لتحقيق الغاية والهدف يلجأ الصهاينة الى أساليب قذرة لا تخطر على بال أحد.. إنهم يستبيحون كل شيء في سبيل الوصول الى غايتهم الأخطبوطية في التحكم بالعالم او في خدمة الآخرين إفسادا لكل دين ومجتمع وخلق وما تشهده المنطقة من فوضى وصراعات لأكبر دليل على مدى تغلغل المعول الصهيوني في مصدر القرار في البيت الأبيض (الكونجرس) وتحريك قادة أمريكا وفق ما يخدم المشروع الصهيوني.. ناصر الخذري منذ وقت مبكر وقبل اكثر من قرنين من الزمن استشعر الرئيس الأمريكي الأسبق بنيامين فرانكلين خطر اليهود على المجتمع الأمريكي وحذر من هجرتهم الى أمريكا عبر خطابه الشهير الذي سجله في معهد فيلادلفيا حيث قال خطبته التاريخية عن اليهود: "إن الولاياتالمتحدة تتعرض لخطر كبير إذا هي سمحت لليهود بالمهاجرة إلى أراضيها لأن اليهود طبعوا على قلب نظام البلاد التي يتواجدون فيها والسيطرة على مواردها التجارية والاقتصادية والمالية وبذلك يؤلفون حكومة ضمن حكومة وإذا كان السرطان لا ينمو ويعيش إلا على ظهر سرطان آخر فاليهود كذلك لا يستطيعون ان يعيشوا ويرتقوا إلا على ظهور بعضهم البعض ولهذا يسعون دائما الى العيش على ظهور (المسيحيين) أو سواهم من أصحاب المذاهب الأخرى. وقال الرئيس الأمريكي في خطابه الشهير عن اليهود: "أحذركم إنكم إذا لم تطردوا اليهود من بلادكم نهائيا فستكون العاقبة وخيمة جدا وتنزل عليكم لعنة أبنائكم واحفادكم فاليهود هذا شأنهم أينما حلوا وساروا والأفعى لا تتوقف عن اللدغ.. لذلك يجب أن نضع في صلب دستورنا مادة تمنع اليهود من دخول هذه البلاد" وبعد مضي اكثر مائتي عام على هذه الخطبة (الوصية) يشير الصحفي سعيد الجزائري في الجزء الثاني من كتابه (المخابرات والعالم) ان هذه الوصية التي حفظت في متحف معهد قيلادلفيا قد قام اليهود بسرقتها مما استدعى اجراء تحقيق رسمي بذلك ولكن من حسن الحظ ان إدارة المعهد كانت تحتفظ بنسخة ثانية عن الخطبة فوضعت مكانها بعد ان أغلق عليها بالزجاج غير القابل للكسر. الرأسمال الصهيوني وبالنظر الى وصية الرئيس الامريكي بنيامين فرانكلين وتحذيره للشعب الأمريكي من خطر اليهود على أمريكا نلاحظ اليوم بعد مرور اكثر من قرنين من الزمن ان أمريكا أصبحت مستعمرة للصهيونية بل ركيزة كبرى لها تمارس فيها علانية ما كان الرئيس بنيامين فرانكلين قد تنبأ به حيث يدفع الشعب الأمريكي الآن الثمن الغالي فيما يعانون اليوم من تسلط الصهيونية على الولاياتالمتحدة ورئيسها ومجلس نوابها والكونغرس وغالبية الشعب الأمريكي تحت سيطرة الرأسمال الصهيوني وليس من دليل ابلغ من اغتيال أي رئيس للولايات المتحدة يعارض خططهم وبالتالي (فشل) أي رئيس مقبل للولايات المتحدة في الانتخابات ممن لم ترض عنه وعن ترشيحه الصهيونية. وقد استقبلت الولاياتالمتحدة ممثلة في شخص رئيسها فورد في عام الاحتفال بالذكرى المائتين لإعلان الاستقلال إسحاق رابين عن الكيان الصهيوني وتم بهذه المناسبة التنسيق بينهما