ترامب رئيس أقوى دولة في هذا العالم على الأقل حتى الآن، لا يكل ولا يمل من حضوره الاستعراضي المفعَم بنرجسية تجعله في حفلات استقباله لِما يُسمى قادة وفي كل أنشطته؛ من قيادته لِما يُسمى توقيع وقْف الحرب على غزة، إلى لقاءاته بزيلينسكي رئيس أوكرانيا في البيت الأبيض، إلى تعاطيه مع الأوروبيين والأفارقة ولقائه الرئيس بوتين في ألاسكا، جميعها تؤكد أننا أمام تفاهة خطرة على العالم.. وحتى لا نتجنى على هذا الرجل فإن سلوكه كان يحظى بقبولٍ الشعب الأمريكي الذي انتخبه بأصوات ربما لم يحظَ بها رئيس أمريكي في العقود الأخيرة. اللعب مع الشيطان اليوم والرئيس ترمب وقبل ان يكمل سنته الاولى في البيت الاسود وبعد شراكته للمجرم نتن ياهو في إبادة واقتلاع ابناء الشعب الفلسطيني من أرضهم لم تعد كذلك بعد أن انعكست على غالبية الشعب الأمريكي سلبا وتتجه لتكون كارثية على بنية النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي لقطب نهاية الاوحد..في هذا المنحى يمكن اعتبار المظاهرات والمسيرات التي تجتاح المدن والولايات مؤشر في هذا الاتجاه. مفردات مؤتمرات ترامب الصحفية وخطاباته إجمالاً مكرَّرة في مصطلحاتها والأسماء التي يتداولها، والمثير للانتباه منْح نفسه استحقاق الحصول على جائزة نوبل للسلام التي يقول ان كثيرون من الشخصيات حصلوا عليها وهم لا يستحقونها، وهو مُحِق في هذا، ناهيك عن أن هذه الجائزة وخاصةً المعنية بالسلام مُسيَّسة وتُعطى لشخصيات تخدم المصالح والأهداف الأمريكية والغربية، وآخرها المعارضة الفنزويلية المتطرّفة ماريا ماتشادو التي تدعو أمريكا إلى شَنّ الحرب على هذا البلد اللاتيني الغني بالثروات النفطية والغازية ونهبها، وترامب بحشوده في البحر الكاريبي لغزو هذا البلد جعل هذه الخائنة لوطنها وشعبها تقول إنها لم تكن تستحق هذه الجائزة، والذي يستحقها ترامب تشجيعاً له لتنفيذ مخططاته في احتلال هذا البلد الحر والمستقل الذي يعارض هيمنة الامبريالية الأمريكية على شعوب أمريكا اللاتينية والعالم.. ترامب الذي يريد أن يحقق السلام بإبادة الشعوب والاستيلاء على الجغرافيا والذي أقر بأنه زوَّد إسرائيل بأسلحة دمار لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة، لم يكن يعرف عنها ولا يعرف أيضاً أنها موجودة في المخازن الأمريكية، وحديثه في الكنيسة الإسرائيلية لا يحتاج إلى دليل، ولم يلجأ إلى خطته المُسماة بخطة السلام في المنطقة إلا لإنقاذ شريكه في الإجرام نتنياهو وكيانه الفاشي.. وعلى ذِكْر الفاشية والنازية أدولف هتلر كان مثل ترامب انتخبه الألمان لأن تفاهته جعلته زعيماً أشعل حرباً عالمية ذهب ضحيتها الملايين، وكذلك الرئيس الأمريكي -الأقل تفاهةً من ترامب- بوش الابن الذي شن حروباً تحت ذريعة مكافحة الإرهاب وكانت ضحاياه وخاصةً في العراق وأفغانستان أيضاً بالملايين.. خطة الرئيس الأمريكي لن توقف حرب غزة، وهذا واضح من مسار تنفيذها، والتي لم يمر عليها إلا أيام ويُراد منها أن تفتح حروباً تنفذ كامل المخطط في توسيع كيان الصهاينة الذين قايضهم بالقبول بما يريد في غزة بحديثه عن ضمّ القدس والجولان ووعْده لهم بتحقيق كامل المخطط لإعادة رسم الخرائط للمنطقة بالحروب التي ستُدفع تكاليفها -كما كان الحال دائماً- من ثروات المنطقة بفضل الأنظمة العربية وعلى وجه الخصوص في الجزيرة العربية والخليج الواهمين أن بقاءها مرتبط بإخضاع الجميع في هذه المنطقة للصهاينة والأمريكان.. إننا في زمن التفاهة والانحطاط، وأسوأ الجميع المتصهينين الأعراب.