نشاهد في واقعنا أنظمة شاخت وهرمت وأفكارَا وأطروحات تعفنت وأوشكت على أن يعرف الناس حقيقتها رغم ما تملكه من مظهر وقوة لكنها مع مرور الأيام وتعاقب الأزمان أصابها الوهن والمرض مع إنها حاولت أن تكون هي البديلة لقيادة الشعوب المغلوبة رغم ظلمانيتها وعدم صلاحيتها منذ ولادتها فأدخلت الناس في ظلمات بعضها فوق بعض بشعارات مبتورة مقطوعة استغلت فشو الجهل وقبض العلم بين الأمم فضربت على أوتار القومية ورد الحقوق المنهوبة . ثم جاءت العلمانية وبعضها بمسميات دينية كلها ظهرت في مراحل ما بعد الحداثة . الحقيقة أنه لم يشرق الكون نورَا وابتهاجَا ولم يعش مرحلته التي تشع جمالَا وجلالَا ولم يكن يعرف قبلها إيمانَا ولا أمانَا حتى برز النور المبين حبيب الله في ربيع الأنوار فكانت ولادته أعظم حدث عالمي ، جاءت المبشرات بعهد جديد ، نُكّست الأصنام ورجمت الشياطين . عظّمته الجمادات والأشجار وسلمت عليه العوالم والأحجار ذلكم إنه بولادته حصل ربط لعالم السماء بعالم الأرض وعالم الغيب بعالم الشهادة والعادة بالمعجزة والنسبي بالمطلق ولادة شريفة بسببها : أعيدت للإنسان كرامته وعرف رسالته ومهمته وذاق حلاوة إيمانه وطابت حياته ومماته بولادة رسول الله عمّرت الأرض بالعدالة وأقيمت معاني الخلافة وتحققت أركان العبادة وتحقق في اتباعه حقيقة الشوق للجنة ولقائه . نحن كذلك لو عرفناه حق المعرفة لهمنا شوقَا إليه وذبنا حبَا فيه ولفاضت العيون بالدموع وحصل للقلوب خشوع وهي تعيش في عالمه الفسيح ومنهجه المليح لكن البعض مايزال في تيه المادة ، أضاع اعظم مايملك في حياته التعظيم والحب والشوق وزيادة نعترف إن هناك ظلمَا وطغاة وثورات طائشة وحروبَ قاسية حتى تداعواعلينا وجعلونا كالقصعة الأمة اليوم مع حلول الربيع بحاجة إلى أشواق تبعثها لنبيها وإمامها " أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون " بعدأن طالت عليها الأيام في الانتظار وطربت وفرحت وأستبشرت عند قدوم ربيع الأسرار نعم كانت ولادته نبعَا متجددَا ترتوي منه البشرية من ظمأ الهجر والبعد . ولادته أعظم نعمة وعطية هكذا عبر عنها القرآن " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرَا وأحلوا قومهم دار البوار " ولادته في ربيع كانت استثناء في عالم الولادات لأنها أعادت إلينا أمة كانت تائهة ضائعة ضلت الطريق فبه عرفت السلم والسلام والإسلام وتحققت بحمل هذه الراية في جميع الأكوان لتبقى خالدة مدى الأزمان هاشم عبدالله الحامد