للتعاون بما يصلح للصهيونية وعلى حساب الشعب الأمريكي المضلل. الدلال المبطن بالتهديد دلال إسرائيل على أمريكا لاستجرار المزيد من أموال الشعب الأمريكي التي يدفعها كضرائب للخزانة الامريكية لإسرائيل الصهيونية بدون مقابل سوى الدلال المبطن بالتهديد. وفي هذا السياق يقول الكاتب سعيد الجزائري: "إذا تابعنا الغور في مبادئ ومعتقدات إسرائيل الصهيونية نجد في الاصحاحين 23 و25 من الكتاب الخامس الفصل الحادي عشر ما يلي: "ستكون أمم كل الأرض تطأها اقدامكم ومن أجل ذلك تعملون وتسعون" وهذا القول يبين لنا اهداف الصهيونية بصراحة ما بعدها صراحة ولذلك نجد في يومنا هذا ان المخابرات الإسرائيلية بجميع اقسامها والوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية العالمية يوجد بها مراكز أبحاث ودراسات وارشيفات كافية عن كل كبيرة وصغيرة في الوطن العربي دولة دولة زعيما زعيما حزبا حزبا كاتبا كاتبا صحفيا صحفيا وهم يحصلون على معلومات عن هذا كله عبر اقنية كثيرة. "وهكذا اعترفنا بإسرائيل" بات اللوبي الصهيوني يسيطر بشكل كبير على قرارات البيت الأبيض ولا يستطيع أي رئيس امريكي ان يخل بالشرط الأساسي الذي يلزم به سواء كان من الحزب الجمهوري او الديمقراطي وهو حماية (إسرائيل) هناك كثير من الشواهد التاريخية التي توضح أساليب وخطط الصهيونية وفي هذا السياق أورد الكاتب هيكل في الجزء الأول من كتاب (المحادثات السرية بين العرب وإسرائيل) ما نصه: "يروي الكاتب الأشهر "جور فيدال" في مقدمته لكتاب "التاريخ اليهودي.. عبء ثلاثة الاف سنة "انه سمع من الرئيس الأمريكي الأسبق "جون كيندي" ان الرئيس "هاري ترومان" كان يشعر أثناء ترشيحه للرئاسة في انتخابات سنة 1948 م ان معظم أصدقاء سلفه "روزفلت" قد تخلوا عنه وأنهم لا يعتقدون بإمكانية نجاحه, وإن معنوياته ساءت إلى أن جاء يوم دخل عليه فيه احد النشطين في الحركة الصهيونية في محطة توقف عندها قطار حملته الانتخابية, ثم قدم إليه حقيبة يد فيها 2 مليون دولار نقدا وهو يرجوه اعتبارها مساهمة في حملته الانتخابية" وروى "فيدال" أن "كيندي" قال له بعد ذلك: "وهكذا اعترفنا بدولة إسرائيل قبل إعلان قيامها". السيطرة على الانتخابات برز اليهود بشكل لافت ومنظم لأول مرة ربما في معركة الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة أثناء ترشيح "روزفلت" فقد كان مستشارية في هذه الحملة والداعمين له من اللوبي الصهيوني ولذلك وقع "روزفلت" تحت ضغط اللوبي الصهيوني وفي المنحى يقول هيكل: "يمكن ان يقال ان "روزفلت" كان واقعا تحت تأثيرين متناقضين: دينه الانتخابي لقوة اليهود ماثل أمامه من ناحية. ومن ناحية أخرى فإن خبراء وزارة الخارجية مضافا إليهم مجموعة من أصحاب شركات البترول يلفتون نظره الى أهمية المصالح الاستراتيجية والبترولية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وكلها واقعة في بلاد عربية. ويضيف هيكل: "بدأ روزفلت يحاول أن يجد لنفسه خطا وسطا .