قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان ملامح الثورة والانتفاضة الشعبية العارمة تتشكل بكل قوة في المناطق الواقعة تحت الاحتلال وان الجوع والفوضى ستدفع بالناس للخروج لتطهير تلك المناطق من رجس المحتلين وازلامهم من الخونة والمرتزقة الذين يتاجرون بالوطن والمواطن. وأضاف البروفيسور الترب ان الاخبار الواردة من المناطق المحتلة تؤكد ان الأوضاع المعيشية أصبحت لا تطاق وهناك نزوح كبير الى المناطق الحرة للبحث عن لقمة العيش والسلام والاستقرار المفقود في تلك المناطق واصبح المواطن البسيط يعيش لحظاته الأخيرة نتيجة التمزق والتشتت والانفلات والسياسات الغبية لدول العدوان ومرتزقتها والتي لا يهمها سوى نهب الثروات وبسط السيطرة على موقع اليمن الجغرافي خدمة لأمريكا وإسرائيل. وأشار البروفيسور الترب ان الأمل اليوم معقود على القيادة في صنعاء لعمل شي لرفع الجور عن أبناء المناطق المحتلة المغلوبين اللذين طفح بهم الكيل ومستعدين لحمل السلاح والتضحية وقد بدأت اليوم المؤشرات وخاصة بعد الضربة التحذيرية على ميناء الضبة ففي الوقت الذي تتجاهل دول العدوان ومرتزِقتها استحقاقات الشعب اليمني في الحصول على أبسط مقومات الحياة من مرتبات وخدمات، برزت مصادر التشريع للقوات المسلحة في تفعيل تهديداتها وإغلاق موانئ التصدير، بعملية نوعية في ميناء الضبة بمحافظة حضرموت المحتلّة، والتي لم تكن سوى تحذير للشركات الأجنبية وسفنها من مغبة تجاهل التحذيرات، التي أطلقتها القيادة الثورية والسياسية، ورسالة بأن صنعاء التي وضعت النفط ضمن أهداف المرحلة المقبلة، لن تسمحَ لتلك الشركات باستمرار نهب وتهريب النفط والغاز اليمني في الوقت الذي يموت شعبه جوعاً. ونوه البروفيسور الترب ان القيادة في صنعاء جادة في تحذيراتها والمسألة غدا ان استمرت دول العدوان في نهب الثروات اليمنية سوف تتعدى إلى ضرب منابع النفط والمفاصل الاقتصادية لدول العدوان، والتأكيد أيضا في مطالب القيادة لهدنة مشروطة موسعة تشمل صرف المرتبات لجميع موظفي الدولة، ورفع الحصار الشامل عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي. ويتابع البروفيسور الترب ان الضربة شكلت معادلة اقتصادية جديدة تفرضها صنعاء دون الحاجة للسيطرة الميدانية على حقول النفط، فاليوم صنعاء وضعت القطاعات الإنتاجية تحت الرقابة وأوقفت العبث بالنفط، والرسالة الأُخرى لهذا العملية تؤكّد أن تحذيرات صنعاء لم تكن للاستهلاك الإعلامي بل لفرض واقع جديد، وأنه من الممكن أن تنفذ تحذيراتها الصادرة للشركات السعوديّة والإماراتية النفطية وكذلك الموجهة للشركات الملاحية الدولية المتجهة صوب موانئ دول العدوان، والدلالات للعملية بأنها نفذت بشكلٍ دقيق جِدًّا وهو ما يعكس مدى التطور الكبير في قدراتها الجوية". وقال البروفيسور الترب اذا توقفت عملية التصدير والنهب للثروات النفطية سيجد المرتزقة انفسهم امام مأزق كبير ولن تقف الى جانبهم دول العدوان وعليهم من الأن التفكير والعودة الى جادة الصواب والوقوف صفا واحدا لتطهير الأرض من المحتلين .