قال محللون وقادة رأي في مدينة نابلس أن عودة خطة الانسحاب أحادي الجانب من الضفة الغربية هو لتصفية القضية الفلسطينية ومنع تشكيل حكومة وحدة وطنية وفرض حلول استسلامية على شعبنا. إضافة إلى أن كل هذه المشاريع الإسرائيلية تأتي في ظل المساعي الفلسطينية الرامية إلى تشكيل حكومة وحدة. جاء ذلك في لقاءات حوارية أجرتها المؤسسة الفلسطينية للإعلام بنابلس وأدراها الإعلامي غازي أبو كشك. وقال القيادي بسام الشكعه عضو التيار القومي العربي و رئيس اللجنة الشعبية لفك الحصار ان الانسحاب الاسرائيلي الأحادي الجانب المزمع ، يأتي في محاولة من قبل قوات الاحتلال لفرض الحلول الاستسلامية من وجهة النظر الصهيونية ، و يأتي هذا طبقا لما يطبقوه من طرف واحد على الأرض ، و التغطية على ما يريدون و بالتالي فإن اسرائيل تحاول من خلال هذه الخطة أن تفرض سياسة الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني . و شدد الشكعه على أن شعبنا يمر في مراحل صعبة و خطيرة من تاريخ نضالنا الطويل. وأضاف:" و على هذا الأساس يجب على الجميع أن يتحمل المسؤولية المباشرة أمام هذه الاجراءات الاسرائيلية الخطيرة المتمثلة في خطة الانسحاب الأحادي الجانب ، و أكد الشكعه بأن المطلوب فلسطينيا من الجميع الاسراع في تشكيل حكومة الوفاق الوطني بأسرع وقت ممكن من أجل مواجهة هذه التدهور الخطير الذي تشهده الساحة الفلسطينية . و أضاف الشكعه بأن اسرائيل تسعى لطمس المعالم الفلسطينية من خلال بناء الجدار و تهويد القدس ، و اقامة المستوطنات و فرض سياسة الأمر الواقع الأمر الذي شكل إنتهاكا صريحا لكافة المواثيق و الأعراف الدولية" . و طالب الشكعه بأن يكون هدفنا الأول و الأخير هو بناء المشروع الوطني الفلسطيني بالشكل السليم ، و أن يتم بناءه صحيا خاليا من كافة الأمراض التي تنتشر بيننا ، مؤكدا أن وحدتنا الوطنية بين كافة القوى و الأطر و الكوادر و المؤسسات الوطنية و الاسلامية و القومية الطريق الوحيد لإفشال المخططات الأمريكية و الإسرائيلية . وقال المهندس عدلي يعيش رئيس بلدية نابلس فقال أن الحل الأمثل لمواجهة هذه المشاريع التصفوية الإسرائيلية هو تشكيل حكومة وفاق وطني قادرة على وقف التدهور الحاصل في شارعنا الفلسطيني . ونوه المهندس عدلي يعيش على أن القضية الفلسطينية أصبحت مهددة بالانهيار لذلك مطلوب من الجميع التكاتف في ايجاد علاقة أخوة فلسطينية فلسطينية بالدرجة الأولى و أن نبتعد عن كافة المظاهر السلبية التي يراد بها تدمير المجتمع الفلسطيني . أما مفوض التوجيه السياسي في شمال الضفة الغربية لؤي عبده فقال أن هذه المشاريع تأتي تزامنا مع لقاء الرئيس محمود عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. وأضاف:"لقد تابعنا بإهتمام شديد ، لقاء السيد الرئيس أبو مازن مع قيادة حركة حماس في دمشق ، على أمل أن يفضي هذا الاهتمام الى معالجات سريعة و حقيقية وواقعية للهموم و القضايا الفلسطينية و في مقدمتها حل الحكومة الراهنة ، و تشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على فك الحصار التجويعي و الظالم ، و إعادة الأمن الداخلي ، و حماية المجتمع و أمنه الاقتصادي و الإجتماعي و المعيشي ، و الانطلاق من جديد بالقضية الفلسطينية نحو المجتمع الدولي لحمايتها و تعزيز وجودها و ضمان الحل السياسي العادل للصراع العربي / الاسرائيلي". وتابع:" في هذه الاثناء تربص حكومة الاحتلال الاسرائيلي الساحة الفلسطينية بمزيد من الخريب و التهويد و الاستيطان و القمع ، و الاعتقالات و الاغتيالات و الاجتياحات العسكرية و غيره من الاغلاق و العزل و سلب حريات الناس الاساسية بالتنقل و السكن و التعبير و العبادة". وأوضح عبده ان لقاء دمشق كان لقاء بروتوكوليا ، على الرغم من الادعاء بأن هناك تفاهمات حول تشكيل حكومة جديدة سواء كانت حكومة إئتلاف وطني ، أو ماشابه ذلك . وتابع عبده:"إن الوضع الفلسطيني تشابك اقليميا و حزبيا و إسلاميا ، الى حد بات من المتوقع عدم ايجاد حل له ، و أن مشروع الحوار الوطني ما هو إلا ورقة لكسب عامل الوقت لصالح طرف على حساب شعبنا و أطرافه و أطيافه الأخرى ، لأن هذا الحوار اذا ما كان محدد له زمن و تواريخ لينتهي فإن سيكون ملهاة و مضيعة للوقت أمام حاجة الشعب الفلسطيني المحاصر و المعزول و المستباح دمه و حقوقه من أعادئه أكثر الداخليين و الخارجيين". وشدد عبده على أن شعبنا يريد معالجات و حلول و لا يريد فضفاضية حوار ، وشعارات ، و غيره من