أثبتت الأحداث قطعاً ما شهدته وتشهده قواتنا المسلحة بكل صنوفها وتشكيلاتها القتالية البرية والبحرية والجوية منذ نجاح ثورة ال21 من سبتمبر الثورة الشعبية التحررية ونجاحها الباهرة في إرساء مداميك الحرية والاستقلال ورفض الوصاية والتبعية وترك البلاد رهينة التدخلات الأجنبية المباشرة التي عانا منها شعبنا اليمني لعقود عدة لم تثمر سوى بالصراعات وبث الكراهية والفرقة وزرع الطائفية والمناطقية والعنصرية التي عملت على تمزيق النسيج المجتمعي والتناحر بين أبناء الوطن وكان الجيش رهينة للفئوية والشخصية وتعدد الولاءات والاتجاهات الحزبية والدينية التي عملت على فقدان دوره الريادي في الدفاع عن الوطن وحماية مقدراته وحريته واستقلاله والأخطر من ذلك التدخل المباشر للملحقات العسكرية لقوى الاستكبار وأنظمة التطبيع والعمالة والذي وصل بهم الحال إلى تدمير القدرة العسكرية وتفجير أسلحته وتعطيل أنظمته الدفاعية وتتويجاً لكل هذا التدمير كان العدوان الأمريكي والسعودي والإماراتي وحصاره الجائر على شعبنا الذي انطلق من تدمير كل مقدرات القوات المسلحة وشل قدراته الدفاعية وبالتالي السيطرة الكاملة على بلادنا لكن بفضل الله وحكمة قيادة الثورة ممثلة بالسيد القائد المجاهد عبدالملك بدرالدين الحوثي – حفظه الله- والى جانبه شرفاء اليمن المخلصين الصادقين في القيادات السياسية والعسكرية وأبناء القبائل الذين لبوا نداء الواجب الديني والوطني المقدس وتحركوا للجهاد والتصدي لمؤامرات العدوان والصمود في وجهه وبدأت عجلة التطبيع العسكري تدور رحاها وعلى مدى سنوات العدوان حققت قواتنا المسلحة نجاحات تصنيعية وانجازات عسكرية شهدتها الميادين بدءاً بالقوة الصاروخية قصيرة المدى والمتوسطة والتي كان لها الأثر البالغ في دك معسكرات قوى العدوان ومرتزقته في الداخل ووصولاً إلى استهداف قواعد ومطارات ومعسكرات العدو السعودي والإماراتي وانتهاءً بضرب عمقه الاستراتيجي ومدنه ومنشآته النفطية والاقتصادية والحيوية وموانئه بتطوير وتحسين أداء الصواريخ بالدقة والسرعة والمدى وقوة الانفجار والتدمير وكان السلاح الجو المسير صولات في الميدان إلى جانب القوة الصاروخية مع التطوير المستمر له من حيث النوع والإمكانية والمسافة والدقة في إصابة الأهداف الأمر الذي جعل من أنظمة العدوان النزول عن الشجرة والإذعان للتوقيع على خفض التصعيد والهدنة وتحقيق خارطة السلام في اليمن ومع هذا كان لعجلة التطوير والتحديث الشاملة لقواتنا المسلحة البرية والبحرية والجوية كلمتها .. كانت الجهود الوطنية المخلصة تسعى بكل جهد للتطوير والتحديث المواكب مع متطلبات المرحلة ومع الموقف اليمني للقيادة والشعب والقوات المسلحة المبدئي والثابت المتضامن مع إخوتنا في فلسطينوغزة لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر لم تدخر قيادتنا الثورية والسياسية والعسكرية جهداً في تحسين أداء قوتنا الصاروخية وسلاح الجو المسير فعمل المخلصون في التصنيع الحربي على إدخال كل ما هو جديد وحديث بقوة ودقة ومدى الصواريخ للوصول إلى الفرط صوتي الذي تجاوز المنظومة الدفاعية للعدو الصهيوني والأمريكي وأنظمة التطبيع والتخاذل والمتعاونين مع الكيان ووصل أهدافه في العمق الصهيوني في فلسطينالمحتلة ووصل سلاح الجو المسير إلى مدن ومغتصبات الكيان وكان لطائرة يافا كلمتها في ضرب مدينة يافا المحتلة وإذا ما اتجهنا نحو القوة البحرية فكان الانجاز في زمن الإعجاز يتحقق وبقدراتها النوعية المتطورة والحديثة التي أذهلت العالم بتصديها الحازم لخمسة أساطيل حربية وحاملات طائراتها ومدمراتها وبوارجها وغواصاتها التي أجبرتها على الهروب والمغادرة بعد عمليات عسكرية واشتباكات مباشرة اشتركت فيها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير والقوة البحرية التي نجحت في قطع الملاحة البحري على الكيان الصهيوني وضرب السفن التجارية للعدو وداعميه من الأمريكان وبريطانيا في أعالي البحار وحققت أهدافها بتميز وكفاءة عالية ولازالت عملية التطوير والتحديث والإنتاج الحربي مستمرة وبفضل الله وجهود المخلصين وحكمة القيادة سيكون القادم أعظم في مستوى القدرات الدفاعية والهجومية وإلجام العدو والتصدي لمخططاته ومؤامراته وأطماعه .. وهنا أقف وقفة اعتزاز وإجلال لأبطال القوة الصاروخية والمسير والدفاع الجوي وقواتنا البحرية الميامين الذين رفعوا رؤوسنا وأثلجوا صدورنا وأفرحوا إخواننا المستضعفين المظلومين في غزة الذين يواجهون حرب إبادة جماعية لم يشهدها العالم كان لعملياتهم العسكرية المساندة والداعمة لهم عنوان للإرادة الصلبة والاستقلال السيادي في القرار الوطني في زمن الخنوع والخضوع والتخاذل بل والدعم للكيان في تلك الأنظمة المطبعة التي أزعجها الموقف اليمني الداعم والمساند لفلسطين.. وفي الختام لقد أخذت قيادتنا وقواتنا المسلحة وشعبنا اليمني الحر بالأسباب رغم ما يعانيه الوطن من عدوان وحصار ومؤامرات للنيل من إرادته واستقلاله وثباته في المواجهة في معركة الإسناد لفلسطين وهي معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي انطلقت من قوله تعالى "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" صدق الله العظيم ومن نصر إلى نصر.. والعاقبة للمتقين.. ولا نامت أعين الجبناء.