تحدث محام عراقي بارز عن تفاصيل عملية إعدام نائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان التي تمت فجر الثلاثاء 20 مارس 2007، مؤكدا صحة ما ذكرته الحكومة عن حصول الإعدام في ظروف طبيعية، ودون انتهاكات لرمضان الذي قرأ الفاتحة بصوت عال ولعدة مرات قبل شنقه. وقال المحامي بديع عارف عزت، أحد المحامين الذين برزوا في الدفاع عن صدام حسين ورفاقه، ل"العربية.نت" إن أحد المحامين الذين حضروا إعدام طه ياسين رمضان نقل له تفاصيل العملية التي تمت منذ عشية الاثنين 19 مارس/آذار وحتى فجر الثلاثاء. وأضاف بديع عارف، متحدثامن المنطقة الخضراء حيث يخضع لعلاج طبي أمريكي بعد إضرابه عن الطعام: أخذت القوات الأمريكية زميلنا المحامي حوالي الساعة 11 عشية الاثنين إلى منطقة الإعدام في الشعبة الخامسة في الاستخبارات وهو نفس المكان الذي أعدم فيه صدام. هناك سمحوا لطه رمضان الاتصال بأسرته. وقال لزميلنا أنا ذاهب للمشنقة وواثق من براءتي ولن أهاب الموت. وتابع "قبل الساعة 3 فجرا التقى زميلنا مع طه رمضان لعشر دقائق، وكانت معاملته جيدة، وسمحوا له أن يتوضأ، وبعد ذلك تلوا عليه قرار الحكم وقرار تصديقه من رئيس مجلس الوزراء، وكان حاضرا منقذ الفرعون المدعي العام، وممثل عن وزارة الداخلية، ومستشار رئيس الوزراء باسم الحسيني، وأحد قضاة المحكمة الجنائية. وذكر بديع عارف أن أبرز ما قاله طه ياسين رمضان في جلسته مع زميلهم لمدة 10 دقائق هو وصيته لأسرته التي طلب منه نقلها إليهم، والتي تتضمن دعوتهم للزكاة، وقراءة القرآن يوميا، وإرسال أحد منهم للحج نيابة عنه. وقال "يشهد الله أنهم لفقوا هذه التهمة ضدي وستظهر الحقيقة يوما، وأطلب من الله أن ينتقم لي من هؤلاء الذين تسببوا بإعدامي". وأشار بديع عارف، نقلا عن زميله، إلا أنه طه ياسين رمضان "كان جاهزا لملاقاة ربه واتجه نحو منصة الإعدام التي أعدم عليها صدام حسين، بخطوات ثابتة، وقرأ سورة الفاتحة بصوت عال أكثر من اللازم لعدة مرات وبعدها تم تنفيذ الحكم". وشدد بديع عارف على أن "مكان إعدام طه ياسين رمضان هو نفس المكان الذي أعدم فيه صدام أي الشعبة الخامسة بالكاظمية بدائرة الاستخبارات"، وهذا يناقض ما أعلنه باسم رضا الحسيني مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي الذي صرّح "استخدمنا مكانا مختلفا هذه المرة لم يكن المكان ذاته حيث تم إعدام صدام". وبعد تنفيذ حكم الإعدام نقل جثمان طه ياسين رمضان إلى الطب العدلي ثم بعد ذلك دفن الساعة الواحدة ظهرا بجوار قبر صدام وعلى يسار قبر عواد البندر في بلدة العوجة, شمال بغداد. وقد أعدم رمضان فجر الثلاثاء بالتزامن في الذكرى الرابعة للاجتياح الأمريكي للبلاد، بعد إدانته بقتل 148 شيعيا في الثمانينيات. وطه ياسين رمضان (سني كردي) اعتقل في أغسطس/آب 2003 على أيدي مقاتلين أكراد في الموصل (370 كلم شمال بغداد) وسلم إلى القوات الأمريكية. وكان قريبا من صدام حسين وأسس عام 1970 "الجيش الشعبي"، القوة شبه العسكرية التابعة لحزب البعث, وكان عضوا في مجلس قيادة الثورة أعلى هيئة حاكمة في العراق. وشغل منصب نائب الرئيس منذ عام 1991 وكان أحد أبرز المعارضين لعمليات التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل التي تولتها الأممالمتحدة، كما اتهمه عراقيون في المنفى بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خصوصا بسبب ضلوعه في قتل أكراد عام 1988.