب عليه السنة. وأغضب السنة صدور أمر اعتقال بحق الشيخ حارث الضاري أبرز رجل دين سني في العراق بتهمة التحريض على الارهاب واتهموا حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يقودها الشيعة بالطائفية. وتكافح حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها المالكي قبل ستة اشهر للحد من العنف الطائفي المتنامي ولكنها تتعرض لضغوط امريكية متزايدة لتحقيق بعض التقدم تجاه التوصل لتوافق سياسي مع السنة وكبح جماح الميليشيات التي تتحمل مسؤولية العديد من جرائم القتل. وناشدت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس العراقيين يوم السبت ألا يسمحوا للطائفية بتدمير بلادهم. وقالت اثناء زيارة لفيتنام ان العراقيين "امامهم مستقبل واحد وهو مستقبلهم سويا. لن يكون لهم مستقبل اذا حاولوا ان يبقوا متباعدين. الى ذلك قال الجيش الامركي في العراق ان قواته قتلت يوم السبت ثمانية "ارهابيين" واعتقلت اثنين خلال غارة في مدينة الرمادي غرب البلاد. وقال بيان للجيش الامريكي يوم الاحد ان قواته في مدينة الرمادي التي تقع الى الغرب من بغداد وعلى مسافة 110 كلم منها قامت " صباح يوم السبت بغارة اسفرت عن مقتل ثمانية ارهابيين واعتقال اثنان من المشتبه بهم." واضاف البيان ان القوات المهاجمة كانت مكونة من قوات ارضية وجوية "وفرت دعما مهما للقوات الارضية المهاجمة." وقال البيان ان القوة المهاجمة تمكنت خلال العملية من تدمير "عدد من مخابيء الاسلحة والمتفجرات وصواريخ ار بي جي وعدد من البنادق." واضاف البيان ان العملية تاتي "استمرارا للعمليات التي تهدف الى تدمير مخابيء الاسلحة والقضاء على شبكة الارهابيين في منطقة الرمادي." ولم يشر البيان الامريكي الى وجود مقاتلين اجانب من تنظيم القاعدة ضمن القتلى. ويتخذ افراد من تنظيم القاعدة من المنطقة الغربية مكانا لهم لشن عملياتهم ضد القوات الامريكية المنتشرة في الاقليم. وكان الجيش الامريكي اعلن يوم السبت انه قتل احد عشر مسلحا عراقيا في عمليات عسكرية متفرقة تسعة منهم من منطقة اليوسفية التي تقع الى الجنوب مباشرة من بغداد. واعلن الجيش الامريكي انه اعتقل في هذه العمليات اربعة وعشرين مشتبها بهم رويترز