وقع محللون وخبراء فلسطينيون إعلان تهدئة بين فصائل المقاومة في قطاع غزة والاحتلال رغم أجواء التصعيد التي شهدها القطاع خلال الأسبوع الأخير، مرجحين أن يتفاهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك حولها خلال لقائهما المرتقب.وقال الخبراء في أحاديث منفصلة إن التصعيد الأخير بغزة كان غرضه الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع منذ منتصف يونيو/ حزيران 2007، وأكدوا أن التهدئة بهذا الوقت ستخدم عدة أطراف فلسطينية وإسرائيلية وحتى أميركية. ويرى الخبير بالشؤون الإسرائيلية ناصر اللحام أن التهدئة بهذا الوقت تستجيب لمصلحة إسرائيلية ومصرية وفلسطينية وأميركية، مشيراً إلى أن الفرصة مواتية للإعلان عن هذه التهدئة من شرم الشيخ خلال لقاء نتنياهو مبارك.وأوضح اللحام أن نتنياهو سيسعى لإظهار أنه غير متشدد عبر موافقته على التهدئة، في حين أن من مصلحة مصر "الخروج من عنق الزجاجة وإنجاح الحوار الفلسطيني الداخلي" إضافة لمصلحة حماس في أن تؤكد لأهل غزة أن الحصار والمعاناة ليسا أبديين".وأضاف أن الإدارة الأميركية ستستفيد بدورها من مثل هذا الاتفاق "لأنها تريد إثبات أن نتنياهو يمكنه التفاهم والالتقاء مع العرب". وقال أيضا "إسرائيل معنية باستقرار الحكم ووقف النزف الخارجي على صعيد سمعتها المتدهورة، بينما يحتاج الفلسطينيون لاستراحة محارب تخفف عنهم الأعباء والمصاعب والمشاكل".واستبعد اللحام أن تؤثر التهدئة على صفقة تبادل الأسرى، مؤكداً أن حماس لن تسلم الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط دون مبادلته بالأسرى الفلسطينيين، ودون رفع الحصار عن 1.5 مليون فلسطيني بالقطاع معتقلين في "سجن كبير".أما الباحث الفلسطيني ثابت العمور فأكد أن قطاع غزة مقبل على تهدئة لأنها بهذا الوقت "مصلحة جماعية" ويمكنها أن تعجل بإتمام صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، وهو ما يعني في رأيه إنهاء الحصار وفتح المعابر بالكامل.وقال العمور إن أي انفراج في ملف التهدئة سيتبعه انفراج مماثل بملف شاليط، مؤكدا أنه "سيكون من السهل إذا التزمت إسرائيل بالتهدئة وحققت نتائجها المطلوبة، أن يتم التوصل إلى اتفاق بخصوص تبادل الأسرى".ورأى أن التهديدات الإسرائيلية تجاه قطاع غزة والتوغلات اليومية التي تقوم بها قوات الاحتلال وقصف محور الأنفاق على الحدود الفلسطينية المصرية، كل ذلك "رسائل إسرائيلية للضغط على حماس" مستبعدا أن تنجح إسرائيل في ابتزاز المواقف من الحركة. لكن الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل رأى أن الحديث عن التهدئة سياسة إسرائيلية لتلطيف البعد المتطرف لحكومة نتنياهو، معتبراً أن التهدئة قائمة بدون اتفاق حاليا على أرض الواقع بغزة في ظل عدم التزام إسرائيلي بها.وقال أيضا إن إسرائيل تأخذ التهدئة من بعدها السياسي غير التكتيكي بمعنى أنها تريد الهدوء بشكل دائم ومستمر، مستبعداً أن تصمد أي تهدئة مع الاحتلال. "الجزيرة"