بدأت أطراف الصراع في اليمن محادثات سلام برعاية الأممالمتحدة في سويسرا، وذلك بالتزامن مع بدء سريان وقف لإطلاق النار يستمر سبعة أيام. وتقول الأممالمتحدة إن المحادثات بين الحكومة المعترف بها دوليا والحركة الحوثية تهدف إلى التوصل إلى "تسوية مستدامة" للأزمة المستمرة منذ شهور. وقتل نحو 6 آلاف شخص، معظمهم من المدنيين، منذ بدأ تحالف بقيادة السعودية في مارس/ آذار حملة عسكرية ضد الحوثيين وأنصارهم من قوات الأمن الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح. ويسعى التحالف إلى دحر الحوثيين وإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي لتولي زمام الأمور في اليمن. ويشارك في المحادثات ممثلون عن هادي والحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي الذي ينتمي إليه صالح. ومن المتوقع أن تستغرق المحادثات أسبوعا في مدينة بيل السويسرية. وقال مبعوث الأممالمتحدة الخاص لدى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد إن من شأن الهدنة أن تكون "إشارة لنهاية العنف العسكري في اليمن والانتقال إلى تقدم قائم على المفاوضات". وأضاف أحمد الذي يتوسط في محادثات السلام "صناعة السلام متطلب أساسي لإعادة بناء اليمن وترميم البنية التحتية والتعامل مع تبعات الحرب وتوفير المناخ الضروري لإعادة الحياة إلى طبيعتها في كل المحافظات واستئناف النشاط الاقتصادي". من جهته، أعلن الاتحاد الذي تقوده السعودية إنه يحتفظ بحق الرد على أي انتهاك لوقف إطلاق النار. وقبل ساعات من سريان وقف إطلاق النار، أفادت تقارير بمقتل قائد عسكري سعودي، وضابط إماراتي وعدد من الجنود الخليجيين واليمنيين والسودانيين في قصف صاروخي نفذه الحوثيون في محافظة تعز. وإذا تأكدت هذه الأنباء، فإن هذه أفدح خسائر يتكبدها التحالف منذ مقتل 45 جنديا إماراتيا في ضربة صاروخية في محافظة مأرب في سبتمبر/ أيلول الماضي. وبدأ التحالف حملته في أعقاب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وبدء زحفهم باتجاه مدينة عدن جنوبي اليمن. وحينها، نزح هادي وحكومته من مدينة عدن إلى السعودية. وقد تدهورت الأوضاع الإنسانية المتردية بالفعل في اليمن بدرجة خطيرة، إذ بات 21 مليونا من سكان البلاد، أي نحو أربعة أخماس مجموع السكان، بحاجة إلى معونات. ومنذ مارس/ آذار، تمكنت قوات التحالف والقوات الموالية لحكومة هادي من استعادة السيطرة على ميناء عدن الجنوبي ومدينة مأرب، ولكنها أخفقت في طرد الحوثيين من مدينة تعز ثالث مدن اليمن.