في مشهد يعيد للأذهان أسوأ فصول الاستعمار الاستيطاني وكمشروع متكامل لإعادة رسم ملامح قطاع غزة تحت حراب الاحتلال الصهيوني أعطى المجرم نتينياهو الخميس الماضي لمجلس وزرائه الضوء الأخضر للإعلان عن خطة الاجتياح الكامل لقطاع غزة والذي يبدأ بحسب الخطة باحتلال تدريجي لمدينة غزة، ثم يمتد ليبتلع بقية مناطق القطاع، مع ترحيل قسري لعشرات الآلاف من السكان نحو الجنوب، وتطويق أمني محكم، يليه اقتحام الأحياء ومخيمات اللاجئين.. وهو الإعلان الذي أثار موجة غضب ورفض وتنديد شعبي دولي واسع حتى على مستوى الداخل الإسرائيلي.. تفاصيل في السياق التالي : تقرير: طلال الشرعبي تحت لافتة "الأهداف الكبرى" المتمثلة في : القضاء على حماس، الإفراج عن الأسرى، نزع سلاح القطاع، فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية، وأخيراً تسليم الحكم لإدارة مدنية مُفصَّلة على مقاس تل أبيب.. جاء إعلان مجرم الحرب الصهيوني نتينياهو عن خطة الاجتياح الكامل لقطاع غزة التي حاول تبريرها للشارع الإسرائيلي باعتبارها الحل الحاسم حد وصفه . محاولات تبرير وتسويق فاشلة ورغم محاولة نتينياهو التبرير والترويج والتسويق لخطته الإجرامية الهادفة إلى فرض واقع جديد بالقوة العسكرية فقد اصطدم بجدار الحقائق على الأرض، وبإرادة شعب فلسطيني لم يعتد رفع الراية البيضاء، وبإرادة الرفض والتنديد الواسع بخطته من قبل العديد من شعوب العالم الذي بدأ، ولو متأخراً، يدرك أن كلفة الصمت على ما يجري في غزة بات أكبر من أن تيحتمل. وفي هذا السياق تعددت أصداء ردود الأفعال والمواقف الشعبية والرسمية العربية والدولية الرافضة والمنددة بالخطة وخرجت العديد من التظاهرات الشعبية الغاضبة والمطالبة بوقف جرائم الإبادة والاستهداف الصهيوني الممنهج لسكان غزة بالقصف والحصار والتجويع وأخيرا بما أعلن عنه المجرم نتينياهو من استعداد لتنفيذ خطة اجتياح عسكري كامل للقطاع. حماس: الخطة امتداد لحرب الإبادة وعلى مستوى الداخل الفلسطيني وعلى وجه الخصوص غزة الصمود والثبات التي لم تَخلُ يوماً من المقاومة والتصدي والمواجهة السياسية والعسكرية لمخططات ومؤامرات الاحتلال.. جاء رد حركة المقاومة الفلسطينية حماس بوصف خطة المجرم نتينياهو بأنها امتداد للإبادة الجماعية وانقلاب على أي مسار تفاوضي، مؤكدة أن الاحتلال لن يجلب لإسرائيل إلا مزيداً من الخسائر. وفي حين قال زعيم المعارضة "الإسرائيلية" يائير لابيد أن: "المختطفون" يقبعون في أنفاق غزة مُنذ 674 يوماً والحكومة لا تفعل شيئاً لإعادتهم. جاء رد القيادي في حماس أسامة حمدان بالقول: جهود الوسطاء مستمرة ولم نبلغ بأي مستجدات بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار. مؤكدا أن الهدف الأساسي لحماس هو وقف العدوان وفتح المعابر ورفع الحصار عن قطاع غزة، وأن سلاح المقاومة حق مشروع ما بقي الاحتلال، والمقاومة ستظل قائمة حتى قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة. رفض عسكري إسرائيلي للخطة وعلى مستوى الداخل الإسرائيلي نفسه تعددت مظاهر التعبير الشعبي والسياسي والعسكري الرافضة لخطة نتينياهو الهادفة لاجتياح غزة ولم ينجُ نتنياهو من المعترضين بما في ذلك قادة عسكريون رأوا في الخطة تهديداً لحياة الأسرى واستنزافاً للجيش. وفي هذا السياق قالت بعض وسائل إعلام عبرية أن: قادة من "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية" رفضوا