أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباماأنه سيسحب معظم القوات الأمريكية وينهي العمليات القتالية في العراق بحلول 31 أغسطس 2010، لينهي بذلك ست سنوات من الاحتلال الأمريكي للعراق وأكد أن التركيز مستقبلا سيكون على أفغانستان، التي سترسل واشنطن مزيدا من القوات إليها. وفي خطاب ألقاه أوباما أمس في قاعدة ليجوين التابعة لمشاة البحرية الأميركية (المارينز) في كارولينا الشمالية بحضور وزير دفاعه روبرت غيتس ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأميرال مايكل مولن أعلن الرئيس الأميركي انتهاء العمليات القتالية للقوات الأميركية في العراق بحلول 31 أغسطس/آب 2010 وهو الموعد الذي سيتم فيه سحب القوات وأعلن في الخطاب أنه سيتم سحب كامل القوات بنهاية العام 2011، طبقا للموعد المقرر في الاتفاقية الأمنية الموقعة مع العراق التي توصلت إليها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش العام الماضي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وأشاراوباما إلى بقاء قوة أميركية انتقالية يتراوح قوامها ما بين 35 ألف جندي إلى خمسين ألفا تنحصر مهامها في تدريب وتجهيز القوى الأمنية العراقية بالإضافة إلى مساعدة الحكومة في محاربة ما سماه الإرهاب، أو مواجهة أي تصعيد عسكري محتمل، وذلك قبل حلول نهاية العام 2011. وشدد أوباما في كلمته على أن لا حل عسكريا للوضع في العراق، بل يتعين العمل على تثبيت الحلول السياسية المتمثلة بتحقيق المصالحة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي، وإعادة المهجرين إلى بيوتهم، وحث دول الجوار على مساعدة الحكومة على تحقيق الأمن والاستقرار وخص بالذكر سوريا وإيران، لكن دون توجيه أي انتقادات عدائية لهما. وأوضح أن قرار سحب القوات بدءا من العام 2010 يأتي في إطار إستراتيجيته التي حدد فيها إنهاء الوجود الأميركي في العراق خلال 18 شهرا من تسلمه ولايته الدستورية، واستنادا إلى مشاوراته مع القادة العسكريين وتحسن الوضع الأمني في ذلك البلد. واشار أوباما إلى بدء الاستعدادات العملية لتوجه نحو ثمانية آلاف جندي أميركي إلى أفغانستان، معلنا في الوقت نفسه تعيين كريستوفر هيل المسؤول الأميركي السابق عن المفاوضات المتصلة بالملف النووي لكوريا الشمالية- سفيرا في العراق خلفا لسلفه رايان كروكر. كما أشارت مصادر أميركيةقولها إن إعلان الرئيس الأميركي جاء حلا وسطا بين مطالب الرأي العام ووعوده الانتخابية وبين مطالب القيادة العسكرية الأميركية. من جهته أعرب السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي خسر الانتخابات الرئاسية أمام أوباما عن دعمه للخطة التي أعلنها الأخير لسحب القوات الأمريكية المقاتلة من العراق خلال 18 شهرا