أعلن الرئيس الباكستاني، الجنرال برويز مشرف، الأربعاء عزمه التخلي عن قيادة الجيش والقوات المسلحة بحلول نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. وحذر مشرف من أن استجابته للمطالب المعارضة بالاستقالة ستودي بالبلاد لحالة من الفوضى، واتهم رئيسة الوزراء السابقة، بنظير بوتو، التي تقيم في بيتها قيد الإقامة الجبرية، بأنها أضافت المزيد من الفوضى والاضطرابات في البلاد. وجاء إعلان مشرف هذا في تقرير لوكالة الأسوشيتد برس، غير أنه لم يتسن التأكد من صحة الأنباء من مصادر مستقلة. من جهتها، قالت الشرطة الباكستانية الأربعاء، إنها أوقفت القيادي المعارض عمران خان في مدينة لاهور التي ظهر فيها لأول مرة منذ أسابيع كان خلالها متوارياً عن الأنظار، بعد مداهمة قوى الأمن منزله لاعتقاله. وقد تم توقيف خان، الذي اكتسب شهرة عالمية بعد سطوع نجمه كلاعب محترف للكريكت قبل أن يؤسس حزب العدالة، خلال تظاهرة طلابية للمعارضة بحرم إحدى الجامعات. وجاء ذلك بعد يوم واحد فقط على دعوة رئيسة الوزراء السابقة، بنظير بوتو، الرئيس برويز مشرف للاستقالة، مبددة أي خطط غربية لإجراء تسوية بين الطرفين، فيما اعتبرت السفيرة الأمريكية في باكستان، خطوات مشرف الأخيرة بتعليق العمل بالدستور واعتقال القضاة والمحامين بأنها تهدد جهود البلاد الديمقراطية. وقالت السفيرة، آن باترسون، في كلمة لها أمام "الجامعة القومية للعلوم الدفاعية": "لقد تراجع التوجه الديمقراطي في باكستان بصورة خطيرة" جراء أحداث الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي. وأضافت باترسون قائلة: إن الولاياتالمتحدة "تحث حكومتكم على ألا تلغي خلال أسابيع ما تم تحقيقه خلال سنوات.. إن سفارتنا وقنصلياتنا تحاول التأكد من أن ممثلي ومندوبي الأعمال الأمريكيين يعلمون أن باكستان مكاناً جيداً للأعمال، ولطالما اهتممت شخصياً بإلقاء الضوء على الفرص الهائلة التي توفرها بلدكم." ونوهت السفيرة الأمريكية بالتقدم الاقتصادي في باكستان، وبخاصة نسبة النمو البالغة 7 في المائة، كانت واحدة من أعظم إنجازات إدارة الرئيس مشرف. غير أن باترسون أوضحت أن فرض الأحكام العرفية وحالة الطوارئ في البلد تعرض النمو الاقتصادي والطموحات الباكستانية للخطر. أعلن مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى الثلاثاء أنه من المتوقع أن يتجه نائب وزيرة الخارجية، جون نيغروبونتي، إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد في وقت لاحق هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع الرئيس الباكستاني، الجنرال برويز مشرف. وأفاد المسؤولون بالخارجية الأمريكية، في تصريح لشبكة CNN، أنه من المتوقع أن يمارس نيغروبونتي ضغوطاً على مشرف بهدف إنهاء حالة الطوارئ في البلاد، وأن يلتزم بدعواته لإجراء انتخابات في يناير/كانون الثاني المقبل. وقال المسؤولون إن الولاياتالمتحدة معنية بصورة كبيرة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وأن هذا لن يكون ممكناً في ظل الأحكام العرفية وحالة الطوارئ التي فرضها مشرف على باكستان مؤخراً. وقالت المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في باكستان، ليز كولتون، إن زيارة نيغروبونتي كانت مقررة في وقت سابق، كجزء من الحوار الاستراتيجي بين البلدين. وتتضمن المحادثات الاستراتيجية بين الدولتين الحليفتين قضايا الحرب على الإرهاب، غير أن كولتون أوضحت أنه وفقاً للمعطيات والمستجدات الأخيرة في باكستان، فإن هذه التطورات ستنعكس في المحادثات بين الجانبين.