لا يزال التقرير الذي أصدرته المخابرات الأمريكية حول وقف إيران برنامجها للأسلحة النووية منذ 4 سنوات يثير المزيد من ردود الفعل الدولية، كان آخرها "تلميح" الصين مساء الثلاثاء 4-12-2007 إلى أنه سيصعب إقناعها بتشديد العقوبات على إيران بعد المعلومات الجديدة.وتحولت هذه المعلومات إلى مادة ساخنة للمرشحين الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة الأمريكية، دفعتهم لإدانة "قرع طبول الحرب" ضد إيران، بعد خطاب بوش تعقيباً على التقرير، والذي أصر فيه على أن إيران "كانت تمثل، وتمثل الآن، وستمثل في المستقبل" خطراً. كما استند محللون سياسيون إلى التقرير لاستبعاد شن الولاياتالمتحدة هجوماً عسكرياً على طهران.وقال رئيس شبكة الأمن القومي البحثية والعضو السابق في مجلس الأمن القومي راند بيرس، إن التقرير "يلقي بماء بارد على جهود أولئك الذين يحثون على مواجهة عسكرية مع إيران"، فيما اعتبر المحلل في موقع "غلوبال سيكيورتي" جون بايك أن "مع قرب رحيل بوش عن البيت الابيض وتقليل وكالات الاستخبارات من الشعور بالأهمية العاجلة للأمر، فإن الاحتمال الاكبر أن يترك بوش قرار القيام بعمل عسكري للرئيس المقبل". وقد شدد محلل استخباراتي إسرائيلي على أن التقرير "يعني انه لن تكون هناك ضربة وقائية أمريكية ضد إيران في المستقبل المنظور"، مضيفاً بأن ذلك يفيد بعدم وجود "ضوء أمريكي أخضر لهجمة إسرائيلية" ضد الجمهورية الإسلامية، وفق ما نقلت صحيفة "السفير" اللبنانية الأربعاء 5-12-2007.وأصابت النتائج الجديدة أصدقاء الولاياتالمتحدة وخصومها بالدهشة، بعد سنوات من تصريحات خطابية صادرة من واشنطن، تتهم إيران بالمضي في برنامج سري للأسلحة النووية، بما في ذلك تحذير من جانب بوش بأن إيران مسلحة نوويا ستؤدي إلى حرب عالمية ثالثة. لكن التعبير الأوضح جاء من الصين، التي كانت أول من دعا أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى أخذ الاستنتاجات الجديدة في الحسبان، مشيرة أنها قد لا توافق على فرض عقوبات دولية جديدة على إيران، لاعتبارها أن "الأمور تغيرت"، وذلك رغم إعلان دبلوماسيين في نيويورك أن سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا سيتسلمون قريبا، ربما الجمعة، عناصر لصياغة مشروع قرار عقوبات جديد. ولم تتوانى طهران عن استغلال التحول في موقف الاستخبارات الأمريكية، فطالبت بتعويضها عن "الاتهامات الخيالية" التي كالتها لها إدارة بوش على مدى سنوات، مشددة على أن هذا التقرير يسحب الذريعة من ايدي المسؤولين الأمريكيين ويؤكد على ضرورة إعادة ملفها إلى مكانه الطبيعي، أي الوكالة الذرية. وقال كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي للصحفيين، في وقت مبكر من الأربعاء، عقب عودته إلى طهران من زيارة إلي روسيا "هم قالوا في التقرير إن نشاط إيران النووي سلمي بعد 2003 وامل ان يقولوا في تقريرهم القادم أن كل انشطة إيران كانت سلمية منذ البداية".المصدر/ العربية نت