علق الكاتب العربي الكبير عبد الباري عطوان على زيارة الرئيس الأمريكي ترامب الى المنطقة كاشفا السبب الحقيقي للزيارة . وقال عطوان ..هناك مصطلحان يترددان بقوة على هامش زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى المنطقة، بدءا بالمملكة العربية السعودية ومرورا بقطر، وانتهاء بدولة الامارات وسط ضجة إعلامية مبالغ فيها، وغير مسبوقة: الأول: وصف الزيارة بأنها "تاريخية"، علما بأنها ليست الأولى التي يقوم بها ترامب، وهو ليس اول رئيس امريكي يزور العاصمة السعودية. الثاني: المبالغة في وصف تدهور العلاقات بين ترامب وحليفه الاستراتيجي بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال، ولا نعرف اين هذا "التدهور" بالأسير الذي جرى الافراج عنه "الكسندر" إسرائيلي، اكثر منه امريكي، وليس له أي قيمة سياسية او عسكرية، مضافا الى ذلك ان الاتصالات بين الرجلين لم تتوقف، وزيارة ترامب لتل ابيب لاحقا شبه مؤكدة، فقادة اسرائيل هم من يحكمون أمريكا وليس العكس. وأضاف ..ترامب يزور المنطقة من أجل "نهب" اكبر كمية ممكنة من تريليوناتها لوقف إنهيار بلاده الاقتصادي، وتخفيض دينها العام الذي يزيد عن 42 تريليون دولار، ومنطقة الخليج هي الوحيدة التي يمكن ان تحقق له هذا الهدف وليس حلفاؤه في أوروبا. وتابع .."إسرائيل" تأخذ ولا تعطي المليارات لامريكا، مثلما تأخذ القاذفات العملاقة، والتكنولوجيا العسكرية، والحماية والقذائف من فئة الالفي رطل الكفيلة بتدمير قطاع غزة، والضفة، وقال عطوان ..الزيارة يمكن ان تكون "تاريخية" لو ان ترامب أصدر امرا بوقف حرب الإبادة في قطاع غزة فورا، وهدد باستخدام القوة اذا رفض نتنياهو هذا الطلب، تماما مثلما فعل الرئيس الأمريكي "ايزنهاور" عام 1956 اثناء العدوان الثلاثي على مصر، ولكننا كأمة ندمن ترديد المصطلحات الامريكية، والمبالغة في الترحيب بالزعماء الأمريكيين وزياراتهم. وأضاف ..ترامب سيعود حتما الى واشنطن محملا بالتريليونات والهدايا والعقود لشركاته، ونتنياهو سيعود الى قطاع غزة بالغزو والاحتلال الشامل، فور إقلاع الطائرة الرئاسية الامريكية عائدة الى واشنطن، منطبقا عليها المثل الى يقول "طارت الطيور بأرزاقها"، وبقيت حروب الإبادة الإسرائيلية على حالها، في غزة والضفة واليمن ولبنان وسورية بدعم امريكي لا محدود. واشار الى ان الرئيس الأمريكي أدرك فشل تهديداته وعنوانها الأبرز "الصدمة والرعب" في الصين وروسيا، مثلما ادرك فشلها في اليمن وايران، ولهذا تراجع وهرع الى مائدة المفاوضات طلبا لوقف حروبه الحقيقة الحالية، والافتراضية.