كعادته «الكيان الصهيوني» لا يستفيد من أخطائه المتمثل بعضها في اقتراف جرائم تميط الستار عمَّا كان خافيًا من مساوئه، فيصبُّ اقترافها في اتجاه انكشاف ردائه، ويسهم في شحذ همم أعدائه، ويزيدهم إصرارًا على كسر كبريائه، فقد وضعه اغتيال الشهيد «إسماعيل هنية» -على سبيل المثال- في مواجهة الفارس المغوار «يحيى السنوار». إجماع صهيوني على خطورة الاختيار بسبب وصول رئيس وزراء «كيان العدو» المدعو «بنيامين نتنياهو» -بعد أكثر من عشرة شهور من ارتكاب مجازر وحشية في «قطاع عزة» ذي النطاق الجغرافي المحدود قلَّما ارتكب مثيلها في الوجود- إلى طريقٍ مسدود، حين لم يحقق ذلك المجرم الحقود من خلال تلك المجازر أيَّ هدفٍ منشود، عمد إلى اغتيال الشهيد القائد «إسماعيل هنية» رئيس المكتب السياسي ل«حركة حماس» الذي كان يسعى جاهدًا إلى إحراز المكاسب السياسية الفلسطينية عبر النضال السلمي، ليصرف -بارتكابه تلك الجريمة الآثمة- أنظار العامة عن الالتفاف حول خصومه المطالبين بمحاكمته وبإسقاط الحكومة بأيِّ انتصارٍ وهمي. بيد أنَّ إقدام ذلك ال«نتنياهو» على اقتراف جرم الاغتيال في حقِّ الشهيد «إسماعيل هنية» الذي قضى معظم سني عمره في أروقة السياسة بعيدًا عن ميادين القتال سيجلب على «نتنياهو» وعلى كيانه الذي بات تحت تصرف رموز العنصرية والتطرف من المخاطر ما لم يكن يدور لهم -جميعًا- على بال ولم يمر لهم على خاطر، وقد تصدر قائمة تلك الأخطار ما وقع من اختيار «حركة حماس» لرئاسة مكتبها السياسي خلفًا للشهيد «إسماعيل هنية» على الفارس المغوار «يحيى إبراهيم السنوار» الذي يحتمل تصدره لقيادة الحركة الآن -من وجهة نظر صهيونية- خطورة كبيرة على حاضر ومستقبل «دولة الكيان»، وذلك ما يستنتج من استهلال موقع «السّوسنة» الأردني خبره المعنون [تعليقات دولة الاحتلال على اختيار السنوار بين الصدمة والوعيد] الذي نشر يوم الثلاثاء ال6 من أغسطس/آب الجاري على النحو التالي: (لقد شكّل إعلان حركة «حماس» اختيار «يحيى السّنوار» رئيسًا لمكتبها السياسي خلفًا ل«إسماعيل هنيّة» الذي استشهدَ صباح الأربعاء الماضي في طهران، صدمةً لدى الصحافة الإسرائيليّة ولدى المسؤولين الإسرائيليين في آن، وقد علّقت معظم وسائل إعلام دولة الكيان على هذا الاختيار واصفةً إيَّاه بالخطير، لكنها لم تورد لذلك الوصف أي تفسير). وذهب موقع «روسيا اليوم» في سياق خبره المعنون [وزير خارجية إسرائيل: تعيين السنوار رئيسا ل"حماس" سبب آخر للقضاء عليه ومحو الحركة عن الأرض] الذي نشر في ذات اليوم إلى معنى مماثل اشتملت عليه الفقرة النصية التالية: (بعد إعلان "حماس" أنَّ السنوار هو من سيتولى رئاسة مكتبها السياسي خلفًا لإسماعيل هنية، رأى بعض المحللين الإسرائيليين أنَّ الحركة "اختارت أخطر شخص لقيادتها"). وفي معنى مطابقٍ إلى أبعد حدّ استهلت «جريدة الغد» نص الخبر المختصر المعنون [محلل إسرائيلي: حماس اختارت أخطر رجل لقيادتها] الذي نشر -هو الآخر- يوم الثلاثاء ال6 من أغسطس بما يلي: (قال محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" آفي يسخاروف: "إن حماس اختارت أخطر رجل لقيادتها"). إلى ذلك قالت هيئة البث الإسرائيلية -بحسب ما ورد في سياق التقرير الإخباري التحليلي المعنون [السنوار رئيسا لحماس خلفا لهنية] الذي نشره «الجزيرة نت» بالتزامن مع الحدث-: (إنَّ تعيين السنوار رئيسًا لحركة حماس مفاجئ جدًّا، ورسالة لإسرائيل بأنه حي وأنَّ قيادة حماس في غزة قوية وقائمة وستبقى). مضاعفة المجازر استشعارًا للمخاطر لقد أثبتت الأيام أنَّ شعور رمز الوحشية والإجرام «بنيامين نتنياهو» بالغرق في مستنقع «غزة» يلجئه -على الدوام- إلى توسيع رقعة الانتقام، ويحمله على قصف أكبر مراكز الإيواء المتمثلة في المدارس التابعة لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «أونروا» التي صارت -على الرغم من كونها الملاذ الأخير لمئات الآلاف من النازحين الذين يتكرر نزوحهم بين الحين والحين- أهدافًا شبه دائمة للغارات الصهيونية الغاشمة التي يخلِّف قصفها شبه اليومي -لا سيما في ساعات المساء- مجازر وحشية لا تنسى ويودي حياة مئات الأطفال والنساء، وقد كانت آخر مجازر ذلك القصف الغاشم تلك التي نجمت - بحسب شبكة «الجزيرة» القطرية- عن استهداف المصلين في صلاة فجر يوم أمس في مركز إيواء «مدرسة التابعين» بحي «الدرج» وسط مدينة «غزة» بثلاث قنابل زنة كل قنبلة 2000 رطل التي أسفرت -بالإضافة إلى تسببها بعشرات الإصابات الشديدة الخطورة - عن أكثر من 100 شهيد من المدنيين 90% منهم من المصلين الذين كانوا -على ما يبدو- هم الهدف الأساس لغارات العدو. وقد ربط الكثير من المتابعين ارتكاب «كيان العدو» هذه المجزرة الباعثة على الاقشعرار باستشعار الأخطار المترتبة على مآل مسؤولية قيادة «حماس» إلى القائد المجاهد «يحيى السنوار» الذي قضى توليه مسؤولية الحركة التي تتصدر كتائبها مواجهة تحرير الأرض والدفاع عن الذمار على آخر ما كان يتوهمه «نتنياهو» من بارقة انتصار.