اليمن عبر تاريخها السياسي والعسكري حتى وقتنا الحاضر تكتوي بنيران الأحداث والصراعات الدولية الكبرى ويصل صداها ومأساتها لليمن وتكون ميدان اطماع وصراع وتتحمل الجزء الاكبر من نتائجها . فبعد سقوط القسطنطينية عام 1453م وخروج المسلمين من الأندلس وظهور البرتغاليين في البحر الأحمر بعد اكتشافهم لطريق البحري رأس الرجاء الصالح تعرضت سواحل اليمن لغزو برتغالي اعقبه غزو مملوكي بذريعة مطاردة البرتغاليين في البحر الأحمر فدخلوا صنعاء وعاثوا فيها فسادا ودمار ونهبا وتخريبا. القوى المتصارعة فتحركت الدولة العثمانية نحو المشرق بذريعة حماية الحرمين من الخطر البرتغالي وكان لابد من اكتساح الدولة الصفوية بإيران قبل الوصول لبلاد الشام. وحينما كان المماليك في يزحفون نحو حصن ثلا كان سلطانهم يسقط مضرج بدمائه في معركة مرج دابق ببلاد الشام سنة 1917م تحت حوافر خيول العثمانيين. ليتحرك العثمانيين نحو معقل دولة المماليك في مصر ومع وصول القوات المملوكية حصن ثلا وشرعت بحصاره كانت قاهرة المعز وعاصمة المماليك أضعف بالمقاومة والصمود من حصن ثلا اليمني حيث سقطت بيد العثمانيين وانتهت دولتهم بمصر .بينما كانت اعلام اليمن ترفرف فوق حصن ثلا وسيوف اليمنيين مضرجة بدماء الغزاة وبذلك اعلن المماليك في اليمن دخولهم بطاعة الدولة العثمانية وانسحبوا نحو تهامة فيما كان المحتل البرتغالي يهاجم ميناء الشحر في حضرموت بعد فشله من دخول عدن . في حين كان المؤمل حينذاك ان تتوحد القوى اليمنية المتصارعة وتستفيد من اخطائها لمواجهة الاخطار الخارجية والتي أصبحت تحتل جزء من اليمن وتدرك للمتغيرات الدولية بظهور الدولة العثمانية في المشرق لكنها ظلت بصراعها مما أضعفها سياسيا وعسكريا واقتصاديا وتعرضت وحدة اليمن لتمزق بسبب ذلك الصراع . ويقابل تلك الأوضاع وصول القوات العثمانية للبحر الأحمر لمطارده البرتغاليين واعلانها ان البحر الأحمر بحر عثماني مغلق بوجه السفن الخارجية وانها أصبحت المسيطرة عليه وقبل التوجه نحو المحيط الهندي وبلاد الهند لمطارة البرتغاليين - وهذا مالم يكن على الواقع آنذاك - لابد من السيطرة على اليمن لتكون قاعدة لوجستية وخط دفاع اولي لهم . جرائم منسية وبذلك أصبحت اليمن ميدان لأطماع وصراع قوي متعددة سقطت الدولة الطاهرية بدخول العثمانيين اليمن عام 1538م وارتكبت تلك القوى الغازية بحق اليمن واليمنيون (البرتغاليين - المماليك - العثمانيين ) ما يمكن اعتباره بمفهوم اليوم ( جرائم حرب ) بدأت بالقصف العشوائي لمدينة عدن من قبل البرتغاليين , واستباحه المماليك للعاصمة صنعاء وقتل سكانها ونهبها لتأتي جريمة الغدر والخيانة التي ارتكبها قائد الحملة العثمانية ( سليمان باشا الخادم ) حيث قام بأقذر عملية غدر بتاريخ الإسلام بحق سلطان الدولة الطاهرية وذلك بشنق السلطان الطاهري عامر بن داؤود ورموز دولته على ظهر السفينة بميناء عدن بعد استقبالهم له تلك الجريمة النكراء التي التى مازال صداها السيئ إلى وقتنا الحاضر لما مثلته من غدر وخيانة وكشف الوجه الحقيقي لمن كانوا يظن بأن العثمانيين حامي لهم من الخطر البرتغالي مما جعل اليمنيون حينها ينظرون إلى الدولة العثمانية كنظرتهم لأي محتل غازي