من المهازل التي تستحق الضحك بمرارة، أن يتحول رئيس السلطة المحلية في شبوة والذي يفترض أنه ممثل النظام ورمز القانون إلى شيخ قبيلة يمارس فض النزاعات بالطريقة التقليدية. كأننا أمام مسرحية هزلية: مقعد السلطة بديكور رسمي، لكن المضمون عُرفي قبلي! المؤلم أن هذا السلوك ليس حالة فردية، بل انعكاس لواقع يصرخ بأن النظام غائب، وأن القانون لا يُستحضر إلا حين يُراد به ابتلاع حقوق الناس، بينما الأقوياء تُحل مشاكلهم خارج المحاكم وبعيداً عن أي مرجعية شرعية أو قانونية.
هنا تتجلى المفارقة الكبرى: النظام مجرد شعار، أما القبيلة فهي القانون النافذ. والنتيجة أن المواطن يعيش بين مطرقة سلطة رسمية عاجزة، وسندان أعراف قبلية تُستدعى وقت المصلحة وتُلغى حين تُصبح عبئاً.