رصد "شبوة برس" تقريرًا صادرًا عن "مؤسسة اليوم الثامن للدراسات والإعلام"، تناول تحولات عميقة في بنية الأمن الإقليمي باليمن، مؤكّدًا أن الجنوب العربي بات المحور الأهم في منظومة الأمن البحري العربي ومركز الثقل الجديد للاستقرار الإقليمي. الورقة البحثية التي أعدّها الصحفي والباحث "صالح أبو عوذل" جاءت تحت عنوان "الحرب الأمريكية على الإرهاب في اليمن (2000–2025): من ازدواجية صنعاء إلى نموذج عدن الأمني"، وقد خلصت إلى أن "اليمن الجديد لن يُبنى من صنعاء بل من الجنوب العربي"، حيث أثبتت التجربة الأمنية في عدن والمكلا نجاحها في تفكيك شبكات الإرهاب التي فشلت الدولة المركزية في مواجهتها لعقود.
وأشار التقرير إلى أن تجاهل واشنطن وشركائها الدوليين لدور القوات الجنوبية أضعف الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، وسمح للتنظيمات المتطرفة مثل "القاعدة" بإعادة التموضع من خلال تحالفات تجمع الحوثيين والإخوان ضمن شبكة مصالح مدعومة من إيران.
وأكد الباحث أبو عوذل أن التحول الأمني الحقيقي في اليمن بدأ من الجنوب، لافتًا إلى أن عمليات مثل "سهام الشرق" التي نفذتها القوات الجنوبية في أبين عام 2022م، نجحت في اجتثاث تنظيم القاعدة من وادي عومران والخيالة، في حين أخفقت الضربات الأمريكية الجوية على مدى عقدين في تحقيق نتائج مماثلة.
وتنتقد الورقة مرحلة سيطرة صنعاء قبل عام 2011، معتبرة أن النظام اليمني السابق مارس "ازدواجية سياسية خطيرة" من خلال التعاون مع واشنطن أمنيًا، ودعم الجماعات المسلحة لاستخدامها كورقة ضغط داخلي. وهو ما جعل الولاياتالمتحدة تفقد الثقة في شركائها شمالًا قبل أن تنتقل المواجهة إلى الجنوب بدعم من التحالف العربي.
واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن مستقبل الحرب على الإرهاب في اليمن لن يُرسم بقرارات صنعاء القديمة، بل عبر "شراكات واقعية مع القوى الجنوبية" التي أثبتت فعاليتها ميدانيًا، مشيرة إلى أن الجنوب اليوم يشكّل أحد أهم محاور الأمن البحري العربي، ويتطلب رؤية دولية جديدة تنظر إليه ك "شريك في الاستقرار لا كساحة صراع".