كالبرتغاليين والمماليك والانجليز فيما بعد !. وكان اغلب ولاة العثمانيين في اليمن قد ارتكبوا بحق اليمنيين جرائم انسانية ومنها مجزرة قلعة القاهرة بمدينة تعز سنة 1587م حين أمر حسن باشا - والي اليمن حينذاك- بأن يوضع كل سجناء القلعة في أكياس: (ويرمى بهم من رأس القلعة من أرفع مكان عال ) و بعد ثورة الشيخ علي الشرجبي في الحجرية 1622م فرض العثمانيون نظام ( رهينة مثلثة العدد ) رهينة زوجة وبنتا وذكرا ولقد كانت الرهائن من النساء محل استياء وتذمر من قبل ابناء الشعب اليمني وأثارت روح العداء ضد العثمانيين كونها تسيء إلى سمعتهم لما فيها من انتهاك صريح وعلني لقدسية حرمات المسلمين مما اثار عليهم كل مناطق اليمن بانتفاضات وتمردات وثورات ارهقت العثمانيون في اليمن وكبدته خسائر بشرية فادحة حتي سميت اليمن بمقبرة الغزاة لتنال اليمن استقلالها في 22 اكتوبر عام 1635م بعد نضال مائة عام من ابناء الشعب اليمني بكافه اطيافه . ورغم ذلك نسينا ذلك اليوم الوطني كعيد استقلالنا وما تبعه من نسيان الذاكرة اليمنية لجرائم ارتكبت بحق الشعب اليمني ارضا وانسانا لتصبح جرائم منسية دفنت في مقبرة التاريخ ومنها جريمة قلعة القاهرة ضد الرهائن اليمنيين وجريمة الغدر بالسلطان الطاهري وشنقه وفرض الرهائن مثلثة العدد على ابناء اليمن وثورة الشيخ علي الشرجبي بتعز. كل ذلك لم نجدها في افلام تاريخية توثق وتصور نضال اليمنيين وتكشف تلك الجرائم التي ارتكبها الغزاة بحق الشعب اليمني لتعرف الأجيال حقيقة الغزاة والمحتلين بل ظلت احداثها في بطون الكتب التاريخية !. 26 سبتمبرنت:علي الشراعي .. اليمن عبر تاريخها السياسي والعسكري حتى وقتنا الحاضر تكتوي بنيران الأحداث والصراعات الدولية الكبرى ويصل صداها ومأساتها لليمن وتكون ميدان اطماع وصراع وتتحمل الجزء الاكبر من نتائجها . فبعد سقوط القسطنطينية عام 1453م وخروج المسلمين من الأندلس وظهور البرتغاليين في البحر الأحمر بعد اكتشافهم لطريق البحري رأس الرجاء الصالح تعرضت سواحل اليمن لغزو برتغالي اعقبه غزو مملوكي بذريعة مطاردة البرتغاليين في البحر الأحمر فدخلوا صنعاء وعاثوا فيها فسادا ودمار ونهبا وتخريبا. القوى المتصارعة فتحركت الدولة العثمانية نحو المشرق بذريعة حماية الحرمين من الخطر البرتغالي وكان لابد من اكتساح الدولة الصفوية بإيران قبل الوصول لبلاد الشام. وحينما كان المماليك في يزحفون نحو حصن ثلا كان سلطانهم يسقط مضرج بدمائه في معركة مرج دابق ببلاد الشام سنة 1917م تحت حوافر خيول العثمانيين. ليتحرك العثمانيين نحو معقل دولة المماليك في مصر ومع وصول القوات المملوكية حصن ثلا وشرعت بحصاره كانت قاهرة المعز وعاصمة المماليك أضعف بالمقاومة والصمود من حصن ثلا اليمني حيث سقطت بيد العثمانيين وانتهت دولتهم بمصر .