هناك مشكلة كبيرة وعميقة تتعلق بفهم الكثير من الناس لعلاقة (الاصلاح ) بالدولة وهي مسألة تحتاج الى الكثير من الايضاح والبيان ، يرى الاصلاح أن الدولة ببنيتها ومؤسساتها هي الضامن والعاصم للبلد من التفكك والانهيار ولذا فهو يستميت في بقائها والرفض المطلق للتعدي عليها ويعتبر المساس بها طريق موصل للسقوط والفناء ، بنية الاصلاح الفكرية والسياسية لاتتقبل العيش في بيئة طائفية أو مناطقية أو دويلات وامارات مبعثرة لذا فهو يرى في الدولة وبقائها حتى ولوكانت ضعيفة قارب نجاة يقي الوطن من الغرق المحتوم .. خلال مسيرته كان الاصلاح حريصا على ضبط علاقته مع كل القوى سلطة ومعارضة وفق منطق تعزيز فكرة الدولة وتقوية بنيتها حتى ظن الظانون أن الاصلاح كان شريكا في السلطة ورديفا للنظام وهي فرية يكذبها الواقع ، الحقيقة أن أي مشاركة للإصلاح في سلطات الدولة في تاريخه كانت هامشية ومحدودة للغاية بل تعرض الاصلاح في مراحل لعملية تجريف واستئصال بلغت للوظائف الدنيا لكنه فضل الصمت والعض على جراحه .. اليوم يعود الحديث وبقوة عن وجود الاصلاح في مؤسسات الدولة وتأثيره في مؤسسات الشرعية ويتم تشغيل مضخات الاعلام لتقول أن الشرعية تحت سيطرته وهي أقوال لا تقوم على منطق ويكذبها الواقع فوجود الاصلاح في مؤسسات الدولة وجود رمزي ولعل التقارير الصحفية التي تحدثت عن خارطة التمثيل للقوى السياسية في هيكلة الوظائف العامة تنسف كل تلك الدعاوي فطالما كانت تعز احدى المحافظات التي تم التسويق بانها تحت سيطرة الاصلاح ونفوذه ويقابلها في الجنوب شبوة التي قيل يوما أن الاصلاح يعزز نفوذه فيها الا أن التقارير لصحفية بالارقام والنسب توضح أن كل تلك الدعاوى ليس لها أساس من الصحة وأن تمثيل الاصلاح في مؤسسات الدولة أقل من الاقلية ففي تعز يأتي الاصلاح في المرتبة الرابعة من حيث التمثيل الذي حل فيها المؤتمر اولا ثم الناصري ثانيا فالاشتراكي ثالثا ثم اخيرا الاصلاح في المرتبة الرابعة بنسبة ضئيلة هذه تعز التي صورتها مضخات الاعلام بانها ملك للإصلاح ..جنوبا شبوة هي الأخرى يمثل الاصلاح في مؤسسات الدولة (3%) واما محافظات أخرى فربما الصفر هو حصته .. تضخيم دور الاصلاح وتأثيره في مؤسسات الدولة بتلك الصورة التي تجافي الحقيقة وتخالفها لا يغير من حقيقة أن الاصلاح ضحية لضخ إعلامي يجعل منه عنوان لكل حدث سياسي في الوطن وتحميله مالايحتمل ..