ليست أمريكا الإرهابية المُجرمة على تلك الهيئة الجميلة أو المثالية المزعومة التي يتصورها أو بالأصح يتوهمها لها البعض ممن دأبوا على الإعجاب والإنبهار بحضارتها وتقدمها وتجربة ظهور أمرها المُفاجئ والغريب الأطوار على سطح الأحداث والتاريخ كقوة عالمية عظمى وامبراطورية استعمارية تقود المعسكر الإمبريالي على مستوى العالم وتتحكم في تفاصيل كثيرة متشابكة في حياة البشرية اليوم بل إن أمريكا كما تُؤكد حقيقتها التي لا تُخفى إلا على السذج والمغفلين، ليست سوى باطل ممقوت قام وبُني على باطل، وما بُني على باطل فهو باطل ينتظره الإزهاق طال الزمن أم قصر، ومهما تجبرت أمريكا واستكبرت وتعظمت وتمادت في غيها وبغيها على شعوب العالم ودوله المُستضعفة، ومهما مارست إرهابها وإجرامها المُنظم كدولة باغية مُتفننة فيه بحق كُل من تستضعفهم في العالم، فسيأتي اليوم الذي يُجزيها الله عن ذلك جزاءً وفاقا، وتدفع عن ذلك الظلم الذي تمتهنه الثمن غاليًا وتُلاقي عاقبة أمرها وبالا وأسوأ مما تتصور عاجلاً ام آجلاً، وستدور عليها دوائر السُوء قريبًا بمشيئة الله وحوله وطوله . على أنه ليس أسوأ وأحقر من أمريكا إلا أحذيتها وأدواتها الرخيصة الذين تحركهم من العرب والعجم ذات اليمين وذات الشمال ومن ضمنهم دول متأسلمة لخدمة مصالحها واختلاق القلاقق والإضطرابات حيث تُريد وتُقرر بما ينسجم مع رغباتها الجنونية السادية وأسلوبها الملتوي في ابتزاز الدول والحكومات بوسائل قذرة ورخيصة خدمة لمصالحها وضمان استمرارها على حساب كل القيم والمبادئ والأخلاق التي تدعيها لنفسها، وبما يلبي في نفس الوقت مُتطلبات سياسة الإستعمار والإستعباد للغير التي تنتهجها أمريكا منذ قيامها قبل قرون من الزمن ويُحقق أهدافها على المدى الطويل والقصير . وتأسيسًا على ما تقدم ذكره بشأن وحشية الغرب الإستعماري الصليبي وهمجيته عبر التاريخ، وكذب مزاعمه الباطلة ذات الصلة بالتحضر والمدنية وإحترام حقوق الإنسان، وعلى رأس هذا الغرب اليوم أمريكا، أجدني متفقًا مع القائل: "اغتيل باتريس لومومبا، أول رئيس وزراء لجمهورية الكونغو الديمقراطية، عام 1961م بمساعدة من السلطات البلجيكية المعارضة لقيادته، ثم تم تقطيع جسده وإذابته في حمض وأخذت أسنانه كتذكارات تلبية لرغبة السلطات في بروكسل، ويُعلق من يُعلق على هذه الحقيقة الساطعة كالشمس بالقول: "هذا هو الغرب المتوحش بكل قذراته، فلا تغرنكم ربطات العنق والبدل الرسميه وما تروه عل شاشاتكم، هذا الظاهر هو قناع وأما من داخلهم فهم مصاصو دماء، وأمريكا التي آل إليها ميراث الحضارة الغربية بكل حقارتها وقذارتها وخوائها الروحي وإفلاسها وفقرها الأخلاقي، تمثل اليوم نموذجًا ساديًا مُجرمًا ورمزاً عالميًا للتوحش والإجرام والإرهاب بحق الدول والشعوب التي لم تكن بمنأى ومنجى عن شرورها . بل إن أمريكا تفوقت بما برزت فيه من إجرام على أطنابها من دول الغرب الشريرة المارقة وسجلت بذلك رقمًا قياسيًا في هذا المجال لم يبلغه أحد من قبل وتبقى أمريكا المجرمة حكاية شر مستطير مستمرة تقلق العالم شرقًا وغربا ! .