خطة احتلال غزة خلال اجتماع مجلس الوزراء. إلى ذلك ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن: مصادر أمنية إسرائيلية تشكك في جاهزية جنود الاحتياط لاحتلال غزة.. وكشفت الصحيفة نقلًا عن مصادر أمنية إسرائيلية، عن وجود مخاوف داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن جاهزية جنود الاحتياط لتنفيذ عملية برية شاملة تشمل احتلال قطاع غزة. ووفقًا للمصادر، فإن جنود الاحتياط يعانون من الإنهاك بعد قرابة عامين من القتال المتواصل، ما يثير الشكوك حول قدرتهم على خوض عملية قد تستمر نحو أربعة أشهر ونصف، سيتحمل خلالها الجيش مسؤولية إدارة شؤون ملايين الفلسطينيين داخل القطاع. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يتخذ بعد قراره النهائي بشأن المضي في هذه العملية. رفض سياسي وشعبي إسرائيلي للخطة وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مسؤول بحزب "الصهيونية الدينية" قوله: سنتجه لحل الحكومة إذا لم تتغير خطة احتلال غزة التي أقرت الخميس. وأضافت الصحيفة عن حزب إسرائيل بيتنا قوله: نسعى لعقد جلسة عاجلة في الكنيست لبحث الخطة المحدثة لغزو واحتلال مدينة غزة. ونقلا عن وسائل إعلام إسرائيلية: فقد أغلق مستوطنون غاضبون شارع أيالون الرئيسي بتل أبيب وأضرموا النار احتجاجا ضد الحكومة ولم تتوقف مشاهد الرفض والاحتجاج عند ذلك الحد بل تطورت إلى اشتباكات بالأيدي بين "الشرطة" ومستوطنين متظاهرين في "تل أبيب" ضمن الاحتجاجات المناوئة للحكومة. في السياق أفادت القناة "12 العبرية" بأن عددًا من الشوارع والمفارق الرئيسة في "إسرائيل" أغلقت ، نتيجة اندلاع مظاهرات في مناطق متفرقة. وأوضحت القناة أن الاحتجاجات انقسمت إلى قسمين، حيث تظاهر أتباع التيار الحريدي رفضًا لاعتقال المتخلفين عن الخدمة العسكرية، فيما نظمت عائلات الأسرى مظاهرات احتجاجية ضد قرار نتينياهو توسيع الحرب والدفع نحو احتلال قطاع غزة. رفض أوروبي رسمي وشعبي للخطة في هذا السياق أدان وزراء خارجية 8 دول أوروبية بينها إسبانيا والنرويج و أيرلندا والبرتغال إعلان إسرائيل تكثيف هجومها على غزة واعتبروا القرار الإسرائيلي تعميقا للأزمة الإنسانية وتعريضا لحياة الرهائن للخطر، وأن تكثيف الهجوم العسكري ومحاولة احتلال مدينة غزة سيشكل عقبة خطيرة أمام تنفيذ حل الدولتين.. معتبرين قطاع غزة جزءا من دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، كما وعبروا عن رفضهم أي تغيير ديموغرافي بالأرض الفلسطينيةالمحتلة وعدوه خرقا للقانون الدولي. دول كبرى مثل ألمانيا سارعت إلى وقف صادرات السلاح، فيما حذرت أوروبا والأمم المتحدة من كارثة إنسانية وشيكة. وشهدت العديد من المدن والعواصم الأوروبية والغربية خروج تظاهرات شعبية رافضة لخطة نتينياهو ومنددة بحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان غزة حيث شهدت مدينة نيويوركالأمريكية تظاهرة شعبية تم تنظيمها بالقرب من فندق ترامب للمطالبة بالتحرك لوقف حرب التجويع والإبادة الجماعية في غزة ولوقف الخطة الإسرائيلية لاحتلال كل القطاع والاستمرار في النضال حتى تحقيق الحرية لفلسطين من البحر إلى النهر. كما شهدت مدينة مالمو في السويد والعاصمة الهولندية أمستردام والعاصمة البريطانية لندن مظاهرات ومسيرات دعم وإسناد لغزة وتنديد باستمرار حرب الإبادة والتجويع الصهيونية بحق سكانها.