الأنسولين هو العلاج الوحيد المتعارف عليه دولياً بين الأوساط الطبية لعلاج مرضي السكري خاصة النوع الأول، وقد يتعرض مريض السكري إلى مضاعفات خطيرة في حالة عدم تناوله بشكل منتظم، لذا يبقى الأمل الأوحد لمرضي السكري هو كسر جمود هذه القاعدة الطبية، والاستغناء عن الأنسولين في علاج المرض. وفي هذا الصدد، يتوقع البروفيسور بيرنهارد هيرنج، رئيس قسم الأبحاث في جامعة مينيسوتا، إجراء أول عملية زرع لخلايا البنكرياس التي تفرز الانسولين في الإنسان عام 2010، الأمر الذي يعد بمثابة أمل جديد لمرضى السكري، للتخلص من هذا الداء اللعين. وتوقع البروفيسور أن يتوصل العلم أيضاً إلى نقل خلايا بيتا، التي تفرز الأنسولين، من الحيوانات إلى الإنسان خلال 12 سنة. وطبقا لما ورد بجريدة "الشرق الأوسط"، أكد هيرنج أن التحضيرات الأولية لإجراء عملية زرع خلايا البنكرياس في الإنسان تجري على قدم وساق في جامعة مينيسوتا، وإذ يواجه العلم صعوبة بالغة في زرع الأعضاء الحيوانية الكاملة في جسد الإنسان، فإنه حقق تقدما كبيرا على صعيد زرع مجاميع من الخلايا فقط. وأضاف: "يبدو الخنزير أفضل متبرع بخلايا الإنسولين للإنسان لأن الأمراض الحيوانية لا تنتقل منه إلى الإنسان، ثم أن العلم نجح في تنسيل خنازير محورة وراثيا ويمكن لجسم الإنسان تقبل خلاياها دون أن يلفظها كأجسام غريبة". وفي نفس الصدد، تمكن عدد من المرضى المصابين بداء السكري من النوع الاول "السكري الشبابي" - الذين يحتاجون إلى حقن أجسامهم بحقن علاجية من الانسولين - لأول مرة في تاريخ الطب من التوقف عن تناوله، بعد نجاح العلماء في وقف تطور المرض لديهم، بعد زرع خلايا جذعية استخلصت من داخل أجسامهم مرة أخرى، الأمر الذى يمثل نقطة تحول في تاريخ الطب. وقد بدأت اجسامهم تفرز الأنسولين طبيعياً مرة اخرى، ولم يكن أغلبهم بحاجة إلى استعمال حقن الأنسولين العلاجية لفترات مختلفة، امتدت أحداها إلى ثلاث سنوات. ويعتبر داء السكري من النوع الأول، أحد أمراض المناعة الذاتية، التي يقوم فيها جهاز المناعة في الجسم بمهاجمة خلايا بيتا المفرزة للأنسولين داخل البنكرياس، وتدميرها. وبحسب الأطباء، فإن المرض لا يكتشف عادة إلا بعد أن تنضب نسبة كبيرة من هذه الخلايا، ولعلاج المرض، يحقن المريض نفسه يوميا بحقن الأنسولين لتنظيم سكر الدم لديه. أما النوع الثاني من السكري "السكري الكهلي" فيصيب الكبارعادة، ولا يحتاج غالباً إلى حقن الأنسولين، بل إلى خفض الوزن والغذاء الصحي والرياضة. وقد أشرف على البحث - الذي شكل اكتشافاً علميا مثيراً، علماء في جامعة ساو باولو في البرازيل برئاسة البروفيسور جوليو فولتاريلي وباحثون أمريكيون في شيكاغو، ودرس العلماء 15 متطوعا من المرضى البرازيليين، تتراوح أعمارهم بين 14 و31 عاما، من الذين اكتشفت اصابتهم بالسكري قبل فترة وجيزة، أي الذين لم تنضب لديهم بعد، وبشكل كبير، قدرات الخلايا المفرزة للأنسولين. في سياق الحديث عن علاج داء السكري اللعين، تمكن علماء صينيون من قبل من التوصل إلى اكتشاف جزئ رئيسي يمكن أن يساهم في علاج مرض السكري. وأوضح العلماء أن هذا الجزيء مركب قادر على السيطرة على مرض السكري لدى الفئران، مما يساهم في إنتاج أدوية تؤخذ عن طريق الفم لعلاج مرض السكري الأكثر انتشاراً بين البشر. وأشارت الدراسة التي وردت في نشرة الأكاديمية الوطنية للعلوم، إلى أنهم عزلوا هذا الجزيء بعد استعراض الآف الجزيئات لرصد تلك التي لديها خصائص شبيهة بخصائص الهرمونات البشرية المنظمة للجلوكوز، حيث اتضح أن هذه الهرمونات تتيح تنظيم مستوى الجلوكوز لدى مرضى السكر. من جهة اخرى توصل فريق بحثي ألماني إلى عقار جديد مستخلص من لعاب السحالى الامريكية، يمكنه السيطرة على مستوى الجلوكوز في الدم، مما يساعد فى تفادى حدوث هبوط مفاجئ فى مستوى السكر. فقد عزل الباحثون مادة تعرف ب"إيكسيناتيد"، وهي مادة تعمل عمل هورمونGLP-1 الذي ينشط فرز الإنسولين من البنكرياس، كما يلعب الهرمون دوراً أساسياً في تفريغ المعدة من المحتويات، فضلاً عن كبت الشعور بالجوع، لذا يمكن استخدامه فى السيطرة على العديد من العوامل المسببة لارتفاع مستوى السكر في الدم. وقد كشفت التجارب السريرية نجاح العقار في خفض مستوى السكر فى الدم دون أن يؤدي إلى نوبات انخفاض السكري المعروفة ، فهو يختلف عن هورمون GLP-1 من ناحية الثبات ووصوله إلى البنكرياس، بعد زرقه تحت الجلد، من دون أن يتأثر من ناحية التركيب والمفعول ، كما أظهرت التجارب قدرة العقار على خفض أوزان المصابين بالسكر .