واصل قادة الكتل السياسية في العراق مشاوراتهم لحسم النقاط العالقة والانتهاء من كتابة مسودة الدستور وعرضها على الجمعية الوطنية قبل انتهاء المهلة المحددة منتصف هذه الليلة.وأفادت بعض الأنباء توصل القادة إلى اتفاقات بشأن موضوع الدين الإسلامي في الدستور وتقسيم الثروات على العراقيين، فيما يبقى الخلاف قائما حول قضية الفدرالية وحقوق المرأة وتقاسم السلطة. و قال العضو الشيعي في لجنة صياغة الدستور عباس البياتي للجزيرة إن ممثلي العرب السنة سيلتحقون في وقت لاحق اليوم مع باقي الأطراف السياسية لحل ما تبقى من القضايا وإن المسودة ستقدم مساء اليوم إلى الجمعية الوطنية (البرلمان) إذا ما سارت الأمور على ما يرام.لكن عضو اللجنة عن القائمة الكردية منذر الفضل أكد أن الأكراد ما زالوا متمسكين بمطالبهم ولن يتنازلوا عنها ومنها حق تقرير المصير، مشيرا إلى أن صياغة النصوص في مسودة الدستور تمت بصورة أخرى وتشير إلى تحقيق الغرض نفسه وإن لم تشر إليه بصورة صريحة. وتوقع عدم حصول موافقة من الأكراد على تمديد مهلة كتابة الدستور, مشيرا إلى أن اجتماع اليوم سيكون حاسما لتحديد ما إذا كان سيتم التوافق على مسودة الدستور، أو يحل البرلمان وتسقط الحكومة وتصبح حكومة تسيير أعمال وتُجرَى انتخابات جديدة.وأكد العضو الكردي الآخر في اللجنة عبد الخالق زنكنة أن عدة نقاط ما زالت عالقة ومن بينها حقوق المرأة ودور الإسلام، متوقعا اللجوء إما إلى تمديد عمل لجنة صياغة الدستور أو حل البرلمان في حال عدم التوصل إلى اتفاق. من جهته اتهم النائب الشيعي بهاء الأعرجي الأكراد ومن وصفهم بالحلفاء العلمانيين لرئيس الوزراء السابق إياد علاوي بمحاولة تقويض العملية السياسية بهدف إسقاط حكومة إبراهيم الجعفري والدعوة إلى انتخابات جديدة، لكنه حذر من أن الشيعة سيضطرون في حال عدم التوصل إلى اتفاق، إلى طرح مسودة الدستور على البرلمان وتمريرها بالغالبية البسيطة.وكان ممثلو العرب السنة في اللجنة قد أصدروا أمس بيانا يطالبون فيه الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة بالضغط على الشيعة والأكراد حتى لا يمرروا مسودة الدستور أمام الجمعية الوطنية (البرلمان). واحتج الأعضاء السنة في اللجنة على "تهميشهم" من قبل الأكراد والشيعة، وقالوا إنهم كانوا يبرمون "الصفقات" بمعزل عنهم.وكان من المفترض تقديم مسودة الدستور للجمعية الوطنية المؤقتة منتصف الشهر الحالي على أن تطرح في استفتاء يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول المقبل يعقب ذلك إجراء انتخابات تشريعية جديدة بعد شهرين.غير أن تعثر المناقشات عند عدة نقاط أبرزها مسألة الفدرالية ومكانة الإسلام في الدستور العراقي أدى إلى تأجيلها أسبوعا. وألمحت الحكومة العراقية أمس إلى إمكانية تأجيل ثان في حال عدم التوصل إلى اتفاق هذا اليوم. ميدانيا شهدت أنحاء متفرقة من العراق هجمات وتفجيرات جديدة في الساعات الماضية مخلفة قتيلين في صفوف الجيش الأميركي و20 قتيلا عراقيا معظمهم من أفراد الشرطة، بينما عثر على خمس جثث في مناطق عدة من بغداد.ففي منطقة الطارمية شمال بغداد قتل ثمانية من أفراد الشرطة في كمين نصبه مسلحون لحافلة كانت تقلهم في هذه المنطقة. كما قتل أربعة من مغاوير الشرطة وجرح ثلاثة آخرون في انفجار سيارة مفخخة في منطقة الدورة جنوب بغداد. وفي بعقوبة قتل سبعة عراقيين بهجمات منفصلة في أنحاء متفرقة من هذه المدينة الواقعة شمال شرق بغداد.وفي كركوك قتل ضابط برتبة نقيب يعمل مسؤولا في مكتب شعبة مكافحة الإرهاب مع زوجته برصاص مسلحين مجهولين. وجرح كذلك أربعة من رجال الشرطة في انفجار عبوة ناسفة.وفي تطور آخر عثرت قوات الأمن العراقية على خمس جثث مجهولة الهوية موثوقة الأيدي ومعصوبة الأعين في مناطق عدة من بغداد. وقد عثر على أربع جثث في منطقة الغزالية قرب مسجد أم القرى غرب بغداد وجثة خامسة في مدينة الصدر.من جهته أعلن الجيش الأميركي مقتل اثنين من جنوده عندما كانا يقومان بما سماه عملية لوجستية في منطقة تلعفر القريبة من الموصل شمالي العراق.وفي إسلام آباد أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أن 11 رهينة باكستانيا خطفوا في العراق في وقت سابق من الشهر الحالي أفرج عنهم هذا اليوم.