المجاعة تدق أبواب عدن المخابز ترفع سعر "الروتي" بنسبة 70 بالمائة مواطنون بعدن:الجوع أصبح مفروضا علينا فيما لايزال أهالي عدن يعانون بمرارة من أزمات انهيار العملة المحلية وتردي الأوضاع المعيشية والخدمية، ضربت المواطنين أزمة جديدة تمثلت ب "رفع تسعيرة الروتي" الذي يعد الوجبة الأخيرة المتبقية لهم بعد أن باتوا عاجزين عن توفير ما عداه من طعام لأسرهم وأطفالهم.
وفوجئ أهالي عدن خلال يومي أمس الأول وأمس برفع ملاك المخابز والأفران أسعار الروتي من "70 ريالا للقرص الواحد" إلى "125 ريالا للقرص الواحد" أي بنسبة زيادة بلغت أكثر من "70 بالمائة" وفي أحسن الأحوال قام عدد من الأفران ببيعه بسعر مائة ريال.
مواطنون في عدن تحدثوا ل "الأيام" مؤكدين بأنهم قد أصبحوا فعليا يعيشيون في مجاعة نتيجة فقدانهم القدرة عن توفير أبسط المتطلبات الغذائية لأسرهم، موضحين بأن مرتباتهم الهزيلة والتي تصرف بشكل متأخر باتت قيمتها لا تساوي حتى "200 ريال سعودي" جراء استمرار تفاقم انهيار العملة المحلية "الريال اليمني" أمام العملات الأجنبية.
وأضافوا قائلين:"كافة المواد الغذائية أصبحت تباع بالريال السعودي وليس بالريال اليمني، فيما نحن نستلم مرتبات هزيلة بالريال اليمني الفاقد لقيمته ولا تساوي حتى مئتي ريال سعودي، فكيف سنستطيع أن نوفر الطعام والدواء ومصاريف التعليم لأولادنا، أما أنه أصبح مفروضا علينا أن نكابد الجوع والعوز ليل نهار".
وأكد المواطنون أن صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة وكافة القوى والمكونات المنخرطة فيهما لم يعد مقبولا في ظل ما يتعرض له المواطن من تجويع وإفقار وحرمان من أبسط مقومات الحياة وانعدام الخدمات.
وطالبوا بسرعة تنفيذ معالجات حقيقية للأزمات الطاحنة التي تعصف بالمواطنين في عدن وباقي المحافظات والمناطق المحررة منذ عشر سنوات، مؤكدين بأن الوعود والتصريحات الحكومية التي لا يلمس المواطنون لها أي أثر لم تعد مقبولة مع ما وصلت إليه الأوضاع المعيشية والخدمات من تردٍ كارثي وغير مسبوق ودخول الناس مجاعة حقيقية جعلتهم عاجزين حتى عن توفير مجرد "الروتي" لأسرهم وأطفالهم.
وفي نفس السياق، شهدت مدينة عدن أمس حملة ضبط طالت المخابز والأفران التي قامت برفع تسعيرة "الروتي".
وفي التفاصيل، نفذت السلطات المحلية حملة اعتقالات استهدفت عددًا من مالكي الأفران في مديريتي التواهي والمعلا، على خلفية رفع أسعار الروتي، وقامت فرق أمنية بإغلاق عدد من الأفران واقتياد أصحابها إلى مراكز الشرطة، لعدم التزامهم بالتسعيرة المحددة وبيع الروتي بأسعار مرتفعة.
في المقابل، قال أصحاب الأفران أن الارتفاع الكبير في أسعار الدقيق والزيوت والوقود، بات يثقل كاهلهم ويجعل الالتزام بالتسعيرة الحكومية أمرًا شبه مستحيل، وسيدفعهم التوقف عن الانتاج أو رفع الأسعار بشكل فردي.
وطالب أصحاب المخابز والأفران الحكومة بأن تتحمل مسؤوليتها في خفض الأسعار أو دعم المخابز لتتمكن من الاستمرار في إنتاج الروتي بالأسعار السابقة وعدم التوقف كليا.
وأمام الارتفاع الكبير في سعر "الروتي" وما نتج عنه من فقدان المواطنين القدرة على شراء أبسط وجبة غذائية، وعجز المخابز والأفران عن الاستمرار في العمل في ظل ارتفاع أسعار الدقيق والزيوت والوقود، وغياب المعالجات الحكومية بشكل كلي، أصبحت عدن تواجه لأول مرة في تاريخها "أزمة روتي" تكشف عن مجاعة طاحنة ستعصف بالمواطنين أن استمرت الأزمة الاقتصادية وانهيار العملة المحلية دون معالجات حقيقية.