*اللواء صلاح عبدالرحمن بجاش/ سيظل الرئيس الشهيد صالح الصماد حياً فينا ما حيينا، بثقافته القرآنية وروحيته الإيمانية وسيرته الجهادية وأخلاقه الكريمة وسجاياه الحميدة ومبادئه الوطنية وهويته اليمانية الأصيلة.. نهلنا من معينه نبعه العذب الصافي، قيم متسامية بعظمة معاني العزة والحرية والكرامة، ونفحات متوهجة بالروحية الإيمانية وبغزارة الثقافة القرآنية، فأرتوت منها قلوب كثيرة واستنارت معها عقول وألباب جمة غفيرة، واستنهضت همم وشحذت عزائم نحو أعمال الخير والبر والإحسان وفق منهجية القرآن، وبقصد نيل رضى المولى الديان، وكذا باتجاه المشاركة الجادة والفاعلة والمثمرة في بناء وتنمية ونهضة يمن الحكمة والايمان وفي مواجهة قوى الشر والطغيان وكسر شوكة تحالف العدوان والتغلب على الكثير من التحديات الناجمة عن الحرب الجائرة الظالمة. لقد عاش الصماد، حياته لله ثم للوطن والشعب، فكان عبداً تقياً صالحاً ورعاً قرآنياً قولاً وفعلاً، مجاهد شجاعاً صادقاً بعهده مع الله، وعندما تحمل مسئولية قيادة السلطة والمجلس السياسي الأعلى، كان أيضاً نعم الابن البار بوطنه، فسعى بكل جهد وتفان نحو تحقيق تنميته ونهضته الشاملة، ولم يتواني عن التحرك في ميادين الجهاد والدفاع عن الوطن، ولم يترك هذه المهمة للجيش واللجان الشعبية، بل كان في مقدمة صفوف المدافعين عن الوطن والشعب، منطلقاً بوعي وبصيرة وعنفوان وإقدام في مختلف ميادين الجهاد ولم يتوقف عن زيارة المرابطين في جبهات القتال والمواجهة مع العدوان والمرتزقة، متلمساً لهمومهم واحتياجاتهم، وحريصاً على حل مشاكلهم، متفقداً لطبيعة الأوضاع العسكرية والحربية في كافة الميادين، وكذلك كان شديد الاهتمام بجانب تطوير القدرات الدفاعية للوطن وبالتصنيع الحربي، فشهدت قواتنا المسلحة في عهد الصماد تطور كبيراً وخاصة فيما يتعلق بأسلحة الردع الاستراتيجية (القوة الصاروخية والطيران المسير)، فتحققت للوطن والشعب نجاحات كبيرة وانتصارات عظيمة وحاسمة، من خلال المشروع النهضوي الذي خطه ورسمه الرئيس الشهيد الصماد والمتمثل ببناء الدولة اليمنية الحديثة والذي حمل عنوان وشعار (يد تبني ويد تحمي) وذلك ما اغاض قوى العدوان وعلى رأسها أمريكا فعملت جاهدةً على اغتياله، معتقدة أنها باغتياله ستهدم كل ما بناه، وبأنه سينهار ويتلاشى ما أسسه من مشروع وطني عظيم.. لكن قوى العدوان والشر، تفجأت بأن الشعب اليمني الحر، أصبح يحمل روح الصماد وروحية الصمود وعزيمة الثبات والإصرار على مواصلة المسار الذي خطه الرئيس الشهيد الصماد والذي اكتسبه وتشربه من روضة ورياض المسيرة القرآنية ومن فكر وعلم ومنهجية الشهيد القائد المؤسس السيد حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه- وأكمل ثقافة القرآنية الغزيرة المثمرة عطاءً وبذلاً وعلماً وعملاً وجهادً، من دوحة فيحاء بالعلم الرباني اللدني وبالثقافة القرآنية المتصلة سنداً ومدداً بالمدرسة الأبوية النبوية وهي قيادتنا الثورية الملهمة الحكيمة ممثلة بالقائد العلم المجاهد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي-يحفظه الله- الذي يشع ضياه الساطع على المشارق والمغارب بأنوار الهداية والاستقامة على الطريقة، وبسبل العزة والحرية والكرامة وبعزيمة تحقيق طموحات الغد المنشود بالنهوض الحضاري والتنمية الشاملة والمستدامة، طريقها في ذلك هي طريق نصرة الحق والانتصار للحق ومجابهة الظلم والطغيان والباطل، وذلك هو طريق النصر والتمكين والتأييد من رب العالمين.. ونحن على هذا الدرب العظيم والنهج المبارك المبين سائرون ولن نحيد عنه، لانه درب هداية واستقامة وفلاح، ونهج فوز وسعادة ونصر ونجاح.