وكان ذلك صعبا لان الدين الانتخابي لليهود لم يكن قاصرا على رئيس الولاياتالمتحدة وإنما امتد تأثيره الى كثير من أعضاء الكونجرس وكانت تلك نشأة ما عرف باسم "اللوبي الصهيوني" وكانت معركته الأولى هي فتح أبواب فلسطين للهجرة اليهودية لكي تقوم إسرائيل!" وأصبح اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة ظاهرة غريبة حتى بين جماعات الضغط التي عرفتها الحياة السياسية الأمريكية. وقال هيكل: "كانت هناك من قبل في الولاياتالمتحدة جماعات ضغط تنتمي الى أصول أوروبية من حيث جاء المهاجرون الى العالم الجديد وحاولوا ان يحافظوا على شيء من الهوية والصلة بأعراقهم القديمة، كانت هناك مجموعة الضغط الايرلندية ومعقلها "ماساشوسيتس" ومجموعة الضغط الإيطالية ومعقلها ولاية "كاليفورنيا". لكن مجموعة الضغط الصهيونية كانت كيانا مختلفا فهو يمثل بلدا لم يصل منه مهاجر إلى أمريكا ولن يعود منه مهاجر الى الشرق الأوسط والكل لا يعرف لغته وحتى اجداد الأجداد من المهاجرين اليهود لم يروه بأعينهم ولا يتذكرون منه او عنه شيئا". إغراق الباخرة (ليبرتي) من الاحداث التي توضح مدى تأثير اللوبي الصهيوني على قرارات البيت الأبيض قضية إغراق باخرة الأبحاث الأمريكية (ليبرتي) في حرب حزيران عام 1967م وذلك بالتنسيق بين المخابرات الإسرائيلية والطيران رغم معرفتهم بهويتها الامريكية ولكنهم اعتبروا وجودها في تلك المنطقة (تحد) لهم فقاموا بإغراقها ومن ثم اظهروا ندمهم وقاموا بدفع التعويضات السخية عن الباخرة نفسها وعن الضحايا.. ولو أن أية دولة أخرى هي من اغرقت هذه الباخرة فإن واشنطن بالتأكيد ستقوم برد عنيف على هذه الحادثة ولن تتوقف عن حد بل قد تصعد أمريكا الى مستوى التهديد بحرب عالمية ثالثة.. ولكن طالما (إسرائيل) هي الفاعلة اضطرت أمريكا الى السكوت على مضض. الدعم الأمريكي الكيان الصهيوني بالمساحة الجغرافية الضيقة التي يحتلها وعدد المستوطنين القليل أيضا لا يستطيع ان يعربد وان يتمدد ويهدد بتغيير خارطة الشرق الأوسط ويشن غارات في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط لو لا الدعم والمشاركة المباشرة من قبل الولاياتالمتحدة التي تمد هذا الكيان اللقيط بجسر مفتوح من الأسلحة والطائرات والصواريخ والقنابل الفتاكة والدعم والغطاء الدبلوماسي للاحتلال الصهيوني على حساب الأراضي العربية في فلسطين ولبنان وسورية. وهكذا اصبح حكام الولاياتالمتحدة من بعد تغلغل اللوبي الصهيوني في مفاصل النظام ودوائر صنع القرار العوبة بيد الصهيونية توجههم حيث تريد وتنفذ من خلالهم خططها ومشروعها في منطقة الشرق الأوسط بدعم سخي واسناد قوي وما تغير في سياسة البيت الأبيض انها كانت خلال الفترات السابقة تتم بالتلميح اما في عهد الارعن ترامب فقد تحولت بشكل علني صريح مما جعل أمريكا تواصل عربدتها بممارسة شريعة الغاب في انتهاك سيادة الدول الرافضة للمشروع الصهيوني التوسعي والتدميري.