كشف مسؤول جيبوتي رفيع المستوى أن بلاده تلقت عرضا أمريكيا باستضافة مقر القيادة الجديدة للقوات العسكرية الأمريكية فى أفريقيا على أراضيها. وقال محمود على يوسف وزير خارجية جيبوتي ل"العربية نت" إن بلاده لا تمانع فى قبول العرض الأمريكي طالما أنه سيحقق لها مكاسب اقتصادية. وأضاف أن "جيبوتي تستضيف الآن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب الذي تعتبر القوات الأمريكية عموده الفقري منذ 3 سنوات ولدينا عقد ينتهي عام 2015, ومثلما عرضت الادارة الأمريكية على جميع الدول الأفريقية, فقد عرضت علينا استضافة القيادة المركزية أو ما يسمى بالمقرات الإقليمية التابعة لها. ويبلغ عدد القوات الأمريكية في جيبوتي قرابة 1900 جندي، كما أسس البنتاجون مجموعة من القوات الخاصة مقرها هناك لكي تعمل عن كثب مع إثيوبيا وكينيا وبعض حكومات القارة الأفريقية الأخرى، لمواجهة الإرهاب. ومن المتوقع أن تثير هذه التصريحات ردود أفعال افريقية غاضبة، خاصة وأن بعض الدول الأفريقية أهمها ليبيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا، أبدت تحفظات بشأن تشكيل قيادة عسكرية أمريكية جديدة في أفريقيا، في خطوة قد تكون مؤشراً لتوسع النفوذ الأمريكي في القارة السوداء. ونفى يوسف ما تردد حول احتمال قيام الولاياتالمتحدة بشن ضربات عسكرية ضد ما تعتقد أنها أوكار للإرهابيين المحسوبين على تنظيم القاعدة والتنظيمات المتشددة الموالية له, فى أعقاب زيارة وزير الدفاع الأمريكي الأخيرة إلى جيبوتي وقال يوسف"غير صحيح أن الإدارة الأمريكية تخطط لضرب الصومال, ولم يناقش وزير الدفاع الأمريكي معنا أي خطط لشن ضربت عسكرية ضد الصومال , ولا نعتقد أن هذا مطروح أمريكيا على الأقل فى الوقت الراهن". وأضاف "حينما كانت الطائرات الأمريكية تغير على مناطق جنوب الصومال ترددت هذه التكهنات وبرهنا على عدم صحة ذلك وأن هذه الطائرات خرجت من قواعد أخرى فى المنطقة". وشدد على أن أي نشاط عسكري يتم بالتنسيق بين قوات التحالف الدولية والحكومة الجيبوتية التي لا تقبل أن تكون أراضيها منصة للاعتداء على أي دولة مجاورة أو صديقة. واعتبر وزير خارجية جيبوتي أن بلاده بحكم موقعها الجيو استراتيجي وبسياستها الرامية لإحلال السلام فى الصومال وتخفيف العلاقات المتوترة بين إثيوبيا واريتريا, اختيرت من قبل الإدارة الأمريكية كدولة فاعلة ونافذة تسعى بمجهود جبار لاحلال الأمن والسلام فى المنطقة. وأضاف:" نحن كحكومة جيبوتي ليس لدينا مانع وقلنا هذا الكلام سابقا, التحالف الموجود الآن يمكن أن يتحول إلى مقر اقليمى أو قيادة مركزية طالما هناك قوات أمريكية موجودة فى جيبوتي ولا ننكر ذلك, وطالما أننا نعمل فى إطار الحفاظ على الآمن والاستقرار فى المنطقة ومكافحة الإرهاب. وتابع:" قلنا وكررنا إن جيبوتي لا تمانع فى استضافة القيادة المركزية أو أي مقر اقليمى لها". ولفت يوسف إلى أن الزيارة المفاجئة التي قام بها مؤخرا وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس لجيبوتي تناولت هذا الملف من بين الموضوعات التي استعرضها مع الرئيس الجيبوتى إسماعيل عمر جيلة وكبار المسؤولين هناك. لكن وزير الخارجية الجيبوتى عاد ليقول:"ليس هناك إلى الآن أي إشارة أو قرار صدر على المستوى الرسمي للإدارة الأمريكية باختيار بلد أو آخر أو لوضع هذه القيادة فى مكان ما على القارة الأفريقية". وأضاف: "المشاورات مستمرة ونعتقد أنها ستسفر عن نتيجة ايجابية وستتخذ الإدارة الأمريكية قرارها بناء على هذه المشاورات". وقال وزير الخارجية الجيبوتى محمود على يوسف "نحن بلد صغير له أوضاع خاصة واقتصادنا يعانى من التقلبات والاضطرابات فى المنطقة، وارتفاع سعر البترول ينعكس أيضا على اقتصادنا, واستضافة القوات الأجنبية وكل ما يترتب عليه من جوانب اقتصادية يعود علينا بالمنفعة، وإذا توسعت هذا سيكون له بالقطع مرود اقتصادي وفى مجالات كثيرة ونحن نرحب بذلك بدون أدنى شك". وكشف وزير خارجية جيبوتي محمود على يوسف أيضا ل"العربية نت" إن بلاده استضافت مؤخرا محادثات سرية بين احمد ولد عبد الله المبعوث الخاص لمنظمة الأممالمتحدة للصومال وقياديين من تنظيم المحاكم الإسلامية وتحالف المعارضة الصومالية الذي يتخذ من العاصمة الاريترية مقرا له. وقال "نحن التقينا المبعوث الدولي واستشعرنا أنه يحاول وضع أسس مقاربة جديدة لحل الأزمة الصومالية من خلال الحوار بين الحكومة والعناصر المعتدلة على المحاكم وغيرها المعارضة لا تقتصر على الإسلاميين, هو طلب الاجتماع مع بعض الشخصيات ونحن سهلنا مهمته". وأكد يوسف أن الديبلوماسى الموريتاني السابق التقى رجل الأعمال الصومالي أبو بكر عمر أدن وهو تاجر كبير كان يسيطر على ميناء العاصمة الصومالية مقديشيو قبل دخول السلطة الصومالية ولديه بعض النفوذ على عناصر المحاكم, كما اجتمع مع إبراهيم عدو الناطق الرسمي باسم المحاكم الإسلامية. وأعرب وزير خارجية جيبوتي عن اعتقاده بان هذا المسعى الذي تقوم به بلاده محمود ومن شأنه أن يمهد الطريق للتوصل إلى صيغة حوار بين الحكومة وعناصر المعارضة المعتدلة. وأضاف "نحن طبعا نتواصل باستمرار مع جارتنا اثيوبيا والحكومة الصومالية, دورنا دائما سلمى ووسيط يحبذ حل الأزمة بطرق سلمية".