لا نكره أحداً ونتمنى أن يعيش الجميع في الجنوب واليمن بسلام، لكننا لا نخشى في حقنا ملامة صغير أو كبير، وعليهم أن يخرجوا من رؤوسهم أننا سنستعطفهم أو نتراجع عن استعادة جنوبنا. الذي يحز في نفوسنا أن عادل الحسني وأنيس منصور وياسر اليماني والبجيري وعبدالكريم السعدي وصبري مخاشن وغيرهم من الجنوبيين الذين يتلذذون بجلد ذواتهم، يرون المجلس الانتقالي شيطاناً. مواقفهم من الانتقالي شأن يخصهم، لكن يجرحنا إصرارهم على التغريد بعيداً عن أهلهم وضد كرامة شعبهم. لا نعلم على ماذا يراهنون، إذا كان معظم إخوتنا في اليمن باتوا يدركون أن استعادة الجنوبيين دولتهم قد تكون مسألة وقت. أي دم يجري في عروقهم؟ وهل كان لا بد أن نهزم ونعيش عبيداً أبد الدهر كي تشبع نزواتهم وتنتشي أحزابهم؟ خسروا سيئون التي تكاد تكون آخر معاقلهم في الجنوب، وتبعثرت أوراقهم ومواقفهم، وأمسوا على قناعة بأن المشهد سيتغير رغماً عن أنوفهم.
قياداتهم وعتاولتهم و«أزبل» ناشطيهم لم يجدوا مفراً واعترفوا بأن الجنوب خارج سيطرتهم. فقد بارك العميد طارق عفاش انتصاراتنا، ونرى رشاد العليمي يغادر عدن ونظنه بلا رجعة، واللواء العرادة قد استقر في مأرب ويدعو إلى استعادة صنعاء أولاً. كما أن علي البخيتي عاد بعد أحداث سيئون يذكر قومه بأنهم اليوم يحصدون ما زرعوه بطغيانهم. وتأتي «المعررة» ابتسامة أبو دينا تسألهم أن يفلتوا عيدروس وتستنفر نخوتهم لتحرير صنعاء، بينما يغرد مطيع دماج بأنهم بدأوا يلملمون شرعيتهم من عدن.
وقصف تصريح السفير آل جابر حول أحداث حضرموت جبهتهم، وقال بسخرية مخزية إن الأرض تعرف أهلها، وصنعاء تنتظركم، ولن تعفيكم ذبابكم ولا أبواقكم من تحريرها. وقد خرج المبعوث الأممي ليعلن للعالم أن خارطة الطريق في اليمن انتهت، ويبدو أن الواقع هو الذي سيقرر ويرسم ملامح الخارطة الجديدة.
الأحداث غيرت قواعد اللعبة وروضت عقولاً كثيرة، بينما ما زال هؤلاء «يدعممون» وتأمرهم أمانيهم بعودة عقارب الساعة إلى الوراء، وقد كنا نأمل أن يجعلوا «جماجم» قدوتهم.