بينما كانت اعلام اليمن ترفرف فوق حصن ثلا وسيوف اليمنيين مضرجة بدماء الغزاة وبذلك اعلن المماليك في اليمن دخولهم بطاعة الدولة العثمانية وانسحبوا نحو تهامة فيما كان المحتل البرتغالي يهاجم ميناء الشحر في حضرموت بعد فشله من دخول عدن . في حين كان المؤمل حينذاك ان تتوحد القوى اليمنية المتصارعة وتستفيد من اخطائها لمواجهة الاخطار الخارجية والتي أصبحت تحتل جزء من اليمن وتدرك للمتغيرات الدولية بظهور الدولة العثمانية في المشرق لكنها ظلت بصراعها مما أضعفها سياسيا وعسكريا واقتصاديا وتعرضت وحدة اليمن لتمزق بسبب ذلك الصراع . ويقابل تلك الأوضاع وصول القوات العثمانية للبحر الأحمر لمطارده البرتغاليين واعلانها ان البحر الأحمر بحر عثماني مغلق بوجه السفن الخارجية وانها أصبحت المسيطرة عليه وقبل التوجه نحو المحيط الهندي وبلاد الهند لمطارة البرتغاليين - وهذا مالم يكن على الواقع آنذاك - لابد من السيطرة على اليمن لتكون قاعدة لوجستية وخط دفاع اولي لهم . جرائم منسية وبذلك أصبحت اليمن ميدان لأطماع وصراع قوي متعددة سقطت الدولة الطاهرية بدخول العثمانيين اليمن عام 1538م وارتكبت تلك القوى الغازية بحق اليمن واليمنيون (البرتغاليين - المماليك - العثمانيين ) ما يمكن اعتباره بمفهوم اليوم ( جرائم حرب ) بدأت بالقصف العشوائي لمدينة عدن من قبل البرتغاليين , واستباحه المماليك للعاصمة صنعاء وقتل سكانها ونهبها لتأتي جريمة الغدر والخيانة التي ارتكبها قائد الحملة العثمانية ( سليمان باشا الخادم ) حيث قام بأقذر عملية غدر بتاريخ الإسلام بحق سلطان الدولة الطاهرية وذلك بشنق السلطان الطاهري عامر بن داؤود ورموز دولته على ظهر السفينة بميناء عدن بعد استقبالهم له تلك الجريمة النكراء التي التى مازال صداها السيئ إلى وقتنا الحاضر لما مثلته من غدر وخيانة وكشف الوجه الحقيقي لمن كانوا يظن بأن العثمانيين حامي لهم من الخطر البرتغالي مما جعل اليمنيون حينها ينظرون إلى الدولة العثمانية كنظرتهم لأي محتل غازي كالبرتغاليين والمماليك والانجليز فيما بعد !. وكان اغلب ولاة العثمانيين في اليمن قد ارتكبوا بحق اليمنيين جرائم انسانية ومنها مجزرة قلعة القاهرة بمدينة تعز سنة 1587م حين أمر حسن باشا - والي اليمن حينذاك- بأن يوضع كل سجناء القلعة في أكياس: (ويرمى بهم من رأس القلعة من أرفع مكان عال ) و بعد ثورة الشيخ علي الشرجبي في الحجرية 1622م فرض العثمانيون نظام ( رهينة مثلثة العدد ) رهينة زوجة وبنتا وذكرا ولقد كانت الرهائن من النساء محل استياء وتذمر من قبل ابناء الشعب اليمني وأثارت روح العداء ضد العثمانيين كونها تسيء إلى سمعتهم لما فيها من انتهاك صريح وعلني لقدسية حرمات المسلمين مما اثار عليهم كل مناطق اليمن بانتفاضات وتمردات وثورات ارهقت العثمانيون في اليمن وكبدته خسائر بشرية فادحة حتي سميت اليمن بمقبرة الغزاة لتنال اليمن استقلالها في 22 اكتوبر عام 1635م بعد نضال مائة عام من ابناء الشعب اليمني بكافه اطيافه . ورغم ذلك نسينا ذلك اليوم الوطني كعيد استقلالنا وما تبعه من نسيان الذاكرة اليمنية لجرائم ارتكبت بحق الشعب اليمني ارضا وانسانا لتصبح جرائم منسية دفنت في مقبرة التاريخ ومنها جريمة قلعة القاهرة ضد الرهائن اليمنيين وجريمة الغدر بالسلطان الطاهري وشنقه وفرض الرهائن مثلثة العدد على ابناء اليمن وثورة الشيخ علي الشرجبي بتعز. كل ذلك لم نجدها في افلام تاريخية توثق وتصور نضال اليمنيين وتكشف تلك الجرائم التي ارتكبها الغزاة بحق الشعب اليمني لتعرف الأجيال حقيقة الغزاة والمحتلين بل ظلت احداثها في بطون الكتب التاريخية !.