قال رئيس الوزراء اللبناني عمر كرامي إنه ليس لديه نية في الاستقالة من رئاسة الحكومة إلا إذا حجب المجلس النيابي الثقة في حكومته. وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن كرامي سيطرح الثقة في حكومته حتى لو لم تطرحها المعارضة. وكان كرامي بذلك يوضح تصريحا له نقلته بعض الصحف اللبنانية اليوم يتضمن استعداده للاستقالة من منصبه شرط التفاهم على حكومة جديدة تجنبا للوقوع في فراغ دستوري. وأبدى كرامي استعداد حكومته للحوار مع المعارضة "من دون أي شروط حتى على موضوع الانسحاب السوري ولكن ضمن ما ينص عليه اتفاق الطائف" الذي وافقت عليه القوى اللبنانية عام 1989. وجاءت تصريحات كرامي ردا على طلب المعارضة من رئيس البرلمان نبيه بري طرح مسألة الثقة على جدول أعمال المجلس وهو ما وافق عليه بتحديد موعد 28 فبراير/شباط الجاري لعقد جلسة موسعة مخصصة لمناقشة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري بدون استبعاد طرح الثقة بالحكومة. وكان البطريرك الماروني نصر الله صفير قد دعا أيضا أمس إلى رحيل الحكومة متجاوبا مع مطالب المعارضة التي حركت مسيرات ومظاهرات في لبنان لهذا الغرض. وفي هذا السياق أفاد مراسل الجزيرة في بيروت بأن المعارضة اللبنانية ستعقد في منطقة المختارة بجبل لبنان لقاء لبحث الخطوات المزمع اتخاذها أثناء جلسة البرلمان الاثنين القادم والتي سيطرح فيها حجب الثقة عن الحكومة. من ناحية ثانية بدأت مصر جهودا مع سوريا لمساعدتها على التعامل مع الضغوط المتزايدة عليها من قبل الولاياتالمتحدة وأوروبا بعد اغتيال الحريري. فبعد أن أرسل الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الأربعاء رئيس المخابرات اللواء عمر سليمان كمبعوث شخصي له للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، قال اليوم في تصريحات صحفية من شرم الشيخ إنه تحدث مع الرئيس بشار الأسد أمس هاتفيا وناقشه في الأمر، معتبرا أن سوريا "لن تستطيع أن تقف ضد الضغوط المبذولة من المجتمع الدولي كله". وأكد مبارك أن "سوريا كانت بصدد إعادة انتشار لقواتها في لبنان والرئيس السوري كان قد وعدني بهذا بعد أن التقينا في شرم الشيخ أخيرا وأعتقد أنه ينوي عمل ذلك". ودعا مبارك الشعب اللبناني إلى موقف موحد قبل الدخول في مفاوضات مع سوريا بشأن انسحابها من لبنان. جاء ذلك في وقت دعا فيه الرئيس الأميركي جورج بوش اليوم سوريا لسحب قواتها العسكرية وأجهزة استخباراتها أيضا من لبنان. وأكد بوش في مؤتمر صحفي بعد محادثات مع المستشار الألماني غيرهارد شرودر أن واشنطن تنتظر كيفية استجابة سوريا قبل إمكانية السعي لدى الأممالمتحدة لفرض عقوبات. جاء ذلك بعد أن أعلنت الخارجية الأميركية أنها ستوفد نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفد ساترفيلد إلى لبنان قريبا لبحث التطورات اللاحقة على اغتيال رفيق الحريري. وفي الإطار نفسه نظم اتحاد الصحفيين السوريين اعتصاما أمام مقر الاتحاد بدمشق للتنديد باغتيال الحريري وبما سموه المؤامرة التي تحاك ضد سوريا ولبنان لتخريب العلاقات بين البلدين. يأتي ذلك غداة توجيه 130 مثقفا عريضة تسلمت الجزيرة نسخة منها دعت السلطات السورية إلى "تهدئة" العلاقات السورية اللبنانية.