الزوارق المسيرة وتحديدا الانتحارية FPV أصبحت طلائع الأسلحة الهجومية التي بدأ تطبيقها عمليا في مضامير الحروب البحرية الحديثة ومن أهم الأذرع النارية التي خصصت لضرب مختلف السفن والقطع العائمة سواء (السفن الحربية أو السفن التجارية) حيث تم استخدامها بشكل متصاعد خلال الحرب بين روسيا وأوكرانيا وكذلك في مضمار العمليات التي تنفذها قواتنا المسلحة اليمنية لضرب السفن والقطع البحرية التابعة للتحالف الأمريكي البريطاني وسفن الشركات التابعة لكيان العدو الإسرائيلي في مياه البحر الأحمر. زين العابدين عثمان حيث حققت هذه الزوارق تجارب معقولة في إحداث تغيرات جوهرية على مستوى هذه الحروب والمسارات الاستراتيجية والتكتيكية المعقدة التي تنهجها سيما في واقع اعتماد القوى العظمى على تطور قوة الأساطيل والقدرات البحرية كشرط للحفاظ على حالة التفوق و المبادرة,فالزوارق غيرت هذا المفهوم وقلبت معيار القوة ليكون شرط التفوق في حلبة القتال البحري هو من يستخدم هذه التقنيات كجزء من منظومته الهجومية كونها أسلحة خطيرة سهلة الاستخدام وقليلة الكلفة و لايمكن التعامل معها بالمنهجية التقليدية (لغم بحري متحرك). الخصائص والقدرات من الجوانب الهامة التي فرضتها الزوارق المسيرة هي أنها جمعت عدة خصائص وقدرات مختلفة في بنيتها وهي: 1- قليلة الكلفة وسهلة الاستخدام فبرنامج تصنيعها لا يكلف سوى جانباً بسيطاً من المال كما إن مساراتها التصنيعية سهلة ولا تأخذ الكثير من الجهد والوقت. 2- قدرتها على مهاجمة السفن بدقة وبمناورة شبحية لا يمكن في اغلب الظروف مواجهتها أو اعتراضها بالوسائل الدفاعية المخصصة للسفن كونها خفيفة الوزن وصغيرة الحجم وسريعة الحركة ويمكن تغيير مساراتها في كل لحظة عبر أنظمة توجيه دقيقة. 3- قدراتها على تدمير الأساطيل والقطع الحربية عالية التحصين كالمدمرات والفرقاطات والنظائر المختلفة من السفن حيث يمكنها حمل شحنات متفجرة تصل من 500-1500 كجم وهذا اخطر خصائصها فهي تعتبر قنبلة بحرية موجهة يمكنها تحقيق تفوق يوازي فاعلية الطوربيدات والصواريخ السطحية المضادة للسفن. تجربة اليمن في استخدام الزوارق المسيرة لربما أن من أهم الانجازات الرئيسية التي حققها الجيش اليمني بعون الله تعالى وفضله في هذه المرحلة هو تطوير واستخدام منظومات الزوارق FPV لضرب السفن المرتبطة بكيان العدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني في مياه البحر الأحمر والذي خرج بفلسفة جديدة إعادة صياغة سلوك الحرب البحرية حيث حقق نجاحا في استهداف مختلف السفن المعادية وتدمير بعضها من خلال هجمات نوعية بزوارق (الطوفان) الذي يعد أول نموذج تم استخدامه بفاعلية والذي يمكنه حمل شحنات تصل للطن ونصف الطن من المتفجرات. لذلك الجيش اليمني قدم تجربة مميزة وشواهد لمستوى الارتقاء والتفوق العملياتي التي يمكن لهذا الزوارق فعله في مواجهة السفن والأساطيل المعادية كما هو حال الأساطيل البحرية الأمريكية والبريطانية التي فشلت تماما في الحفاظ على تفوقها وقوتها بالمواجهة في البحر الأحمر والعربي وبادرت إلى الهرب بعد أن أصبحت تحت مقصلة التهديد والاستهداف المباشر.