التوثيق التاريخي للوقائع والأحداث لا سيما العسكرية والسياسية منها التي تمثل نقطة فارقة في حياة الشعوب بشقيها السلبي أو الإيجابي، يعتبر من الوظائف المهمة في مجال الإعلام . وباعتبار الفيلم الوثائقي وسيلة إعلامية لتوثيق المعرفة المستمدة من واقع الحياة وأحداثها المتتابعة، واختبار هذه الأحداث والوقائع وانتقاءها وإعادة ترتيبها وتوثيقها بأسلوب فني لتحقيق الاتصال الجماهيري الهادف إلى تزويد الناس بالأخبار الصحيحة والمعلومات السليمة، إضافة إلى إزاحة الستار عن الحقائق المغيبة. فقد جسد فيلم "وثائقي البصمة الأمريكية"- الذي تم إعداده وإنتاجه وإخراجه على يد عدد محدود من فرسان الإعلام اليمني في دائرة التوجيه المعنوي، وعرضته قناة المسيرة الفضائية- ذروة العطاء والأداء الإبداعي للوظيفة الإعلامية المنشودة. وكمنتج إعلامي وثائقي نجح الفيلم في تحقيق هدف الاتصال الجماهيري، وتعريف السواد الأعظم من جمهور المتلقين بالكثير من الحقائق المغيبة المتعلقة بطبيعة الدور العسكري الأمريكي في العدوان على اليمن، والعمليات العسكرية السرية التي نفذها البنتاغون، ودوره المباشر في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد. وعلاوة عن كونه وثيقة تاريخية يمكن للباحثين والدارسين العودة إليه في المستقبل لقراءة ما يريدون قراءته من جوانب أو تفاصيل معينة عن معركة الصمود والتصدي اليمني الأسطوري لقوى العدوان منذ العام 2015 وحتى اليوم . يمكن القول أن ما امتلكه الفيلم من مادة واقعية، ولغة سرد راقية ورؤية تحليلية ووثائق وشهادات مدعومة بالصور المرئية، إضافة إلى منهج البحث والتتبع الاستقصائي وأسلوب التوثيق التاريخي، والعرض الفني المتسلسل للمعلومة.. قد أكسبه أهمية كبيرة لدى عموم المشاهدين والمتفرجين على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وجعل كاتب سيناريو الفيلم، وكل المشاركين في إعداده وإنتاجه وإخراجه من فرسان الإعلام اليمني يبلغون ذروة العطاء والأداء الإبداعي للوظيفة الإعلامية المنشودة.