في ظل الهمجية التي يمارسها العدوان الصهيوني–الأمريكي–السعودي–الإماراتي على قطاع غزة، تم تحريك كل أدواته الرخيصة في المنطقة لزعزعة الأمن والاستقرار. وقد شاهدنا اليوم كيف تحركت عصابات ياسر أبو شباب ضد أهله وشعبه، بعدما باع نفسه رخيصًا للعدو مقابل المال المدنّس. شاركت عصاباته في العدوان على غزة بوقاحة، تنفيذًا لأوامر عدو لا يعرف معروفًا لأحد، ولا يرى إلا مصالحه وسفك الدماء. اليوم قُتل هذا العميل في إحدى العمليات التي خطط لتنفيذها ضد المقاومين الأبطال في رفح. وبفضل الله، لم تتم العملية كما كان يأمل العدو، الذي اعتقد أن أداة كأبي شباب ستُحقق له ما يريد في رفح. فقد تم –بفضل الله ثم بفضل أبطال المقاومة– القضاء على هذا الخائن وأتباعه في كمين محكم وناجح نفذته كتائب القسام. العميل ياسر أبو شباب، زعيم ميليشيات مدعومة من الاحتلال ومن بعض الأنظمة الخليجية ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، كان يقود أيضًا ما يسمى "القوات الشعبية" شرق رفح لإشعال الفتن وارتكاب الجرائم بحق شعبه، ولمنع دخول المساعدات الإنسانية، إضافة إلى مشاركته المباشرة في أعمال العدو ضد أبناء غزة الصامدة. الكمين الذي أنهى حياته كان عملية ذكية، إذ جرى استدراجه إلى موقع محدد ثم القضاء عليه وعلى مجموعته. وقد جاء هذا الكمين بقوة الله، ثم بعزيمة الأحرار الذين يرفضون الخضوع للعدو وأدواته في أرضٍ طاهرة لا تقبل عميلًا ولا خائنًا. لا مكان لهؤلاء الحثالة في أرض يولد فيها الأحرار المجاهدون. وقد وصف العدو الصهيوني مقتل هذا العميل بأنه "تطور سيئ للكيان"، وأعلن أن التحقيقات جارية لمعرفة تفاصيل العملية التي استهدفت أبا شباب وأتباعه. إن مقتل هذا العميل رسالة قوية من أبناء المقاومة: بأن المقاومة الفلسطينية لم تضعف ولم تنكسر، بل ازدادت صلابة وقوة. وبرهنت للعالم أنها ثابتة، صامدة، شجاعة، قادرة على مواجهة العدو ودحره وإخراجه من أرض فلسطين مذلولًا مكسورًا. فسلامًا على المقاومين، وسلِمت الأيادي التي صفعت العدو بيدٍ من حديد، ليكون هذا درسًا لكل العملاء، سواء في فلسطين أو اليمن أو لبنان أو العراق أو إيران. وعلى كل من ارتمى في أحضان العدو أن يدرك أن العودة إلى صف الشعب واجب، وأن حماية الأرض شرف، وأن العدو مهما قدّم من وعود لن يحمي أحدًا؛ لأنه يعلم يقينًا أن من خان وطنه لا يؤتمن. فكل عميل نهايته مخزية، يسجلها التاريخ ويتوارثها الأجيال ولا نامت أعين الجبناء.