المناورات السياسية ، و عليه فإن الأمور الفلسطينية داخل الوطن المحتل تزداد سوء و خرابا ، بل و خطرا ، في الوقت الذي أعلنت اسرائيل فيه عن إستباق العالم المطالب بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأرض المحتلة عام 1967 ، لتفرض خطة الانسحاب الأحادي الجانب و الذي معه تتحكم بفرض الواقع الجديد الذي يهدف الى حرمان الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة ، و ذلك بفرض كيان مسخ غير قابل للحياة ، و لكي يكسب المناورة في تدمير هذه الهدف الذي يعتبر هو الحل بل المخرج الوحيد لإحياء التسوية السياسية ، و تحقيق الحق الفلسطيني بتقرير مصيره على أرضه و إقامة دولته المستقلة و عاصمتها القدس و حل مشكلة اللاجئين حلا عادلا . وشدد عبده على إن الخطة الاسرائيلية القادمة و الذي بدأ الاحتلال الاسرائيلي العمل على تطبيقها ، ستسبب إنتكاسة للحق الفلسطيني أسوا بكثير من نكبة عام 1948 . و لذا يجب مواجهة القوة بالحكمة و المستقبل بالشجاعة . واعتبر الدكتور غسان حمدان مقرر اللجنة الشعبية لفك الحصار عن فلسطين أن شعبنا انتظر طويلا لقاء رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس و خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، على أمل أن ينهي هذا اللقاء الأزمة العميقة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ، و ينهي حالة الانهيار المستمرة في شارع الفلسطيني ، و ليضع بداية التوجه السليم لحل القضية الفلسطينية و اعادتها الى واقع الصراع الاساسي مع الاحتلال الاسرائيلي وتابع يقول:"لكن مع كل أسف نجد أنفسنا مرة أخرى أمام حوار فئوي حزبي بعيد كل البعد عن المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ، و كأننا نجدهم يتفاوضون و يقسمون الشعب الفلسطيني على أهوائهم" . وأضاف:" مرة أخرى كنا ننتظر أن يخرج المؤتمر الصحفي للرئيس أبو مازن و لرئيس المكتب السياسي مشعل ليقدما بشرى بإقامة حكومة الوحدة الوطنية و تحقيقها و هذا الذي طال انتظارنا لها". وتابع:"من جانب أخر تنظر حكومة الاحتلال الى أي نتائج مفاوضات الأطراف الفلسطينية المختلفة بهدف الاستمرار في تنفيذ المخططات السياسية من جانب واحد و القائمة على أساس إنهاء القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني و تحويلها الى قضية تتعلق في الأمور الادارية و تجمل صورة الاحتلال على صعيد المجتمع الدولي ، فتخرج علينا حكومة الاحتلال بفكرة فرض حدود جديدة للدولة الفلسطينية المستقبلية و هي حدود قائمة على أساس داخل جدار الفصل العنصري الذي قطع أوصال الوطن و أوصال الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 ، و حولها الى كانتونات و بنتستونات معزولة بعضها عن بعض ، و يقدم نموذج جديد لدولة الفصل العنصرية في جنوب أفريقيا". ودعا حمدان الرئيس ومشعل كقيادة فلسطينية أن ينظروا الى المتغيرات التي تحاول أن تفرضها اسرائيل على الأرض و أن يضعوا المسائل الفئوية و الحزبية جانبا ، أن ينطلقوا من جديد في مقاومة هذا الاحتلال البغيض . وراى داعس أبو كشك عضو اتحاد الكتاب العرب و الباحث في الشؤون الفلسطينية . أن الشعب الفلسطيني بحاجة ماسة في هذه الظروف الخطيرة الى وحدة عمل مكثفة سواء كانت ميدانية أو غير ميدانية ، و ذلك بهدف تجنيب شعبنا الفلسطيني مزيدا من الكوارث المتلاحقة و التي بدأت تعصف بالقضية الفلسطينية الى أبعد الحدود ، و من أجل هذا كنا ننظر الى إجتماع الرئيس أبو مازن و السيد خالد مشعل بأمل جديد يشع في سماء فلسطين ، و لكن للأسف الشديد فإن هناك على ما يبدو نوايا غير طيبة و يمكن لهذه النوايا إن إستمرت فإنها حتما ستدمر المشروع الوطني الفلسطيني الذي قدم من خلاله شعبنا قوافل الشهداء و الجرحى و الاسرى. وأضاف:"و لكن مع كل هذا فإن الأمل لا زال قائما في تحريك البيت من خلال العقلاء من ابناء شعبنا و الغيورين على المصلحة الوطنية ، لذلك فإن كافة القوى الوطنية و الاسلامية مطالبة بأن تعمل بكل جهد من أجل إنجاح الحوار و العودة بالقضية الفلسطينية الى الصدارة الدولية ، الأمر الذي من شأنه أن يفشل كافة المخططات الاسرائيلية التي تهدف للقضاء على الشعب الفلسطيني من خلال الخطة الاسرائيلية أحادية الجانب و اقامة الجدار و توسيع التكتلات الاستيطانية ، و لا سبيل أمام ذلك إلا ببناء الوحدة الوطنية لأنها السبيل الوحيد لإفشال السياسة الاسرائيلية القاتلة التي تحاول تمرير مخططاتها عبر مشاكلنا الداخلية".