مخطط بريطاني لإبقاء الجماعات التكفيرية في المحافظات التركية الجنوبية على الحدود مع سوريا و العراق تواجه بعض الدول الاوروبية قلقاً متزايداً جراء عودة المسلحين التكفيريين الأروربيين من القتال في سوريا، خصوصا تلك الدول التي سهلت خروج هؤلاء المقاتلين الى سوريا، و الذين بدأوا بالعودة الى أوطانهم بعد هزيمتهم في سوريا. و في حادثة ليست الاولى من نوعها، أقدم أحد المقاتلين العائدين من سوريا و يدعى “مهدي نبوش” على مهاجمة المتحف اليهودي في بروكسل، مما زاد من قلق الدول الاوروبية. و للتصدي لهذا الخطر المحدق، قامت بعض الدول الاوروبية بتشكيل مجموعة تدعى “مجموعة ال 9″ و قد عقدت حتى الان خمسة اجتماعات امنية، لتدارس كيفية التعاطي مع التهديد التكفيري الذي شاركوا بأنفسهم في خلقه. و قد نقلت مصادر مطلعة في لوكزامبورغ عن الاجتماع الاخير قولها: أن أحد المسؤولين الامنيين البريطانيين قال في هذا الاجتماع “أنه لا داعي للقلق من النشاطات الارهابية في أوروبا، فمع تواجد أعضاء القاعدة من أوروبا و أمريكا في تركيا، فقد كثفنا من نشاطنا الاستخباراتي هناك و قمنا باعداد خطط لابقاء هذه الجماعات المتطرفة في المحافظات الجنوبية التركية. و لحسن الحظ فقد تم الاتفاق مع قادة داعش – عن طريق المملكة السعودية – على أن ينضم المقاتلون الذين أتوا من دول أوروبية مثل بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، هلندا و بلجيكا الى تنظيم داعش و ان يستقروا في المناظق الجنوبية من تركيا للالتحاق بالدولة الاسلامية في العراق و الشام.” و أضاف المسؤول البريطاني: “ليس لداعش القدرة على تحقيق انتصارات مهمة في العراق، لكنها مفيدة كونها تشكل تهديداً داخلياً لذلك البلد و البلدان المحيطة، لذلك فقد قررنا أن تستقر هذه الجماعات في المحافظات الحدودية التركية. تركيا الان في أمس الحاجة لنا و هذه أفضل فرصة للعمل تحت غطاء التعاون مع الحكومة التركية من استقرار الجماعات المسلحة في تلك المنطقة و أن نمنعهم من العودة الى أوروبا و حتي أن نستفيد منهم كأداة ضغط على الحكومة التركية.” الاجتماع الذي كانت تركيا هي المحور الاساسي فيه، حيث تعتبر الممر الرئيسي للجماعات التكفيرية الى اوروبا. و تسعى الدول الاوروبية الى تغيير دور تركيا من “ممر” الى “مستقر” و الاستفادة من تركيا “كدرع بشري للحفاظ على أمن أوروبا”. و أكدت المصادر المطلعة أن جهاز المخابرات التركي ليس لديه أي علم بتفاصيل تحركات الاوروبيين. في المقابل يواجه تنظيم داعش رفض الاهالي لتواجد داعش في المحافظات التركية بالقول أن هذه المناطق هي بإذن الله لنا وعليكم مغاىرتها. كما أن عناصر القاعدة في “قاضي انتب” التركية بدأوا التحرك لتشكيل خلافة اسلامية موالية لداعش في تلك المنطقة. و يبدو أن أهالي المحافظات الجنوبية التركية سيواجهون موجة من التهجير الاجباري الى سائر المحافظات الاخرى. كما يتوقع أن تتحول الجماعات التكفيرية في المستقبل القريب الى تهديد حقيقي لتركيا و مواطنيها، تركيا التي لم تدخر جهداً في دعم هذه الجماعات في المنطقة.