بحسب شهادات محللين وخبراء عسكريين أمريكيين وصهاينة بأن امريكا قد استخدمت كل قدراتها العسكرية في اليمن باستثناء السلاح النووي وفشلت فشلا ذريعا في تحقيق أهدافها التي شنت الحرب على اليمن من أجلها فلاهي حمت الكيان الصهيوني من الضربات اليمنية التي توجه إلى عمقه دعما ومساندة للأشقاء في قطاع غزة ولا هي استطاعت أن تفك الحصار البحري عنه ولا هي تمكنت من الدفاع عن حاملات طائراتها والقطع الحربية التابعة لها والمحافظة على هيبتها التي اكتسبتها في العقود الماضية وكانت تهدد بها العالم. ولذلك فإن الدرس الذي لقنته القوات المسلحة اليمنية ممثلة في القوات الصاروخية والبحرية والطيران المسير لترمب وإدارته قد جعلت ترمب يطلب بنفسه الوساطة لدى اليمن لوقف إطلاق النار وإرسال مبعوثه ويتكوف إلى سلطنة عمان للتفاوض مع الوفد الوطني في مسقط بوساطة عمانية نتج عنها إعلان ترمب في مؤتمر صحفي وعلى الهواء مباشرة حضره نائبه ورئيس الوزراء الكندي بأنه قرر وقف إطلاق النار في اليمن بعد أن وافق الحوثيون حسب زعمه على عدم التعرض للسفن الأمريكية وحتى يمتص الصدمة التي أصابته فقد حاول أن يصور للآخرين بأن الطرف اليمني هو من طلب إيقاف إطلاق النار وسارع هو إلى التجاوب مع هذا الطلب بينما الحقيقة وبحسب تصريحات رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام فإن الطلب بوقف إطلاق النار قد جاء من قبل الجانب الأمريكي وبحضور مندوبه ويتكوف إلى سلطنة عمان دون أن يتطرق إلى إنهاء الأسباب التي جعلت ادارة ترمب تتدخل بقوة عسكرية مفرطة ومنها رفع الحظر البحري عن الكيان الصهيوني وإيقاف القصف اليمني إلى عمقه لأن الأمريكي بعد أن وجد نفسه مهزوما أراد أن ينفذ بجلده ويحافظ على ما تبق له من سمعته وهيبته خوفا من أن تتطور الأمور لدرجة أن يتم إغراق أحدى حاملات طائراته التي تهرب الواحدة منهن تلو الأخرى ، وقد علق قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك الحوثي على ما أدعاه ترمب من استسلام بقوله : إن ذلك أبعد عليه من عين الشمس وهو المستحيل بعينه. وقد جاء تذمر قيادة الكيان الصهيوني سريعا من هذا الوقف الذي يشكل نصرا لليمن شعبا وقيادة وقوات مسلحة حيث صرح نتنياهو عقب اعلانه مباشرة بأنه تفاجأ به ولم يتم إخطاره مسبقا فيما أعتبره مسؤولون في الكيان بأنه تخلي أمريكا عنهم وجعل اليمن ينفرد بهم ، وقد جاء إعلان وقف اطلاق النار على لسان ترمب الذي قال أنه أصدر أوامره للجيش الأمريكي بعدم الاعتداء على اليمن بعد ساعات قليلة من تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت حاملة الطائرات ترومان التي هربت إلى أقصى شمال البحر الأحمر وأفشلت العملية هجوما كان يحضر لشنه على اليمن وقد تسبب هذا الإرباك بإسقاط طائرة إف 18 هي الثانية التي يتم اسقاطها خلال اسبوع واحد واعترف الجانب الأمريكي بإسقاطها مؤكدا أنه تم إنقاذ الطيارين وسقطت في البحر ويتم العمل على انتشالها. تأتي كل هذه التطورات المتلاحقة في وقت يستعد فيه ترمب للقيام بزيارة عدد من الدول