الخروج المهيب والمستمر من الشعب اليمني إلى الساحات نصرة لغزة ومقاومتها الصامدة، يؤكد صدق التوجه وأحقية الموقف الذي اتخذته قيادتنا الثورية ومن خلفها كل أحرار اليمن، بوصفه موقف إيماني واخوي وإنساني لنصرة المستضعفين من أبناء غزة الذين يواجهون حرب إبادة وحصار وتجويع ممنهج على يد الصهاينة أعداء الإنسانية. كما أن استمرار العدوان الصهيوني الأمريكي على الأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية اليمنية، لم يغير من موقف اليمن وقواته المسلحة المستمرة بعمليات استهداف عمق العدو الصهيوني وفرض الحضر البحري على سفنه والسفن التي تحاول الوصول إلى الموانئ المحتلة.. هاهي الحشود الشعبية المليونية تقف خلف القيادة والجيش داعمة ومباركة لكل التحركات والخيارات العسكرية الرادعة والمنكلة بالعدو الصهيوني والأمريكي. يوم الجمعة وكما هو حال كل جمعة عند شعب الإيمان والحكمة، شهدت العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، مسيرات مليونية تحت شعار "مع غزة جهاد وثبات.. غضبا للدماء المسفوكة والمقدسات المنتهكة"، تحدياً للعدو الصهيوني، ونصرة للقرآن والإسلام، وإسناداً ودعماً للشعب الفلسطيني المظلوم.. وأعلنت الحشود المليونية، غضبها واستنكارها لجريمة إحراق نسخة من القرآن الكريم في أمريكا من قبل إحدى المتصهينات الأمريكيات، معتبرة ذلك انتهاكا سافرا واستفزازا لمشاعر المسلمين في العالم.. محذرة من مغبة التمادي في الانتهاكات المتكررة للرموز والمقدسات الإسلامية كون ذلك يمثل حربا مفتوحة مع المسلمين. وجددت التأكيد أن العدوان الصهيوني على اليمن واستهدافه للمنشآت الخدمية والمدنيين، لن يزيد الشعب اليمني إلا عزيمة وقوة وتمسكاً بموقفه المبدئي المساند والمناصر للشعب الفلسطيني حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن غزة. ورفعت الجماهير المحتشدة، العلمين اليمني والفلسطيني واللافتات المعبرة عن الترحيب والفرح والابتهاج بقدوم ذكرى ميلاد رسول الرحمة والإنسانية ومنقذ البشرية ومعلمها الأول، والمؤكدة على محبة وولاء أحفاد الأنصار لرسول الأمة وتمسكهم بنهجه.. وأعلنت الاستنفار والجهوزية لمواجهة العدو الصهيوني المجرم، والاستمرار في دعم وإسناد غزة والمقاومة الفلسطينية بكل عزم وتصميم، وخوض معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" حتى تحقيق النصر.. وباركت الحشود، العمليات النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية في عمق الكيان الصهيوني الغاصب، وما تشهده من تطوير لقدراتها الصاروخية التي أصابت الصهاينة بالهلع. وأشارت أن الشعب اليمني وهو يستعد للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، يؤكد للعالم أجمع بتمسكه برسول الله وتجديد العهد والولاء له بالسير على نهجه وجهاده في مواجهة أعداء الإسلام والمسلمين ونصرة المستضعفين في غزة، والدفاع عن المقدسات الإسلامية. وجددت الدعوة لكافة الشعوب العربية والإسلامية إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية، كأقل واجب تجاه ما يتعرض له الأشقاء في غزة من إبادة وتجويع، واتخاذ موقف قوي إزاء ما يقوم به الأعداء من انتهاكات متكررة للمقدسات الإسلامية. بيان المسيرات وأوضح بيان صادر عن مسيرات "مع غزة جهاد وثبات.. غضباً للدماء المسفوكة والمقدسات المنتهكة"، أنه واستجابة لله سبحانه، وجهاداً في سبيله وابتغاء لمرضاته، ونصرة للإسلام والقرآن العظيم، والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ونصرة للشعب الفلسطيني، خرجنا اليوم في مسيرات مليونية.. وأكد الثبات الذي لا تزعزعه الظروف والتحديات على موقفنا الإيماني والمبدئي مع غزة دعماً وإسناداً وتطويراً وتصعيداً حتى يكتب الله النصر والفرج والخلاص لغزة ولفلسطين وللمسجد الأقصى المبارك. وأعلن البيان، أن "أي عدوان أو تصعيد صهيوني أو أمريكي بأي شكل من الأشكال لا يمكن أن يدفعنا نحو التخلي عن ديننا وهويتنا ومبادئنا وقيمنا التي ترجمناها عملياً من خلال موقفنا مع غزة". وبارك التطور النوعي للقوات المسلحة وتوفيق الله لهم بإنتاج رؤوس الصواريخ الانشطارية التي أصابت اليهود الصهاينة بالجنون منذ أول ضربة مسددة لهذه الصواريخ، ونحمد الله على ذلك ونسأله التوفيق لما هو أعظم وأكبر.. وأشار إلى أن الشعب اليمني "يتابع ما يُحاك من خطوات عملية واضحة ومعلنة لاستهداف وهدم المسجد الأقصى المبارك كواحدة من خطوات إقامة ما يسمى ب "إسرائيل الكبرى" التي يراد لها أن تكون على أنقاض مقدساتنا ومقدرات شعوبنا وديننا وكرامتنا".. ودعا بيان المسيرة المليونية، شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى الاستعداد والتفكير بجدية في الخطوات العملية لمواجهة مثل هكذا جريمة.. مؤكدا أن الشعب اليمني "سيواصل الجهاد والاستعداد لمواجهة هذا المخطط الإجرامي والدفاع عن مقدساتنا وعن أنفسنا وعن أمتنا بكل ما يمكننا الله من قوة وعزم، متوكلين ومعتمدين عليه وواثقين به سبحانه وتعالى". وأدان بأشد الإدانة والغضب ما أقدم عليه الأعداء الصهاينة والأمريكان - عبر إحدى المتصهينات الأمريكيات - من إحراق لنسخة من كتاب الله العزيز القرآن الكريم، في خطوة توضح خبث وخسة وحقارة هؤلاء الأعداء الكفار الذين يعادون كل المقدسات ولا يقدسون الله سبحانه وتعالى، ولا كتبه وتعليماته، ولا أنبياءه ورسله، ووحدهم الصهاينة مقدسون عندهم ولا يسمح بوصفهم أو إدانتهم حتى بما هم عليه من الإجرام.. وأكد البيان، أنه ومن هذا المنطلق وتزامناً مع اقتراب مناسبة المولد النبوي الشريف، ندعو أبناء الإسلام أولاً ثم أحرار العالم إلى التوجه إلى كتاب الله القرآن الكريم، والاطلاع على ما فيه من هدى ونور وبصائر تنقذ البشرية من ظلام الطاغوت الذي تمثله الصهيونية بأذرعها في هذا الزمن، وإلى التعرف من جديد على شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وأشار إلى أن استهداف المجرمين الطغاة الصهاينة - بما هم عليه من شرور- للقرآن والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إنما هو مؤشر واضح على أنهم يخشون من النور والهدى الذي يحملانه، وأنهما أبواب الخير والخلاص للبشرية.