دعا الرئيس التونسي زين العابدين بن على إلى ضرورة مراجعة دور صندوق النقد الدولي، وإلى إعادة النظر في الأسس التي يقوم عليها النظام المالي العالمي، وضرورة التنسيق بين الدول في مواجهة تأثيرات الأزمة. جاء ذلك في كلمة ألقاها بالنيابة عنه توفيق بكار محافظ البنك المركزي التونسي اليوم السبت في الجلسة الافتتاحية لندوة دولية حول "دور البنوك المركزية في بناء المجموعات الإقليمية وإدارة الأزمات المالية". واعتبر الرئيس التونسي أنه على الرغم من الجهود التي بذلتها المجموعة الدولية لمواجهة تفاقم الأزمة المالية الراهنة، فإن الوضع "مازال يبعث على القلق، ويستوجب المزيد من الجهد لاستنباط الحلول الكفيلة بإعادة الثقة في الأسواق المالية". ولفت إلى أن الأزمة المالية العالمية الراهنة أكدت ضرورة اليقظة وإرساء الآليات الكفيلة بتحليل الأوضاع المالية والمصرفية بشكل معمق، واستشراف التطورات والتقلبات على المستوى الدولي وتبعاتها. وأضاف أن هذه الأزمة التي "هي بلا شك الأكثر حدة منذ أزمة 1929، "تثير جملة من التساؤلات حول حتمية إعادة النظر في الأسس التي يقوم عليها النظام المالي العالمي، وضرورة تشريك الدول النامية في عملية إعادة الترتيب". وشدد الرئيس التونسي على ضرورة "مراجعة دور صندوق النقد الدولي في معالجة المسائل المالية والنقدية العالمية،وذلك بإسناده صلاحيات شمولية في المجال والتزام كل الدول بما فيها المتقدمة بعمليات تقييم القطاع المالي التي تنجزها هذه المؤسسة الدولية". ودعا في هذا السياق إلى صياغة "مدونة سلوك في شكل اتفاقية دولية تحت راية الأممالمتحدة تلتزم بها جميع الجهات الرقابية بهدف تأطير طرق عمل الجهاز المالي والأدوات المالية التي يستعملها، والحيلولة دون تضخم حجم الأموال المتداولة". كما دعا الدول "مزيد التنسيق في ما بينها في المجالات الاقتصادية والمالية والنقدية بما يعزز قدراتها على استباق الأحداث والتوقي من المخاطر والمحافظة على استقرار أسواقها المالية". ومن جهة أخرى، شدد الرئيس بن على على أن التحولات الاقتصادية العالمية والتحديات الكبيرة التي تواجهها جهود التنمية،تحتم على دول الإتحاد المغاربى التسريع في نسق إنجاز المشروع الاندماجي المغاربى باعتباره شرطا أساسيا لمواكبة تلك التطورات والتوقي من انعكاساتها السلبية. وقال إن البناء المغاربى يعد بالنسبة إلى تونس"خيارا إستراتيجيا سعينا منذ التغيير إلى إرسائه وتدعيمه إيمانا منا بضرورة تضافر الجهود لرفع التحديات الإقليمية والدولية التي تطرحها التحولات التي يشهدها العالم اليوم". وأضاف الرئيس التونسي أن بلاده انصهرت منذ البداية في مبادرة صندوق النقد الدولي حول الاندماج المغاربى وكذلك في جملة المبادرات التي استهدفت دعم التبادل التجاري وتسهيل وسائل تمويل التجارة الخارجية وملاءمة أنظمة الدفع والتشريعات المصرفية والمالية وحفز القطاع الخاص على استكمال مسار التكامل والاندماج المغاربى من خلال دفع الاستثمار الخاص وتعزيز دوره في التنمية الاقتصادية لدول المنطقة".