يستطيع هادي انهاء المجلس الانتقالي ليس من خلال سياسة التفكيك وخلط الاوراق ولكن من خلال الحل الذي به تنتهي المشكلة وهي اشكالية كبيرة لن تنتهي حتى ان نجح هادي في اسقاط المجلس الانتقالي من خلال الادوات القديمة التي نعيش نتائجها . انا واحد من مؤيدي المجلس الانتقالي اؤيده ليس ضد هادي بل ضد أي مشاريع تستهدف الجنوب وهدفي هو ان يكون المجلس سبب في بلورة حل لقضية الجنوب فهناك من يعتقد ان بالإمكان تجاوز الجنوبيين ويعمل على هذا باستمرار . المجلس الانتقالي ينطلق من قضية ويقول مناصريه ان هناك توجه للالتفاف على القضية الجنوبية ما يعني ان حل هذه القضية ستنهي المجلس الانتقالي او تجعله في مواجهة الجنوبيين كون الأمر تحول من حل القضية الجنوبية الى مطامع في الحكم ! اقرار هادي للإقليمين واتفاقه على شراكة مع علي محسن وتسليم ملف الشمال لمحسن والسعودية وتشكيل حكومة مركزية مناصفه بين شمال وجنوب وتقاسم السلطة المركزية وتشكيل حكومة اقليم باشراك الجنوبيين كشركاء وتعديل المناطق العسكرية الى منطقتين جنوبية شمالية واعلان الدولة الاتحادية رسمياً التي تخضع لفترة زمنية يليها حق تقرير المصير والتوجه نحو دعم استقرار الجنوب وتوفير الخدمات واشراك الجنوبيين في العمل السياسي كل ذلك لا يتنافى مع وحدوية الرئيس وكونه رئيس لليمن ويمكن ان يكون هذا عبر ( مؤتمر الرياض 2 ) والذي تكون فيه قائمتين جنوبية برئاسة هادي وشمالية برئاسة محسن او يمكن الاتفاق عليه مباشرة بين هادي ومحسن برعاية خليجية . هذا الحل لا ينهي المجلس الانتقالي فحسب بل ينهي اهم مشكلة قائمة في اليمن زهي مشكلة لا يمكن حلها بحلول ترقيعية ستبقي المشكلة وتفاقمها ويعاني منها الشمال والجنوب . هذا الحل سيعزز من حضور هادي جنوباً كما انه سيمهد لسلام شامل ودائم في اليمن قد يكون الانقلابيين جزء منه كون هذا الحل اختصر الكثير من مسائل الخلاف . لقد اصطف الجنوبيين خلف هادي وسيصطفون خلفه مجدداً ان التمسوا توجه حقيقي لحل قضيتهم ومشاكلهم . بقصد او دون قصد ، بدافع القضية الجنوبية او بدافع وحدوي ، الا هناك دور كبير لعبه الرئيس هادي استفاد منه الجنوب لا يمكن لاحد ان يجحد هادي ولا نقبل الاساءة له وفي المقابل لا يمكن ان نضحي بمستقبل شعب و وطن مجاملة ورد جميل فأن انصفنا هادي بهذا فنحن ظلمنا شعب كامل هو اساس النصر والصمود . مشكلتنا مع هادي ليس لأنه وحدوي بل نطالبه بأن يكون وحدوي جنوبي يؤمن بأن الوحدة بين طرفين يجب ان تجمعهما شراكة عادلة وتقاسم واضح ومن حق كل طرف ان يقرر مصيره وهذا حق مكفول لكل المواطنين بما فيهم هادي او أي وحدوي جنوبي بعيداً عن فرض المشاريع بالقوة وتسخير السلطة والمال والقوة وسياسة التفكيك والاستقطابات لطمس وجود دولة وسلب المواطن حقه في اختيار مصيره . لا فرق بين شعار الوحدة او الموت او الدولة الاتحادية او الموت الجوهر واحد وان اختلفت الكلمات . مشروع هادي الستة اقاليم من اسباب الحرب ومن معرقلات الحل السياسي واصبح مشروع لا صله له بالواقع استنزف التحالف ويخسر به هادي الجنوب اما الشمال فلا مكان له فيه . هناك من يقول هادي مع الجنوب لكن ما يعيق نصرته للجنوب الان هو موقف علي محسن الرافض اذاً لماذا نحارب الحوثي وصالح كطغاة وظلمة وفي نفس الوقت نؤسس لديكتاتور جديد ونتخوف منه ونخشى مواجهته بعد كل هذه المتغيرات امام هادي خيارين اما ان يتفق مع محسن اتفاق عادل او يواجهه وشعب الجنوب الى جانبه ما دون ذلك سيكون بنظر الكثير من الجنوبيين لا يختلف عن عفاش ومحسن والحوثي حتى وان كانت اصوله جنوبيه . نبيل عبدالله
