اجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارة الى دمشق الاحد 6-7-2008 محادثات مع الرئيس السوري بشار الاسد تناولت مفاوضات السلام في المنطقة, في وقت عبرت حركة حماس التي تتخذ قيادتها من سوريا مقرا, عن استيائها لرفض عباس لقاء مسؤولين في الحركة. واستقبل الرئيس السوري نظيره الفلسطيني في لقاء تناول الوضع الفلسطيني ومفاوضات السلام مع اسرائيل, بحسب ما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). وكان عباس صرح لدى وصوله الى العاصمة السورية ان "زيارته الى سوريا والمحادثات التي سيجريها مع الرئيس بشار الاسد تاتي في اطار التشاور والبحث حول القضايا التي تهمنا". واضاف في تصريح لوكالة سانا "نحن عندما ناتي الى سوريا ناتي الى بلدنا الثاني لنناقش الكثير من القضايا التي تهمنا سواء القضايا السياسية والمفاوضات او التهدئة في قطاع غزة والمبادرة الفلسطينية من اجل الوحدة الوطنية". وتابع "ان كل هذه القضايا تحتاج الى التشاور مع الاشقاء في سوريا, والى الحوار الذي سيتطرق ايضا الى العلاقات الثنائية بين البلدين". وكان في استقبال عباس في مطار دمشق وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وتتعثر المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ استئنافها في نوفمبر/تشرين الثاني بعد مؤتمر انابوليس (الولاياتالمتحدة) حول الشرق الاوسط. وقد صرح مسؤول حكومي اسرائيلي الاحد ان الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت سيلتقيان على انفراد على هامش قمة الاتحاد من اجل المتوسط المرتقب عقدها في باريس في 13 يوليو/تموز. وسيحضر هذه القمة ايضا الرئيس السوري. وبعد توقف دام ثمانية اعوام, استأنفت سوريا واسرائيل مفاوضات سلام غير مباشرة برعاية تركيا. وتطالب دمشق باستعادة كامل هضبة الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل في يونيو/حزيران 1967 وضمتها في 1981, مقابل السلام. من جهة ثانية, انتقد مصدر في حماس في العاصمة السورية "رفض" عباس مقابلة قادة الحركة المقيمين في سوريا وخصوصا رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل. وقال المصدر ان "رفض رئيس السلطة الفلسطينية مقابلة قيادة حركة حماس في دمشق هو نوع من الاستجابة للفيتو الاميركي الواضح الموضوع على الحوار". واضاف "نستغرب هذا الموقف من محمود عباس بعد ان اطلق مبادرته في الرابع من يونيو/حزيران للحوار ورحبت بها حماس". واكد المصدر ان "مبادرة عباس لن تكون ذات قيمة طالما ان هناك اذعانا للفيتو الاميركي". وفي يونيو/حزيران, دعا عباس الى الحوار مع حماس في موقف جديد بعد اعتماد سياسة رفض اي انفتاح طالما لم تتخل الحركة عن سيطرتها على قطاع غزة الذي استولت عليه بالقوة في يونيو/حزيران 2007. ورحبت حماس بدعوة عباس الى الحوار. وبدأ تطبيق تهدئة هشة في القطاع مع اسرائيل منذ 19 يونيو/حزيران. واعلن مسؤول عسكري اسرائيلي الاحد ان اسرائيل اعادت فتح المعابر بين اراضيها وقطاع غزة, موضحا انه لم يسجل اي انتهاك للتهدئة التي ابرمت مع حماس منذ الخميس. وقال الناطق باسم منسق الانشطة الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بيتر ليرنر ان "معابر صوفا وناحال عوز وايريز مفتوحة والبضائع وخصوصا الاسمنت والمحروقات يمكن ان تمر عبرها وكذلك مواد اساسية عديدة". واضاف ان "العبور ممكن ايضا للحالات الانسانية وخصوصا للاشخاص الذين عليهم الخضوع لعلاج طبي في اسرائيل". واكد ليرنر "اتخذنا هذا الاجراء لانه لم يسجل اي انتهاك للتفاهمات" غير المباشرة حول التهدئة التي ابرمت في 19 يونيو/حزيران بواسطة مصر. وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة اعلن السبت ان عباس لن يلتقي ايا من قادة حماس او الفصائل الفلسطينية الاخرى خلال زيارته لسوريا, مشيرا الى ان "ليس على برنامج الرئيس اي ارتباطات اخرى غير لقاء الرئيس بشار الاسد". وتعود اخر زيارة لعباس الى سوريا الى يناير/كانون الثاني 2007 وكان التقى مشعل خلالها.