التقى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم الفعاليات السياسية والحزبية والاجتماعية والشبابية وأعضاء المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال والمرأة والتكوينات المهنية والنقابية في أمانة العاصمة صنعاء الذين احتشدوا في جمع غفير اكتظت بهم مدرجات وصالة 22 مايو للمؤتمرات الدولية وخارجها. وفي اللقاء الذي بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم فترديد النشيد الوطني ألقى فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية كلمة حيا من خلالها الحشد الكبير من أبناء أمانة العاصمة. وخاطب جموع الحاضرين قائلا" نحيي هذا الحشد الجماهيري الكبير من أمانة العاصمة التي هي أمانة في أعناقنا جميعا هذه المدينة الجميلة فلنحافظ عليها كما نحافظ على حدقات أعيننا ومثلما نحافظ على بقية مدن الجمهورية من الفوضى والعبث من عناصر مدسوسة وغير مسؤولة تسعى الى التخريب وشق الصف الوطني". وقال فخامة الرئيس" لقد دعوناهم ونكرر لقد دعوناهم الى الحوار والوقوف على طاولة المفاوضات ونحن على استعداد لتلبية طلباتهم إذا كانت مشروعة، فنحن على استعداد للتجاوب مع هذه الطلبات، وعلينا ان نلجأ جميعا بشجاعة ومسؤولية ونتحرك نحو طاولة الحوار فالحوار هو أفضل وسيلة وليس التخريب ولا قطع الطرقات ولا قتل النفس المحرمة ولا العبث بالمال العام والحق الخاص لأبناء الشعب اليمني العظيم". وأضاف " نأسف ونأسف لما حدث في خور مكسر والمنصورة والشيخ عثمان في اليومين الماضيين من أحداث غير مسؤولة ومن عناصر خارجة عن النظام والقانون ، نأسف لان هناك صحفيين تضرروا نتيجة لأعمال العنف من عناصر مدسوسة كما أن هناك جرحى من رجال الأمن ". وتابع فخامته قائلا " هناك ستة جرحى من رجال الأمن نأسف لما حدث ولانريد أن يتكرر ومن يريد أن يعبر عن رأيه فليلتزم بالقانون ويأخذ ترخيص ويحدد المسار ويعبر عن رأيه بالطرق السلمية.. مجددا الأسف لما يتعرض له بعض الصحفيين وبعض القنوات الفضائية من عناصر غوغائية فوضوية مدسوسة لم يكونوا محسوبين على السلطة ولا محسوبين على شباب المؤتمر والتحالف الوطني، بل عناصر مدسوسة للإساءة إلى الصحفيين والقنوات الفضائية.. معبرا عن أمله في أن لاتتكرر أعمال العنف و الإساءة الى الصحفيين. وقال رئيس الجمهورية" من يريد أن يعبر عن رأيه فليأخذ الترخيص ويحدد المسار طبقا للقانون وأفضل وأحسن وسيلة هي الحوار المسؤول وبشجاعة أدبية ، تفضلوا إلى الحوار وأنا على استعداد لرعاية الحوار الوطني بصفتي رئيسا للدولة لا بصفتي رئيسا لحزب ، فنحن نرحب بالحوار. من جانبه قال وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى أحمد الكحلاني " إن هذا التجمع النوعي لسكان أمانة العاصمة يجسد الوحدة الوطنية بكل معانيها، هذه المدينة التاريخية وأهلها الطيبون يضربون أروع الأمثلة في التضحية والصمود في الدفاع عن الوحدة والجمهورية والحفاظ على مكتسباتهما ". وأشار الى الأحداث التي تشهدها الساحة العربية، وقال " من المؤسف ان ينتقل السيناريو الذي حصل على الساحتين التونسية والمصرية الى الساحة اليمنية بدوافع شيطانية مغرضة وحاقدة على اليمن وتاريخه ومنجزاته، مستغلين حماس بعض الشباب وتأثرهم الفطري بما حدث وهم يتناسون بذلك ان الحرية والديمقراطية واحترام الرأي والرأي الآخر في اليمن ليس كما كان عليه الحال في تلك البلدان . وأضاف الكحلاني:" إن نهج الحرية والديمقراطية في اليمن، منح الجميع مساحة كبيرة من حرية الرأي والتعبير الى درجة أن البعض تجاوز الدستور والقانون وحرية الرأي في اطروحاتهم وخطاباتهم التي يبثونها عبر قنواتهم الخاصة بينما لو كانوا في موقع القرار ما سمحوا بذلك . واعتبر الكحلاني مبادرة فخامة الأخ الرئيس التي أعلنها تحت قبة مجلس النواب وأمام ممثلي مجلس النواب والشورى بمثابة الصدمة القوية التي جعلت المراهنين والمتآمرين يتخبطون فيما بينهم ويندبون حظهم في النيل من أمن الوطن واستقراره وسلامة شعبه.. مؤكدا أن المبادرة اثبتت الوفاء الصادق لليمن والرؤية الثاقبة لمصلحته العليا وجعلها فوق كل الاعتبارات. وتابع :" إننا نعلن من هنا رفضنا الكامل للفوضى التي يحاول أعداء اليمن إذكاءها بين أبناء الشعب اليمني الواحد، مستغلين بذلك من يغررون بهم من الشباب والذين رأوا في بعضهم وسيلة سهلة لتحقيق مآربهم وجر الوطن الى مغبة الفتنة والصراع ". وأكد وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى أن الحشد الجماهيري الكبير في أمانة العاصمة ومختلف المحافظات خير برهان على الإرادة الحقيقية لأبناء اليمن للتأكيد على الرفض المطلق للتصرفات الغوغائية التي يمارسها البعض على الساحة اليمنية، وأنهم ماضون على النهج الديمقراطي ومتمسكين بوحدتهم وقائدهم، معلنين للعالم بأسره ان اليمن قوية بإرادة شبعها.. وقال:" لقد تحقق للوطن الكثير من المنجزات والانتصارات منذ فجر الثورة وحتى اليوم ، وتوجت تلك المنجزات بالوحدة اليمنية الخالدة والنهج الديمقراطي، وأصبح خيار اليمن أرضا وشعبا وإنسانا وقائدا خيار لا رجعة عنه، واليوم وفي ظل التنكر الذي يبديه الحاقدون على اليمن ومنجزاته يقع على عاتق كل يمني حر شريف الحفاظ على تلك المنجزات والمكتسبات".