قراءة من كتاب شذى المعارف لمؤلفه القاضي د\ حسن حسين الرصابي . السقوط المدوي للنظام السوري في دمشق محير ولافت للاهتمام .. ولأصداء السياسية والتحليلات الجيوسياسية تقاطرت لتقدم مقاربات عديدة لقراءة محتوى ذلك السقوط والانهيارات المفاجئة لذلك ستظل الأسئلة قائمة ومتجددة حول ما حدث في سوريا الاسد ولماذا حدث فيها كل ذلك السقوط المدوي وضياع دولة كانوا يقولون لنا انها متماسكة وحديثة و قوية وانها العماد لأقوى في محور المقاومة ضد الصهاينة وقد كثرت التحليلات حول ذلك السقوط المدوي ولن تتوقف التحليلات والقراءات حول هذه المعطيات لاسيما وان بشار الأسد بدا قوياً واعتمد على تحالفات عديدة وقد اثيرت مثل هذه التساؤلات مثل لماذا سقط بشار الأسد إذ يؤكد محللون أنه أعتمد على الحلفاء في قتال شعبه ولأنه لم يصغ لنصائحهم ثم ذهب للعب بكل الأوراق تاركاً حلفاءه وراء ظهره وخلع جلده واتجه لمن دعموا المعارضة ضده طوال أكثر من عقد فاستأمنهم بغية العودة للصف العربي بنية سليمة لكنهم تظاهروا له بالود والوعود فيماهم عاقدون الغدر وعازمين الخداع .. - لقد سقط بشار لأنه غدر بأصدقائه وقت كان يجب منه الوفاء معهم وقد أوعز لمخابراته أن يسلموا الإحداثيات لأماكن تواجد اصدقائه لإسرائيل لقتلهم وتدمير مخازن أسلحتهم وحين شعر الأصدقاء بالريبة والشكوك كان هناك علامات استفهام كثيرة وعندما تأكد لهم بأن الخيوط والمعلومات أو صلت الحلفاء إلى شبه يقين بأن الرجل يلعب بالنار أخضعوه لعدة اختبارات تحولت الشكوك والريبة إلى يقين فكان ما كان فحين شعر بالنار تقترب من دائرة كرسيه عاد للحلفاء لكن الحلفاء لم يغفروا له زلاته ولم يثقوا به كحليف فكان ردهم له تصريحات واقوال دون أفعال .. - ويعد الكثيرون ذلك السقوط اعتماده إلى نصائح المحمدين محمد أبو ظبي ومحمد الرياض المخادعة فكانت الطامة والقشة التي كسرة ظهر البعير وعند أن جد الجد لم يقبلوه حتى لاجئاً .. - كما تؤكد المعطيات ان سقوط بشار لأنه أعتمد على جيوش الحلفاء وترك جيشه وأمنه للعوز والحاجة حيث كان راتب الضابط منهم لا يتجاوز مائة دولار وحين أعلن برفع الكادر إلى 100% 100 كان الوقت قد تأخر .. - كما انه لم يستمع لأصوات وأنين شعبه ولا لنصائح المستشارين حتى صديقة العائلة ومستشارته بثينة شعبان .. - فهو لم يصغ لنصائح الحلفاء قدمت المبادرات من تركيا من باب اسقاط الحجة فكابر واصر على عناده ومضى متجاهلاً كل هؤلاء وحين تجاهل دعوات التفاهم والحوار من دول بعينها ما كان منها إلا عقد التحالفات وأوعزت للمعارضة للتحرك مدعومة بكل الإمكانات العسكرية واللوجستية والمخابراتية والإعلامية .. فحاول المواجهة بجيش منهار معنوياً وحين بدأت المدن تتساقط لجأ للحفاء لإسناده لكن الحلفاء قلبوا له ظهر المجن وعندما أيقن بسوء العاقبة فتش عن حق اللجوء السياسي فلم يجده في الإقليم فأتجه لروسيا أكبر حليف استراتيجي وبالكاد ولدواعي إنسانية منحته حق اللجوء - وترى مقاربات ان سقوط النظام السوري في دمشق لأنه أمعن في قتل شرائح شعبه تحت دعاوى باطلة واستكبار وطغيان - فهذا القائد الهلامي زور الانتخابات وزيف إرادة الأمة لأنه حكم 24عاماً بالحديد والنار واخضع شعبه للبوليس وكمم الأفواه وقضى على الحريات لأنه أقام ديكوراً من الديمقراطية المسرحية تخفي وراءها حكماً من غرائب الاستبداد لأنه ترك زوجته واسرته تحكم وتتحكم كما تريد وتشاء لأنه جاء بصديق الأسرة وجعله عماد (جنرال) يقود الجيش لهذا كان سقوط بشار لأنه ملأ السجون والمعتقلات بالأحرار وملأ المناصب الكبرى بالمقربين والتافهين والمنافقين والانتهازيين وتعمد ارغام القضاة تبرئة الفاسدين وتعمد ان يدوس كذلك بقدميه على الدستور والقانون وحقوق الإنسان و توهم أن يستطيع أن يشتري الضمائر بالأموال متى أراد وبالوظائف والمناصب التي يوزعها ناسياً ان الشعوب تكسبها بالحرية وبالقدوة الحسنة وبالعفة والنزاهة والتجرد والعدل والإيمان - ويعيد كثيرون سقوط بشار لأنه راقب الصحف والقنوات والتلفونات وراقب الرسائل ومواقع التواصل الاجتماعي ولم يراقب ضميره - فبشار أنشأ أجهزة تسمع همس المواطنين وعثراتهم وعجز أن يسمع زئير الأمة لأنه أنشأ القلاع والحصون لحمايته ونسي أن العدل والحرية هما الحصون التي لا تسقط أبداً - وقد أعتمد على الجيش ولم ينصفه ويعطيه حقوقه واجوره العادلة فلما تركة الجيش ولم يقاتل شعبه سقط الدكتاتور من قمة الجبل إلى الحضيض. كل سبب من هذه الأسباب كان وحده كافٍ لإسقاط الرئيس بشار الأسد رغم انه كان رجلاً ذكياً وخطيباً مفوهاً ويمتاز بثقافة واسع...