رحب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور (محمد البرادعي ) بالتقرير الذي أصدرته وكالة استخبارات أمريكية الاثنين الماضي، والذي أفاد بأن إيران علقت منذ عام 2003 جهودها لامتلاك سلاح نووي، رغم تلميح التقرير إلى احتمال أن تكون طهران قادرة بين عامي 2010 و2015 على إنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع سلاح نووي. وقال الدكتور البرادعي في بيان وزع على الصحافة مساء أمس الثلاثاء 4/ديسمبر/2007 بأنه اطلع بارتياح شديد على ما ورد في هذا التقرير الأمريكي الجديد، ولاسيما التأكيد بعدم وجود برنامج نووي إيراني للأغراض العسكرية. وأكد أن التقرير يتماشى وتقييم الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي ورد في بياناتها على مدى السنوات القليلة الماضية، والتي كانت تشير على الدوام بأنه لا يوجد لدى الوكالة أدلة ملموسة على وجود برنامج نووي مستمر أو مرافق نووية لم يتم الإعلان عنها في إيران. وقال الدكتور البرادعي في بيانه إن التقرير الجديد ينبغي أن يساعد في نزع فتيل الأزمة الحالية المتعلقة ببرنامج إيران النووي، داعياً جميع الأطراف المعنية للدخول فورا في محادثات جديدة مع إيران وأضاف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يقول بأنه يتعين على إيران إيضاح بعض الجوانب المهمة المتعلقة بأنشطتها النووية الماضية أو تلك التي تجريها حاليا. هذا وقد أصابت النتائج الجديدة أصدقاء الولاياتالمتحدة وخصومها بالدهشة، بعد سنوات من تصريحات خطابية صادرة من واشنطن، تتهم إيران بالمضي في برنامج سري للأسلحة النووية، بما في ذلك تحذير من جانب بوش بأن إيران مسلحة نوويا ستؤدي إلى حرب عالمية ثالثة. لكن التعبير الأوضح جاء من الصين، التي أكدت معارضتها فرض عقوبات دولية جديدة على إيران، لاعتبارها أن "الأمور تغيرت"، وذلك رغم إعلان دبلوماسيين في نيويورك أن سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا سيتسلمون قريبا، ،عناصر لصياغة مشروع قرار عقوبات جديد. ولم تتوان طهران عن استغلال التحول في موقف الاستخبارات الأمريكية، فطالبت بتعويضها عن "الاتهامات الخيالية" التي كالتها لها إدارة بوش على مدى سنوات، مشددة على أن هذا التقرير يسحب الذريعة من أيدي المسؤولين الأمريكيين ويؤكد على ضرورة إعادة ملفها إلى مكانه الطبيعي، أي الوكالة الذرية في فيينا.