خلال الفترة المذكورة في المادة السابقة أي من 1918 إلى 1922م كانت تحصل المناوشات بين الجنود التابعين لجيش المملكة المتوكلية وجنود القوات البريطانية وبالذات في الأرياف والنقاط كان جنود المملكة المتوكلية "يسفخوا" الانجليز برصاصة سك قديم أحياناً تقتل جندي بريطاني وأحياناً لا تقتل أحد والانجليز يردون بقصف هاون "توهنش" أو قصف مدفعي. في الفترة الممتدة من يناير من عام 1923م إلى ديسمبر 1929م طور البريطانيون البنية التحتية لبعض أحياء عدن كما قاموا ببناء بعض المقرات الحكومية للمدن الاستثنائية آنذاك مثل زنجباروعتقوالمكلا وكان ينشئ المعسكرات في المدن والريف لكن العمليات لم تتوقف حيث تم تنفيذ 79 عملية خلال سبع سنوات قتل من البريطانيين حوالي 359 شخص واستشهد من الثوار اليمنيين من الشطرين 61 هذه المعلومات الرقمية من أرشيف اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني عام 1987م. لقد شهد الشطر الشمالي من الوطن خلال 1923- 1929م أكبر حدثين مؤلمين في النصف الأول من القرن العشرين جريمة هزت اليمن وشبه الجزيرة العربية بأكملها والمتمثلة في مجزرة تنومة التي قتل فيها حوالي 3960 حاج.. الحدث الثاني ثورة الزرانيق في الحديدة والذين قتل منهم ومن عسكر الإمام يحيى خلال تمرد سبتمبر الذي استمر ثلاث سنوات 1069 شخص لم يكن يتوقع أحد أن تزهق أرواح يمنية بهذا القدر الكبير- الحجاج والزرانيق وعسكر الإمام. خلال الفترة من يناير من عام 1930م إلى ديسمبر من عام 1947م عززت بريطانيا من تمددها وتواجدها في المحميات الشرقية وبالذات حضرموتوشبوه.. كما اتبع البريطانيون سياسة اللين والمراضاة مع المزارعين في وادي تبن وبنا وغيرهما حيث كانوا يشترون بعض المحاصيل الزراعية وأبرزها القطن طويل التيلة بأثمان بخسة وفي شأن آخر غير الجنوب باركت بريطانيا تمرد الادارسة على الإمام يحيى وذلك نكاية به وانتقاماً منه لموقفه المؤيد للعثمانيين خلال سنوات الحرب العالمية الأولى 1914- 1918م. ملاحظة: نجران وجيزان وعسير ثلاث إمارات يمنية تثبت الجغرافيا والتاريخ اليمني القديم والوسيط والحديث والمعاصر صحة يمننتهن وقد حصلت عام 1923م خلافات بين الإمام يحيى والادارسة بخصوص الصلاحيات الإدارية وخلافات أخرى، لكن الإعلام البريطاني قال: "الخلاف أساسه عقائدي" رد عليهم الإمام يحيى وولي عهده الأمير أحمد قائلين: لا.. لا الاختلافات بمجملها ليست عقائدية إنها وطنية سيادية واستمر الاختلاف وتعقد بسبب فضاضة الأمير أحمد ولي العهد وانعدام مرونته لحل القضايا الخلافية.. فاستعان الإمام محمد علي الإدريسي بالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وبذلك تحول الاختلاف من يمني يمني إلى خلاف يمني سعودي تطور إلى اشتعال حرب عام 1934م اليمنية السعودية المعروفة، في بداية الحرب تقدم الجيش اليمني بقيادة الأمير أحمد بن يحيى حميدالدين ولي العهد، إلى مشارف نجران ثم احتل نجران وجيزان وعسير وتقدموا واحتلوا مناطق في العمق السعودي من عشرين إلى ثلاثين كيلو متر..البريطانيون الذين كانوا يريدون الانتقام من الإمام يحيى الذي وقف ضدهم لكن مع عدوهم في الحرب العالمية الأولى دعموا السعوديين بالسفن والسلاح والرجال وعاونوا البحرية السعودية بالتقدم على الشريط الساحلي اليمني الغربي واحتلوا الحديدة مما دفع الإمام يحيى بالاستعجال بتوقف إطلاق النار والموافقة على توقيع اتفاقية الطائف المجحفة. يتبع العدد القادم. الهوامش: زنجبار حالياً عاصمة محافظة أبين. عتق حالياً عاصمة محافظة شبوه.