عقدت اليوم بمركز سبا للدراسات الإستراتيجية بصنعاء حلقة نقاش بعنوان "السودان ما بعد الاستفتاء" وفي افتتاح الحلقة أكد الدكتور احمد عبد الكريم المصعبي المدير التنفيذي للمركز على أهمية حلقة النقاش وقال "أن الاستفتاء في جنوب السودان سيخلف انعكاسات سلبية وسيؤثر على الأمن القومي العربي والإفريقي. وفي حلقة النقاش التي حضرها السفير الاريتري بصنعاء موسى ياسين شيخ ومسؤول العلاقات بسفارة دولة السودان الشقيق بصنعاء أحسان مسعود وعدد من الأكاديميين والباحثين اليمنيين تم مناقشة الورقة المقدمة من مدير البرنامج السياسي وبرنامج القرن الإفريقي بمركز سبأ خالد الرمح والتي اشتملت على ستة محاور مهمه وهي : تأثير الانفصال على الأمن القومي العربي , العلاقات بين الشمال والجنوب,والعلاقات مع دول الجوار الأفريقية, تأثيرات الانفصال على مياه النيل , تأثيرات الانفصال على الاستقرار الإقليمي وحقيقة الدور الإسرائيلي في الجنوب حيث ناقش المشاركون تلك المحاور والآثار التي سيخلفها انفصال جنوب السودان لأقدر الله على الدول المحيطة بالسودان وقالوا"أن انفصال جنوب السودان قد يؤدي إلى نشوء خريطة تحالف إقليمية جديدة في ظل سعي الدول المحيطة بالسودان والى تشجيع الكيان الوليد ومحاولة جذبة إليها والاستفادة من ثرواته النفطية وفتح أسواقه أمام بضائعها. وتطرق المشاركون إلى احتمال فشل دولة الجنوب وقالوا "أن الخطر الأكبر في الجنوب لآياتي من احتمال فشل الدولة وإنما من نشوب صراع داخلي بين مكوناته الاجتماعية المتباينة والتي تضم حوالي 500مجموعة أثينية لها امتدادات عرقية في الدول المجاورة ويسود العلاقات التوتر والتناحر أحيانا والتذمر الدائم من سيطرة قبيلة الدنكا اكبر قبائل الجنوب على الحركة الشعبية وبالتالي على الموارد والسلطة بالجنوب إضافة إلى أن الانفصال سيفتح الباب واسعا إمام أقاليم سودانية أخرى للمطالبة بالانفصال خصوصا في مناطق التوتر وتردي الأوضاع الاقتصادية جراء انقطاع عائدات النفط القادمة من حقول الجنوب والتي تمثل 80%من كل عائدات النفط وتشكل بالنسبة للشمال نحو40%من الموارد ونحو95%من الصادرات وانعكاساته السلبية على قدرات الدولة الأمنية والعسكرية ويعمق من هشاشة الأوضاع السياسية . وبخصوص تأثير انفصال الجنوب السودان على الأمن القومي العربي قال المشاركون في النقاش أن الانفصال سيحرم السودان جزاء كبير من موارده البشرية ومن الأرضي الزراعية و الغابات والثروة الحيوانية والسمكية وبالتالي اقتطاعة من رصيد الوطن العربي وعمقه الاستراتيجي وان الدولة الجديدة ستكون ابعد ما تكون من الثقافة العربية والإسلامية وفي وضع اقرب إلى القطيعة والعد معها بسبب ثقافة النخبة الحاكمة وطبيعة القوى الخارجية وتراجع البعد العربي والإسلامي وهذا سيجعل الفجوة الفاصلة بينها وبين العالم العربي و الإسلامي واسعة وستكون اقرب إلى الغرب وإسرائيل ومحيطها الإفريقي وستشكل جدارا عازلا أمام الشمال وتحرمه من الاتصال المباشر مع القرن الأفريقي . وفي المحور المتعلق بتأثيرات الانفصال على الاستقرار الإقليمي أشار المشاركون إلى أن انفصال جنوب السودان سيحولها إلى بؤرة دائمة للتوتر وعدم الاستقرار في المنطقة و قالوا بان الأوضاع الجديدة التي سيخلقها الانفصال قد تؤدي إلى زيادة تدخل القوى الدولية في شؤون المنطقة واحتمالات الصراع بينها وقد تحدث سابقة خطيرة في إفريقيا قد تنتقل إلى دول افريقية مجاورة خصوصا التي تزخر بتباينات عرقية ودينية عميقة . وفي المحور المتعلق بتأثيرات الانفصال على مياه النيل قال المشاركون بحلقة النقاش أن تصريحات الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان "أن الجنوب سيكون الدولة 11في حوض النيل"بأنها تجدد المخاوف كون ذلك التصريح يدعو لإعادة توزيع حصص المياه في ضوء الواقع الجديد والمطالبة بتعديل اتفاقيات حوض النيل إضافة إلى مخاوف أخرى قد تحدث ينضم الجنوب إلى دول المنبع بحكم صلاته معها في مواجهة دول المصب "مصر وشمال السودان" محذرين من ان يصبح الجنوب مرتعا خصبا لإسرائيل في حالة انفصاله وهو الحقيقي في هذا الجانب كون إسرائيل تسعى لتعظيم وجودها في الدول المهمة للأمن القومي المصري. وفي المحور المتعلق بحقيقة الدور الإسرائيلي في جنوب السودان قال المشاركون أن الدور الإسرائيلي حقيقي وفعال في جنوب السودان وانه دور قديم وقوي يعود إلى البدايات الأولى لنشوء حركات التمرد الجنوبية وان هناك تواجد قوي لإسرائيل حاليا في جنوب السودان امنيا واقتصاديا وان إسرائيل وتسعى لتحقيق حلمها الاستراتيجي في تفتيت وتجزئة الدول العربية ونزع مصادر الخطر المستقبلي المحتمل ضد إسرائيل.