أقرت محكمة التمييز - الاستئناف - العراق ية اليوم حكم الإعدام الصادر بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين في قضية الدجيل. وكان محامو صدام قد تقدموا بالاستئناف خلال الثلاثين يوما التي اعقبت صدور حكم الإعدام في الخامس من نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي وفق ما ينص عليه القانون العراقي. وفي مؤتمر صحفي بشأن المصادقة على قرار الحكم بإعدام صدام، قال القاضي منير حداد، عضو هيئة التمييز بالمحكمة الجنائية "إن تنفيذ الحكم يجب أن يتم في غضون 30 يوماً." وأوضح القاضي أن القرار لا رجعة فيه، وأن الحكم يجب أن ينفذ قبل السابع والعشرين من يناير/كانون الثاني القادم. وقال القاضي إن المحاكمات التالية لصدور الحكم بإعدام صدام، تتم لمن كانوا معه، أي مع معاونيه، ولكن بعد إعدام صدام. وقال القاضي إن المحكمة الجنائية العليا ستتلو على صدام قرار هيئة التمييز القاضي بالموافقة على إعدامه، وبعدها يتم توقيت تنفيذ العقوبة بحقه. ويتعلق الحكم بأحداث وقعت في بلدة الدجيل عام 1982، واتهم فيها صدام حسين وعدد من اعوانه بالتسبب في مقتل 148 من سكان تلك البلدة الشيعية عقب تعرض الرئيس السابق لمحاولة اغتيال فيها. واصدرت المحكمة أيضا حكما بالإعدام على برزان التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام حسين كما أصدرت حكما ثالثا بالإعدام على عواد البندر الذي كان رئيس حزب البعث في بلدة الدجيل التي شهدت الجرائم. وفي نفس الجلسة حكم على نائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان بالسجن مدى الحياة. كما قضت المحكمة بالسجن لمدة 15 عاما على كل من عبد الله رويد ومزهر عبد الله وعلي دايح. أما القاضي السابق محمد العزاوي الذي كان مسؤولا قضائيا في ظل النظام السابق فقد تمت تبرئته وأمر باطلاق سراحه. وقد صدر الحكم على صدام حسين بالشنق رغم ما كان قد ابداه خلال جلسات المحاكمة من رغبته في أن يتم إعدامه رميا بالرصاص في حال صدور حكم بإعدامه. وكان الحكم قد نال استحسان الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وإن تحفظ الأخير على عقوبة الإعدام باعتباره لا يقرها كعقوبة. يذكر ان الكثيرين وجهوا انتقادات شديدة لمحاكمة الرئيس العراقي السابق باعتبارها ضربا من الانتقام يمارسه الامريكيون المنتصرون، واستشهدوا لاثبات حجتهم بالاهتمام الكبير الذي اولته الولاياتالمتحدة لهذه المحاكمة. اما محامو صدام، فقد اتهموا الحكومة العراقية بالتدخل في سير المحاكمة، وهو اتهام أيدتهم فيه جماعة هيومان رايتس ووتش الامريكية لحقوق الانسان. كما هاجم محامو الرئيس العراقي السابق توقيت النطق بالحكم الذي جاء متزامنا مع توجه الامريكيين الى صناديق الاقتراع للادلاء باصواتهم في الانتخابات النصفية للكونغرس التي فاز فيها الديمقراطيون. هذا وتجري في الوقت الحالي محاكمة صدام حسين وعدد آخر من اعوانه في قضية اخرى هي تخطيط وتنفيذ حملة الانفال التي راح ضحيتها الآلاف من الاكراد.