العربية في المنطقة قد تبدأ اليوم الاثنين من ضمنها السعودية التي ستكون أكثر الدول التي يتم حلبها وربما أنه كان يخشى من استهداف طائرته فسارع إلى إعلان وقف اطلاق النار ليحيد بذلك اليمن ويضمن عدم استهدافه بل ووجدها فرصة للخروج من المستنقع الذي وقعت فيه قواته سواء تلك التي تأتي من على بعد خمسة آلاف كيلو متر لضرب اليمن أو تلك التي تأتي من داخل أمريكا نفسها كطائرات الشبح أو القريبة من اليمن والموجودة على حاملات الطائرات في شمال البحر الأحمر فكلها هزمت أمام إرادة الشعب اليمني المتوكل على الله ممثلا في قيادته الثورية الحكيمة وقواته المسلحة الباسلة وانتصر عليها سلاح الإيمان المدعوم بالإرادة الشعبية، وهنا نذكر أن الصاروخ الأول الذي تم إطلاقه إلى مطار بن غوريون ولم يحدد الناطق العسكري للقوات المسلحة اليمنية نوعيته استطاع أن يتجاوز اربع منظومات دفاع جوي فأحدث رعبا لدى الكيان الصهيوني ولدى أمريكا بل وكان له صداه في العالم بأكمله بدليل أن العديد من شركات الطيران العالمية قد أوقفت رحلاتها مؤقتا إلى مطار بن غوريون وهذا يحدث لأول مرة منذ بداية الحرب على غزة بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى في 7 اكتوبر عام 2023م فهذا الصاروخ العظيم الذي يتجاهل العملاء والمرتزقة ما ترتب عليه من نتائج عسكرية وسياسية واقتصادية أذهلت الصديق قبل العدو ويركزون فقط على الحفرة التي أحدثها في محيط مطار بن غريون ويقارنونها بطبيعة العدوان الذي قامت به اسرائيل على اليمن حيث دمرت أهداف اقتصادية مدنية منها ميناء الحديدة ومصنع اسمنت باجل ومطار صنعاء ومصنع اسمنت عمران ومحطات الكهرباء مركزة على ألسنة اللهب المشتعلة بهدف إرهاب من في قلبه مرض. ومن المفارقات العجيبة أن العملاء والمرتزقة لم يقولوا هذه المرة بأن ما حدث هو مسرحية كعادتهم منذ أن تم شن العدوان على اليمن في 26 مارس عام 2015م فاستبدلوا هذا الوصف بالتقليل من تأثير الضربات اليمنية على عمق الكيان اللقيط وهو اعتراف ضمني بقوة اليمن في ظل علمهم بأن الجيوش العربية التي يزيد عددها عن العشرين لم يجرؤ أي جيش منها أن يطلق على اسرائيل حتى رصاصة واحدة نصرة لغزة، ومما زاد غيظهم وحنقهم أن اليمن الجديد قد أصبح ندا لأمريكا التي سارع رئيسها المعتوه ترمب إلى طلب إيقاف اطلاق النار في مقابل عدم التعرض للسفن الأمريكية في البحر الأحمر ونسي تماما الأهداف التي شن على اليمن العدوان من أجل تحقيقها كما أشرنا آنفا تاركا اليمن وشأنه مع اسرائيل وهذا ما جعل قادة الكيان اللقيط يشتاطون غضبا متهمين أمريكا بأنها سمحت لليمن بالانفراد بهم ولم تقف إلى جانبهم، وكذلك العملاء والمرتزقة صاروا أكثر غضبا منهم مؤكدين هم أيضا بأن أمريكا باعتهم وهم الذين كانوا معتمدين عليها أن تعيدهم إلى صنعاء على ظهور دباباتها متجردين من كل فعل أخلاقي وضمير حي وغير مستفيدين من تجارب من سبقهم من العملاء المرتبطين بأمريكا والدول الاستعمارية وكيف كان ينتهي مصيرهم حيث يتم لفظهم إلى مزبلة التاريخ ويصبحون نسيا منسيا.