عيّن الرئيس الباكستاني، الجنرال برويز مشرف، حليفه المقرب رئيس مجلس الشيوخ، محمد أمين سومرو، رئيساً لوزراء حكومة تصريف الأعمال، بحسب ما أعلنت وسائل الإعلام الرسمية الخميس. وسوف يقسم سومرو اليمين الدستورية كرئيس لوزراء حكومة تصريف الأعمال صباح الجمعة، وفق ما صرحت به مصادر حكومية لCNN. ولم يعرف بعد ما إذا كان سومرو أم مشرف نفسه سيعلن بقية الوزراء في حكومة تصريف الأعمال. يشار أن محمد أمين سومرو كان قد شغل سابقاً منصب حاكم ولاية السند، ثم تم تعيينه رئيسا لمجلس الشيوخ الباكستاني، وهو أحد المناصب المهمة، لأن من يشغل هذا المنصب يمكنه أن يقوم بمهام الرئيس عندما يغادر في زيارات خارج البلاد. وسوف يشرف سومرو، بصفته الجديدة، على الإجراءات البرلمانية قبل الانتخابات التشريعية التي تعهد الرئيس الباكستاني بإقامتها في التاسع من يناير/كانون الثاني المقبل. وفي الأثناء، عبرت زعيمة المعارضة الباكستانية ورئيسة الوزراء السابقة، بنظير بوتو، الخميس عن أملها بتشكيل حكومة وحدة وطنية لتحل محل الرئيس الحالي، الجنرال برويز مشرف، قبل الانتخابات المقبلة. وأوضحت بوتو إنها على اتصال مع أحزاب المعارضة بهدف إشراكهم في هذه الحكومة. وقالت بوتو: "إنني على اتصال بأحزاب المعارضة وأجري معهم محادثات لمعرفة ما إذا كانوا في وضع يخولهم المشاركة.. نحن بحاجة إلى رؤية ما إذا كنا نستطيع تشكيل حكومة وحدة وطنية تحظى بالإجماع الوطني يمكنها أن تستلم زمام السلطة"، وفقا لتصريح لها للأسوشيتد برس. ورفضت بوتو الإجابة على سؤال حول من سيقود الحكومة المقترحة، مشيرة إلى أن المفاوضات ستحدد ذلك. وكان مشرّف ومستشاروه ، قد عكفوا على بحث قائمة أسماء وزراء الحكومة المؤقتة لتصريف الأعمال، والمتوقع أن تعلن الجمعة، مع ترجيح حل البرلمان الخميس، في وقت أجرى فيه زعيمان من المعارضة الباكستانية محادثات حول تشكيل تحالف موّحد في وجه مشرّف. هذا وتنتهي فترة ولاية مشرّف الدستورية مع حل البرلمان، استباقا لإجراء الانتخابات التشريعية التي تعهد الرئيس الباكستاني بإقامتها في التاسع من يناير/كانون الثاني المقبل، دون أي وعود حتى الآن رغم الضغوط الدولية، برفع حالة الطوارئ في البلاد. بموازاة هذه التطورات السياسية المتسارعة، نقلت وكالة أسوشيتد برس أن دبلوماسيا أمريكيا عبر الأسلاك الشائكة والحواجز بموافقة السلطات، للقاء زعيمة حزب الشعب ورئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنظير بوتو، الموضوعة تحت الإقامة الجبرية منذ ثلاثة أيام في منزلها في مدينة لاهور. وقالت المتحدثة باسم بوتو شيري رحمن، إن بريان هنت القنصل الأمريكي العام في مدينة لاهور، يقوم بزيارة "مجاملة" ليس إلا. وبالرغم من تنامي الضغوط الدولية على الرئيس الباكستاني برويز مشرف، إلا أن الأخير لم يلن إزاءها، كما لم يعط أي مؤشرات حول نيته برفع حالة الطوارئ التي فرضها في البلاد، قبل إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة، مصرحا الأربعاء بأنه يرفض تلقي أي تحذيرات من أي جهة. موقف مشرّف الرافض للتدخلات الخارجية جاء في مقابلة أجرتها معه وكالة أسوشيتد برس، والتي تستبق محادثات مزمعة له مع جون نيغروبونتي، نائب وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، في العاصمة الباكستانية في عطلة نهاية هذا الأسبوع. وكشفت مصادر رفيعة في الخارجية الأمريكية لشبكة CNN أن نيغروبونتي سينقل لمشرّف موقف واشنطن المعارض لحالة الطوارئ التي فرضها وضرورة إلغائها. كذلك يواجه الرئيس الباكستاني ضغوطا من منظمة الكومنولث التي هددت بتعليق عضوية باكستان فيها (53 دولة) ما لم يرفع حالة الطوارئ بحلول الثاني والعشرين من الشهر الجاري. وفي مقابلته مع وكالة أسوشيتد برس الأربعاء قال مشرّف بشأن تهديد الكومنولث: "لا أتلقى تحذيرات من أي أحد" فيما جاء رده حول محادثاته المرتقبة مع نيغروبونتي بالغامضة. وقال مشرّف "سنتحدث.. لكننا لسنا هنا لإرضاء المخاوف الخارجية." لكن الرئيس الباكستاني استطرد قائلا إنه يفضل التواصل مع هذه القوى وإن كان همه الأساسي هو "باكستان." وأوضح أن القضية الوحيدة العالقة بينه وبين الإدارة الأمريكية منذ تحديد موعد الانتخابات التشريعية في التاسع من يناير/كانون الثاني المقبل، هي مسألة إلغاء حالة الطوارئ. وفي شأن التخلي عن قيادة الجيش والقوات المسلحة بحلول نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أكد مشرف عزمه على ذلك، ليعود ويتراجع قائلا، إن ذلك يعتمد على موافقة المحكمة العليا الجديدة على نتائج انتخابات الرئاسة الأخيرة. وحذر مشرف من أن استجابته لمطالب المعارضة بالاستقالة ستودي بالبلاد لحالة من الفوضى، واتهم رئيسة الوزراء السابقة، بنظير بوتو، التي تقيم في بيتها قيد الإقامة الجبرية، بأنها أضافت المزيد من الفوضى والاضطرابات في البلاد. ويتهم خصوم مشرّف السياسيين من تدخلاته في التعيينات الأخيرة في المحكمة العليا التي فجرت الأزمة الحالية، لضمان حظوظه لولاية ثانية، وما أن تقر المحكمة النتائج سيكون على مشرف التخلي عن قيادة الجيش، وهو ما كان قد تعهد به ما أن يؤدي القسم الدستوري لولاية أخرى. ويتوقع أن تتسلم حكومة تصريف أعمال الجمعة زمام الأمور في باكستان، ما يتزامن مع حل البرلمان استباقا للانتخابات التشريعية المقبلة. وقال مشرّف في هذا الخصوص انه تشاور مع أحزاب المعارضة حول تشكيل حكومة مؤقتة، إلا أنه بقي غامضا بشأن أية تفاصيل إضافية. وكل ما قاله الرئيس الباكستاني "ننظر في أسماء (من أحزاب المعارضة) لكن لا أريد أن أبدي التزاما في هذه اللحظة، سيتم النظر فيها غدا (الخميس)." مقابلة مشرّف جاءت فيما أحكمت السلطات الباكستانية طوقها على قيادة المعارضة، باعتقال زعيم حركة "الانصاف" عمران خان، ووضع زعيمة حزب الشعب بنظير بوتو تحت الإقامة الجبرية لسبعة أيام